رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10ذو القعدة 1425هـ - 22 ديسمبر 2004
العدد 1658

بلا حــــدود
أمريكا.. أرض الميعاد!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في حوار مختلف جمع بين الخبير السياسي الأمريكي "والتر رسل ميد" وبين رئيس تحرير جريدة "الوطن" الكويتية، طرحت قضايا عدة مهمة وحساسة جميعها يصب في خانة الديمقراطية والشرق الأوسط·· العراق والحرية، وأيضا السياسة الأمريكية في المنطقة·

السيرة الذاتية المختصرة للخبير الأمريكي، وكما وردت في صفحة اللقاء، تبرز بعض اختصاصات هذا الخبير، والتي من ضمنها تخصصه في "السياسة الخارجية الأمريكية والاقتصاد السياسي الدولي والسياسة الأمريكية والشؤون الدينية والسياسة الخارجية!! كما تتضمن السيرة إشارة الى كونه الخبير الأول في تاريخ السياسة الأمريكية والدور الأمريكي حول العالم!!

شدتني فقرة الشؤون الدينية والسياسة الخارجية والتي أتصور أن ورودها في سيرة خبير ومسؤول أمريكي وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أمر يبدو غريبا بعض الشيء، أو على الأقل مستحدث وليس دارجا·· خصوصا عند تعريف أو تقديم أي مسؤول أمريكي، وهذا بالطبع لا يعني أنه لا يوجد في أمريكا "خبراء دينيون" وإنما أن يأتي ذكر مثل هذه (المسؤولية) في بطاقة تعريفية لمسؤول أمريكي هو بتصوري أمر مستحدث كما ذكرت مسبقا!!

قد تكون مثل هذه المسميات الوظيفية ذات الصبغة الدينية قد دخلت حديثا في قاموس التوصيف الوظيفي الأمريكي، أو بشكل أدق، هي لم تكن بارزة بشكل علني وواضح وكما هي الآن، لكنها قطعا ليست غريبة عن الثقافة الأمريكية بشكل عام، وهو ما عبر عنه الكاتب البريطاني "مايكل نورثكوت" في كتابه الصادر حديثا بعنوان "ملاك يدير العاصفة"!!

يعتبر مايكل نورثكوت من أبرز المتخصصين في علوم الأديان والسياسة، بالإضافة الى كونه محاضرا في الأخلاقيات المسيحية بجامعة "أدنبرة"، أما الكتاب الذي أثار جدلا واسعا فهو يطرح رؤيتين مختلفتين للحرية الدينية، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، الرؤية الأولى التي يدين بها جورج بوش والمؤيدين لسياسته، وهي الرؤية المحافظة والمتمسكة بسفر الرؤية كما جاءت في الأدب الرؤيوي أو ما يطلق عليه (Apocalyptic rhetoric) وخصوصا فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية في العراق، والحرب على الإرهاب، أما الرؤية الثانية فهي الرؤية المسالمة التي تدين بها الغالبية المسيحية، والتي تعارض السياسة الأمريكية (الدينية) وتصفها بالامبريالية الجديدة·

يجادل "مايكل نورثكوت" في أن ترويج الحملة التي يقودها الجمهوريون لفرض قيم تجارية حرة على الشعوب الضعيفة هي في أساسها محاولة لإحياء الرؤية الدينية المحافظة والساعية الى تعميم المفهوم الأمريكي للحرية والديمقراطية، ولكن بأدوات عسكرية، ويستشهد الكاتب لإثبات ذلك بالجملة التي قالها الرئيس الأمريكي في حفل تنصيبه حين قال بأنه لو لم يكن هنالك ملاك يوجه العاصفة لما وجدت أمريكا أساسا، في إشارة واضحة الى الدور الإلهي في نشأة أمريكا، ثم يواصل الكاتب حديثه عن طبيعة الحرب الأمريكية على الإرهاب، ويغوص في جذور العقيدة الأمريكية بدءا بسفر الرؤية ومرورا بالاعتقاد بالعصر الألفي السعيد الذي سيملك فيه المسيح الأرض، ووصولا الى الفكر البيوريتاني والذي انبثق من جماعة بروتستانية في انجلترا في القرنين السادس والسابع عشر، طالبت بتبسيط طقوس العبادة والتمسك الصارم بأهداب الدين والأخلاق الفاضلة·

الكتاب يركز على الرؤية الأمريكية التي ترى في أمريكا "أرض الميعاد" والتي (يفرض) عليها قدرها أن تؤمن للعالم مساره، لأن الله لم يهب أمريكا كل هذه القوة للا شيء، وإنما لتؤدي دورها الذي يفرضه عليها تميزها عن سائر الشعوب، ولتدير دفة الحضارة البشرية·

يشير "مايكل نورثكوت" في كتابه هذا الى أن أمريكا وجهت جهودها (الدينية) تلك الى أوروبا بالتحديد، الى أن حدثت عاصفة الحادي عشر من سبتمبر والتي جعلت أمريكا تدرك أن لها دورا أغفلته، وهو لا يقل في أهميته عن صراعها مع أوروبا أو مع روسيا، وهوما عبر عنه الخبير السياسي في لقائه مع رئيس تحرير "الوطن" حين ذكر بأن هناك تغييرات كبيرة حدثت تعبر عن رغبة الأمريكان في فهم أكبر للعرب لاسيما بعد أحداث سبتمبر، التي من خلالها استوعبوا أن الشرق الأوسط أهم منطقة بالنسبة لهم، بينما كان لأمريكا في أثناء الحرب الباردة ثلاث أولويات تتصل بالمنطقة وتتلخص في إبعاد الروس عن المنطقة واستمرار تدفق النفط والإبقاء على هذه المنطقة هادئة ومستقرة وكان جل اهتمام أمريكا ينصب على أوروبا وتأتي بعدها منطقة شرق آسيا ثم الشرق الأوسط·

والسؤال الذي يتبادر الى الأذهان هنا، وبإيحاء من كتاب "مايكل نورثكوت" هو: هل ستستمر الملائكة في إدارة عاصفة أمريكا في وجه الإرهاب؟

suad.m@taleea.com

�����
   

أمريكا.. أرض الميعاد!!:
سعاد المعجل
استجواب الحفلات:
د·أحمد سامي المنيس
أقزام السياسة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عمليات إرهابية قريبا..:
محمد بو شهري
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟:
فهد راشد المطيري
مشروعات مشروعات..:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الكويتيون وفلسطين:
عامر ذياب التميمي
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة:
يحيى علامو
الحكم الصالح:
د. علي الزعبي
قضيتنا المركزية
"قراءة في سلم الأولويات":
أحمد المهنا
احمدوا ربكم على النعمة:
مسعود راشد العميري
الزبى وصل عند بابك يا طويل العمر!:
عبدالخالق ملا جمعة
الإسكندر المقدوني.. هذا هو :
فيصل عبدالله عبدالنبي
وبالشكر تدوم النعم
ماذا يحدث في قانونية البلدية؟:
عبدالحميد علي
العرب في ثلاث قوائم عالمية:
رضي السماك