|
· محمد سعيد الصكار
يعد محمد سعيد الصكار واحدا من أبرز القمم الإبداعية في العراق وعلى مستوى العالم العربي، وهو فنان موهوب ومثقف كبير متعدد المواهب، فهو بالإضافة الى نبوغه وشهرته المتميزة في الخط العربي له باع كبير في الشعر “باللغتين العربية والفرنسية”، والقصة والتأليف المسرحي والمقالة السياسية والاجتماعية·
ولد الصكار لعائلة عراقية عام 1934 اشتهرت بصباغة الملابس وتربية الصقور ومنها جاء لقبه “الصكار” (تلفظ القاف لدى العراقيين كما الخليجيين جيما قاهرية)، ويعتبر الصكار واحدا من أبرز الخطاطين العراقيين الأربعة الذين برعوا في خط وحفر المانشيت الصحافي على اللينيليوم واحتكروا الخط الصحافي العراقي بكامله وذلك في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، والثلاثة الآخرون هم كريم سلمان وصادق الصائغ ومالك المقدادي·
بدأت ميوله وشغفه بالخط منذ سن مبكرة وهو طفل في العشار بالبصرة وتأثر هناك بالخطاط ستار كريم وكان يخربش كأترابه الصغار في محلة الصابئة محاولا التفنن في الخط على جدران البيوت وأسفلت الطريق تارة بالفحم وتارة بالطباشير·
مارس أول عمل صحافي له وهو شبل في صحيفة “آخر ساعة” لسان حال حزب الأمة الاشتراكي بالبصرة جنبا الى جنب مع عمله الفني في الصحافة التقدمية السرية الناشطة حينذاك، ورغم اهتمامه بالجوانب التحريرية في العمل الصحافي إلا أنه عني ونبغ في خط الرقعة والخطوط الحديثة التي تطور بعضها الى خطوط فنية كالخط البصري·
من أبرز أنشطة الصكار الفنية خلال العقود الثلاثة الماضية 25 معرضا تجمع شتى أعماله الخاصة، بالإضافة الى المعارض المشتركة·
ومن أعماله الفنية التي ترك بصماته المميزة عليها:
1 - (بابل، سامراء، نينوى) في مطار بغداد الدولي بالاشتراك مع النحات الفرنسي بيير ساباتييه·
2 - خط وزخرفة على السجاد في مطار الملك خالد بالرياض·
3 - خط محفور بالليزر على المرايا في استراحة الحبانية بالعراق·
4 - خط محفور بالليزر على المرايا في قصور الضيافة ببغداد·
5 - بوابة مكة المكرمة، لوحات جدارية نحاسية منحوتة ومسبوكة·
6 - خطوط مختلفة محفورة على الرخام الملون في متحف الحرمين الشريفين·
7 - بوابة وسياج قصر الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وله أبجدية مميزة في الخط اشتهرت في الأسواق بـ “أبجدية الصكار” نال شهادات على ابتكارها فضلا عن براءات الاختراع عن إنجازاته الفنية الأخرى وترؤسه لجان تحكيم دولية للخط العربي·
وتعاقد معه الكثير من المؤسسات العالمية للعمل كمستشار فني ناهيك عن إنجازه الكثير من التصاميم والأغلفة لدور نشر في بلدان كثيرة بالإضافة الى نشاطه الصحافي تحريرا وتصميما وخطا·
أما في مجال الإبداع الأدبي فمن أبرز أعماله: أمطار (مجموعة شعرية، 1962)، برتقالة في سورة الماء (شعر 1968)، الخط العربي للناشئة 1978، سهرة كأس عراقية، قصص قصيرة 1994، أبعد من الكلمات (شعر بالفرنسية)، يا غريب أذكر هلك (نصوص مسرحية)، لوعج الأصفر 2001·
أنتجت له وزارة الثقافة العراقية عام 1973 فيلما عن مشروعه “أبجدية الصكار”، كما أنتجت وزارة الثقافة الدنمركية فيلما سينمائيا عن حياته الفنية والأدبية بعنوان “شاعر القصبة” عام 1999·
وصفه الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف بأنه “ينتسب الى تلك الكوكبة التي وضعت اللبنة الثانية في أساس الثقافة الوطنية العراقية بعد جواد سليم والجواهري والسياب ومحمد مكية ومحمود صبري··”·
ومبدعنا الكبير محمد سعيد الصكار هو واحد من ملايين العراقيين الأربعة المقيمين في المهجر والمنافي ويقيم في باريس منذ 1978 متفرغا تفرغا تاما لعمله الفني في مرسمه الخاص· رفض بإباء شامخ - كقامته الإبداعية - كل محاولات إغرائه واستدراجه للعودة الى تسخير أعماله الفنية في الدعاية للنظام، وفي هذا الصدد يقول في “الحياة” اللندنية - السعودية: “منذ غادرت العراق عام 1978 حتى أيامنا هذه ظللت أتلقى من ممثلي النظام في المجالين الثقافي والإعلامي ومن أعلى مستوياتهم، دعوات لحضور المهرجانات المختلفة التي يواصل النظام إقامتها رغم ما يمر به الوطن من دمار وفقر وحصار وبلاء سواء منها مهرجانات المربد أو مهرجان بابل أو مهرجان المسرح أو الفنون التشكيلية وكانت هذه الدعوات تدعوني الى العودة وكأني جئت في نزهة الى هذا المغترب”!
· كاتب بحريني |
