رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 صفر 1424هـ -12 أبريل 2003
العدد 1572

���� �������
نحن نتألم عندما نرى القصف الجوي على الشعب العراقي الشقيق، ونتعجب من القادة العراقيين عندما نراهم عبر الفضائيات يبتسمون وكأن العراق يعيش احتفالات، فأي نظام هذا الذي يدفع بالأطفال والنساء إلى ساحة حرب ليبقى هو يوزع ابتسامات ويقول خطباً وأوهاماً؟! إن ما يجري الآن في العراق هو نتيجة سياسات ترتكز استراتيجيتها على الديكتاتورية، وعلى عدم قدرة النظام على إدارة البلاد سياسياً واعتماده على التوجهات العسكرية وتوجيه جميع القدرات لخدمة هذا النمط من الحكم في ظل غياب الرؤية الشمولية الواضحة للواقع السياسي ومستجداته·
مع ورود الأخبار الجيدة ساعة كتابة هذه المقالة مساء الاثنين 2003/4/7 المؤكدة لتحرر البصرة ودخول قوات التحالف إلى وسط بغداد، يتفاءل المرء بأن عهد نظام صدام قد بات يعد بالأيام، بل ربما بالساعات· فقد صدق ذلك العراقي الذي "هوس" قائلاً: "صدام أيامك معدودة"· فالمرء يشعر بتفاؤل شديد لانعتاق الشعب العراقي الذي ظل يكابد الأمرين: القمع والحروب والجوع مدة طويلة وبالذات منذ أن قفز المستبد صدام حسين إلى السلطة·
الكويت عروس الخليج·· باريس الوطن العربي·· درة الديمقراطية·· منهاج المحبة·· رمز المساعدة· الكويت هذه بكل عطاياها التي لا يستطيع أن ينكرها إلا الجاحد أصبحت اليوم لدى البعض من العرب مع الأسف الشديد مثارا للتندر وسوء الحديث··· لا لذنب ارتكبته إلا أنها وقفت مع الحق ومدت يد العون لأهلها وأهلنا في العراق
عبادة القائد وتقديسه - والقائد هنا هو الزعيم أو الرئيس أو الأمير - هي سمة من سمات شخصية الإنسان العربي، والموروث التاريخي للأمة العربية لا يؤمن ولا يحترم إلا القوي الذي يظلمه ويجعله يهابه ويخافه ويفكر مرارا وتكرارا من اتخاذ خطوة تبتعد عما يريده سيده القوي المختار
كما ذكرنا في مقال سابق نشرناه في هذه الزاوية تحت عنوان (إعلام الحرب) نعود اليوم الى الموضوع نفسه لكن من زاوية أخرى· إن عالمنا اليوم لا يحتمل الإعلام المضلل، كما كان عليه الحال في الستينات من القرن الماضي، حيث كان المذيع أو الكاتب الصحافي يستطيع أن يمرر أكاذيبه من دون أن يكتشفها القارئ، نظرا لمحدودية إمكانات الآلية الإعلامية في ذلك الوقت
قضيتنا المركــزية
سيتبادر إلى ذهن القارئ العزيز بصورة فورية عند قراءته لعنوان المقالة سؤال مفاده: من هي راتشيل كوري؟ وبينما العالم يعيش أحداث الحرب الأمريكية على العراق فإنه القضية الفلسطينية بكل أبعادها الإنسانية والقانونية والسياسية المعقدة قد أضحت في الصفوف الخلفية من سلم الأولويات لدى الكثير من السياسيين وعموم الناس على حد سواء·
عندما تضع الحرب أوزارها علينا في العالم العربي أن نسخر عقولنا لكي نتبين طبيعة الخلل الذي أصابنا طوال هذه السنين والعقود وأدى الى تخلفنا الحضاري والثقافي وعطل تطورنا السياسي وتقدمنا الاقتصادي، ليس هناك من شك بأن أوضاعنا لا تسر على كل المستويات وما زلنا نعيش في حال من الغيبوبة السياسية والثقافية، التي جعلت الحواة يتمكنون من مصائرنا من خلال أساليب الغش والخداع والتخويف والترهيب والتكفير
