| كثيرون لم يجدوا مبررا للشكر الحار الذي رفعه مدير الإدارة القانونية في البلدية الى وزيره تقديرا للثناء الذي أسبغه الوزير على إدارته إبان جلسة استجوابه لا سيما وأن هذا الرفع قد أتى بعد مضي أيام كثيرة من مناسبته، وكان الوزير قد أشاد بالإدارة لكسب ألف وخمسمئة قضية منذ إعادة هيكلتها في عهده إلا أن النائب أحمد السعدون رد على ذلك في الجلسة نفسها دافعا بأن كسب هذه القضايا قد جاء بفعل القانون الذي أصدره المجلس·
والواقع أن للثناء والشكر قصة أخرى كانت الأحرى بأن تلفت الانتباه، "ليلى وماجدة ولولوة وعذاري وفجر وآخرون" من شابات وشباب المحامين في الإدارة القانونية كانوا قد استنكروا في بيان صحافي ما ادعاه زملاء لهم بأن ثمة فساد في "قانونية البلدية"، وقالوا بأن كل ما دفع به زملاؤهم للصحافة إنما هو "كذب وتضليل ومغاير للحقيقة تماما ودليلنا على ذلك إشادة مجلس الأمة ومجلس الوزراء بجهود الإدارة القانونية في البلدية خلال السنوات الثلاث السابقة، وهذا ما جاء أيضا من شكر واضح من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلسي الوزراء والأمة لمدير وأعضاء الإدارة القانونية في البلدية على أعمالهم وجهودهم التي بذلوها الأمر الذي أدى الى عدم خسارة أي قضية خلال الفترة من 2001 حتى 2004"·
وكان الزملاء المقصودون قد وجهوا أصابع الاتهام الى مديرهم في صبيحة يوم استجواب وزيرهم، دون أن يلفت ذلك انتباه نواب الأمة ربما لانشغالهم بالاستعداد للجلسة المثيرة، بأنه يتلاعب في نتائج بعض التحقيقات والفتاوى التي تعدها الإدارة لصالح متنفذين والإيعاز بحجب المعلومات عن القضاء وإصدار الاستثناءات والتسبب في مخالفات وصولا الى الطعن في الكفاءة المهنية للرجل مطالبين في النهاية برفع الظلم عنهم ومؤكدين بأن ما ذكروه إنما هو "غيض من فيض"·
ودون أن نتساءل عن مدى مؤسسية العمل في أجهزة المجلس ومكاتب النواب، رغم أن هذا الموقف يعطي مؤشرا لذلك، أما كان هذا كله جديرا بأن يلفت انتباه أحد البرلمانيين لا سيما وأن صحيفة القبس التي حملت عبء طرح الموضوع قد عرضته بطريقة كافية لإثارة الانتباه بما لا يترك الفرصة للتعذر بإمكان تجاوزه في أثناء تصفح الجريدة في زحمة الأخبار؟ على الأقل لسؤال الوزير عما فعله تجاه هذه الادعاءات الخطيرة ومدى صحة تلك الاتهامات التي تقدم بها العاملون من داخل الإدارة وسبب اكتفاء السيد المدير بشكر السيد الوزير ورد بعض موظفيه بما لم يدحض ادعاء ولم يفند اتهاما·
a2monem@hotmali.com |
