رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10ذو القعدة 1425هـ - 22 ديسمبر 2004
العدد 1658

���� �������
الفكر في تكويناته المختلفة هو عصارة الجهد المعرفي وخلاصة التجارب الإنسانية عبر التاريخ.. والشعوب التي أبصرت النور هي التي لفها الظلام قرونا وعقوداً فترهلت فيها الأنسجة النظمية والبنى التحتية واعتكف فيها العقل وأضحى تغييبه مذهبا رسميا وهذا التراكم التخلفي دفع باتجاه التحليل والتنظير والاستقراء للواقع مما شكل مكونا ثقافيا أدى الى نهضة فكرية معرفية أوصلت الى التغيير الشامل بدءا من الذهنية وصولا الى الدولة الإلكترونية من خلال نخبه كانت متصالحة مع ذاتها ومنعتقة من القيود ومتجانسة مع الفكر وهذا ما مكنها من تأمين الرصيد الكافي لصلاحية فكرها الجديد.
كثيرا ما نسمع من بعض الطيبين (وغيرهم!) جملة مثل "الله لا يغير علينا" أو "احمدوا ربكم على النعمة" أو شيئا من هذا القبيل كلما حاولنا تسليط الضوء على بعض الممارسات الحكومية غير الحكيمة، ويشير هؤلاء الأخوة الى مجانية (أو شبه مجانية) التعليم، الرعاية الصحية، الإسكان، الخدمات·· إلخ للدلالة على "تفضل" الحكومة على مواطنيها ورعايتها لهم،
عادة مفردة (قريبا) تصاحب أي فيلم مرتقب، تتشوق الجماهير لمشاهدته في أحد دور السينما، لكونه مفعما بالإثارة والمغامرات الهوليوودية، إلا أن الفيلم المحتمل في هذه المرة من نوع آخر تماما؟ فيلم يحمل في ثناياه الرعب والدمار لا سمح الله، المؤسف أننا في بلد غارق بأشكال متعددة من الفساد، وبغيض من المطر لا يتجاوز 25 ملم مؤخرا،
دوي الأفكار
شاهدت فيلم الإسكندر المقدوني الذي عرض في السينما مؤخرا، وسمعت آراء مختلفة من بعض المشاهدين حول الرسالة التي يريد الفيلم توجيهها، منهم من قال إنه موجه ضد إيران تهديدا لها بسبب برنامجها النووي وذلك أن الإسكندر هزم الفرس واحتل بلادهم، ومنهم من يرى أنها رسالة ضد العرب لأنهم مصدر الإرهاب وذلك أن الإسكندر في نهاية الفيلم يقول إنه سوف يتوجه لبلاد العرب،
كتب أحد الكتاب مقالا في جريدة الوطن قبل أيام تحت عنوان "أما آن الأوان صحوة بنو علمان؟"· ليس عندي أدنى شك في أن الكاتب إنما أراد النصح لبني علمان، كما يسميهم، وأحسب أنه قد أحسن إليهم أيما إحسان! هذه بضاعتكم ردت إليكم، بل خير منها، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
"طويل العمر" عبارة تقال من باب الدعاء والتمني لكل إنسان يرجو منه الناس الخير والعطاء والسمت الطيب، فهو إنسان وبتلك الصفات حتما يخاف على دينه ويخشى ربه في وطنه ويرحم أهله بنصر الضعيف والانتصاف للمغبون، ويشيد أعمدة الخير وينور الدروب للغير وما أكثرهم في بلدي·· فمن عمل فينا معروفا حتما سيشع ذكره ومن اتفق الناس على محاسنه حتما يطول عمره وإن نقص من الدنيا أجله!