في مقابلة لقناة أبو ظبي مع عبدالحليم قنديل من صحيفة العربي في مصر قال في أثناء تشنجه في المقابلة إن غزو العراق للكويت وربطه مع موقف الكويت الحالي هو خلط للأوراق مثلما كان هناك خلط للأوراق عند غزو مصر في القرن السابق حيث قيل إنه كان بسبب خلاف بين تاجر من مالطا وحمّار مصري!! كلنا في الكويت نكن كل الاحترام والتقدير والمحبة لكل مواطن مصري مخلص يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب
بلا حــــدود
يستغرب الجيش البريطاني والأمريكي من حجم (الولاء) الشعبي لصدام حسين، والذي فاجأهم عند تقدمهم في مدن الجنوب العراقي، إلا أن بعض محطات التلفزيون استطاعت أن تختلس بعضا من تعليقات المواطنين العراقيين سواء من النازحين بفعل القصف الجوي، أو المتضررين منه، بعض تلك التعليقات (الجريئة) أشارت الى شكوك العراقيين بحقيقة النوايا الأمريكية هذه المرة لما يتعلق بمساندتهم في وجه آلة البطش الصدامية
* محمد سعيد الصكار يعد محمد سعيد الصكار واحدا من أبرز القمم الإبداعية في العراق وعلى مستوى العالم العربي، وهو فنان موهوب ومثقف كبير متعدد المواهب، فهو بالإضافة الى نبوغه وشهرته المتميزة في الخط العربي له باع كبير في الشعر “باللغتين العربية والفرنسية”، والقصة والتأليف المسرحي والمقالة السياسية والاجتماعية·
لتعارفـــــــوا
الذي يتابع الإعلام العربي، في مجمله، من دون أن نخص بالقول قناة فضائية هنا، أو صحيفة هناك، يجد أن الكويت توُجَه لها - وحدها - انتقادات لاذعة، وبلهجة حادة، هذه حقيقة· وقد لاحظ الكثير من المتميزين من الصحافيين الكويتيين هذه الحقيقة، وبدؤوا - فعليا - في تسليط الضوء عليها، بسبب رغبتهم الصادقة مع النفس، إزاء إرادتهم لتصحيح مسيرة الإعلام الكويتي الرسمي، الذي يجلب لنا جميعا - كدولة وكمجتمع - المتاعب، بالتأكيد، خصوصا فيما يتصل بصورتنا في الأعين العربية والإسـلامية الشقيقة والصديقة·
قبل بدء الشرارة الأولى لحرب تحرير العراق كانت دولة الكويت تتهيأ وتعد العدة لتكون الساحة الرئيسية لعملية تحرير العراق وعلى المستويين الرسمي والشعبي وكنا نلمس تلك الاستعدادات بسرور كبير من كونها إحدى ضحايا نظام صدام والضحية دائما تدرك وبالملموس ما تلاقيه الضحية الأخرى (العراق) على يد الجلاد نفسه والعصابة الحاكمة ذاتها في العراق بالرغم من معرفة الكويت وشعب الكويت بأن ذلك سيعرضها الى أخطار جسيمة وسيحملها أعباء مالية ومعنوية باهظة
كل الشكر والتقدير والثناء للدور الذي لعبته الأجهزة الإعلامية بكل وسائلها المختلفة وعلى رأسها معالي وزير الإعلام وزير النفط بالوكالة الشيخ أحمد الفهد الصباح، لقد كان جهدا إعلاميا مميزا واكب الحدث وأوضح تفاصيله وأهم هذه الجوانب من التغطية الإعلامية كان استضافة الكثير من أقطاب المعارضة العراقية والتركيز من خلال اللقاءات مع أفراد الشعب العراقي من المهجرين على معاناتهم مع هذا النظام الصدامي المدحور
ألفـــاظ و معـــان
ذكرني الحديث عن حق مصر في منع مرور السفن الأمريكية من قناة السويس بواقعة تعرضت لها في باريس، فقد كنت محل امتحان شفوي في مادة القانون الدولي العام بعد خمسة أشهر من وصولي إلى العاصمة الفرنسية، وكان الأستاذ الذي امتحنني علماً معروفاً في الدوائر السياسية ويكتب أحياناً في جريدة “لوموند” الرصينة وقد بدأت قبل أن يوجه إليّ سؤالاً بذكر أنني أجنبي لا أجيد الفرنسية تماماً وأعتذر مقدماً عن أي خطأ لغوي