لو فتش المرء عن أفضل ما يعبر عن رمزية مكثفة عما بلغناه في هذه اللحظات التاريخية من حالة تخلف وانحطاط فكري وسياسي واجتماعي وعلمي شامل على مستوى عالمنا العربي برمته فلن يجد أفضل من معاينة موقع البلدان العربية على ثلاث قوائم عالمية حيث يختزل هذا الموقع بكثافة تلك الحالة المزرية من تراجعنا الحضاري بكل أبعاده وعلى مختلف مناحي الحياة.
قدم النائبان علي الراشد وأحمد المليفي مادة استجواب ترقى الى مستوى المساءلة السياسية لأنها سلطت الضوء على بعض أوجه الفساد في السلطة من تعديات على أملاك الدولة، وتجاوزات في بلدية الكويت وهيئة الزراعة والثروة السمكية وكلها قضايا تمثل هموما أساسية للشعب الكويتي،
آفاق ورؤيـــة
في العمل السياسي هناك من يكون قمة شامخة في العطاء، وهناك من يعيش في الأوحال ويصطاد في الماء العكر ليصطاد ما يقتات به. ولقد أعجبني مندوب سماحة آية الله السيد علي السيستاني حفظه الله وهو ينتقد تصريحات حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي ويصفه بأنه "قزم سياسي" هذه التصريحات التي استنكرتها كل الشخصيات العراقية وعلى رأسهم الرئيس الموقت غازي الياور الذي أعلن عن عدم موافقته على تصريحاته.
أحد الأصدقاء وبعد أن قرأ مقالتي المنشورة قبل عدة أسابيع في جريدة "الطليعة" والتي كانت معنونة بـ "جمهورية الفساد"، سألني ما الحل؟ فكانت هذه المقالة.
***
الحديث عن فلسطين كقضية استنزفت جهود العرب والمسلمين يفترض أن يأخذ منحى آخر بعيدا عن الأحاديث التقليدية التي أثقلت مسامع الناس.
وليس هذا لأن الناس سئموا من الإيقاع الرتيب والمكرر أو أنهم يتطلعون إلى كل ما هو جديد بل لأن التجارب الماضية والأساليب التقليدية أثبتت أنها لم تحرك قشة.
أثارت زيارة محمود عباس (أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية في انتخابات التاسع من يناير (كانون الثاني) القادم، أثارت ردود فعل متباينة في الكويت، وبتقديري أن معظم الكويتيين أصبحوا أكثر تفهما واستعدادا للتعاون مع القيادة الفلسطينية الحالية،
بلا حــــدود
في حوار مختلف جمع بين الخبير السياسي الأمريكي "والتر رسل ميد" وبين رئيس تحرير جريدة "الوطن" الكويتية، طرحت قضايا عدة مهمة وحساسة جميعها يصب في خانة الديمقراطية والشرق الأوسط·· العراق والحرية، وأيضا السياسة الأمريكية في المنطقة.
لو فتش المرء عن أفضل ما يعبر عن رمزية مكثفة عما بلغناه في هذه اللحظات التاريخية من حالة تخلف وانحطاط فكري وسياسي واجتماعي وعلمي شامل على مستوى عالمنا العربي برمته فلن يجد أفضل من معاينة موقع البلدان العربية على ثلاث قوائم عالمية حيث يختزل هذا الموقع بكثافة تلك الحالة المزرية من تراجعنا الحضاري بكل أبعاده وعلى مختلف مناحي الحياة.
ألفـــاظ و معـــان
من سمات التخلف أن تكون الصحف في كثير من بلدان العالم الثالث نشرات محلية بأخبار الحكام، وتضرب الصحف المسماة بالقومية عندنا مثلا صارخا في ذلك رغم عراقتها وإمكاناتها الفنية والمالية والبشرية، ولا يقتصر الأمر في هذا الصدد على نشر أي شيء عن رئيس الدولة بالخط الكبير وفي الصفحة الأولى، بل تطلع علينا في كل يوم "أخبار" عن عدد من الوزراء بل والمسؤولين دونهم في المرتبة، وهكذا تبدو صفحات الأخبار المحلية وكأنها صفحات إعلانية.