رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 شوال 1425هـ - 1 ديسمبر 2004
العدد 1655

مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
رضي السماك
* ???? ??????

خلافا لما جرت عليه العادة سنويا من اهتمام العرب كتابا وساسة وإعلاميين بالشخصية التي يقع عليها اختيار لجنة نوبل النرويجية لمنحه جائزة السلام العالمي ومن ثم صدور ردود فعل متباينة على هذا الاختيار بين التأييد أو تأييد بتحفظ أو معارضة الاختيار فإن  إعلان اللجنة هذا العام عن فوز الناشطة النسائية الإفريقية في مجال حماية البيئة السيدة ونجاري ماثاي بهذا الاستحقاق يكاد يمر على العرب مرور الكرام وسط صمت مطبق لا يثير لديهم الحماسة لإبداء أي شكل من أشكال ردود الفعل·

ولم يكن هذا البرود أو اللامبالاة التي واجه بها العرب هذا الحدث العالمي محض مصادفة أو عفويا بسبب إنشغالهم بقضاياهم الوطنية والقومية الآنية المتفاقمة مثلا كما قد يتبادر للذهن للوهلة الأولى، بل جاءت هذه اللامبالاة لتعكس تدني الوعي السياسي نخبويا وشعبيا بأهمية النضال من أجل حماية البيئة العربية وتوهمهم بأن هذه القضية ثانوية ليست من صلب القضايا السياسية والوطنية ذات الأولوية، هذا مع العلم بأن قضية البيئة اليوم باتت جزءا رئيسيا مهما لا يتجزأ من قضايا العرب السياسية المصيرية على المستويين القُطري - بضم القاف - والقومي بل هي في القلب من هذه القضايا وشديدة التلازم والتداخل معها·

ففي المحصلة النهائية سنجد أن القوى التي تعيق الجهود والتدابير المقترحة لحماية البىئة ليست هي نفسها المنتفعة من تدمير البيئة فقط، بل هي ذاتها التي تقف في خندق واحد مع أعداء البىئة على المستوى الدولي من شركات كبرى ومتعددة الجنسية كان ومازال لها نصيب الأسد في دفن نفاياتها في بلدان العالم الثالث والترويج للبضائع التي تسهم في تلويث البيئة أو فتح مصانع ومعامل لها في هذه البلدان تفتقر للشروط والمواصفات البىئية الصحية·

وهذه القوى هي ذاتها المتحمسة والمدافعة عن التطبيع مع العدو الصهيوني والمبررة - حماية لمصالحها - لكل أشكال القوانين والإجراءات المقيدة للحريات العامة وإعاقة العملية الإصلاحية العربية·

وتأتي المفارقات الغريبة في هذا الصمت مع أن الفائزة بالجائزة يفترض أنها أقرب ما تكون للعرب بانتمائها لقارة لطالما وقفت دولها في الزمن الجميل الغابر مع قضيتهم القومية "القضية الفلسطينية" وحيث لم تصدر أيضا أي ردود فعل نسائية عربية لمغزى فوزها باعتبارها ثاني امرأة تفوز بهذه الجائزة فضلا عن نجاحها في هذا الدور لشخصية نسائية في بلد شديد التخلف من بلدان العالم الثالث أي وسط ظروف سياسية واجتماعية محبطة بالغة الصعوبة والتعقيد·

وقد دفعت في ذلك ضريبة هائلة من التضحيات لصلابة موقفها في نضالها لحماية بىئة بلدها·

فعلى عكس تقاليدنا النخبوية النسائية العربية لم تر ماثاي في نيل شهادة "الدكتوراه" وترؤسها قسم التشريح بالطب البيطري ما يشينها أو يحول دون تكريس نفسها لقضية البيئة، فأسست "جمعية الحزام الأخضر" التي جذبت معظم أعضائها من النساء وزرعت مليون شجرة في مختلف أنحاء إفريقيا لمكافحة التصحر وبخاصة بعد أن أزال المستعمرون الإنجليز %75 من غابات بلادها ولم يتبق منها اليوم سوى  %2·

وبسبب موقفها الصلب في قيادة معركة التصدي لإزالة الغابات ناصبها الدكتاتور السابق دانيال أراب موي العداء وهو المستفيد الأول من تلك الإزالة، فتربص بها بإجراءاته القمعية، وتعرضت للضرب المبرح في المظاهرات المناهضة لإزالة الغابات، وتلقت تهديدات بالقتل مالم تتخل عن نشاطها البيئي، لكنها خرجت منه لتقاضي الحكومة السابقة على جرائم إبادة البىئة أمام المحكمة·

وبفضل كفاحها العنيد من أجل حماية بيئة بلادها ولدورها أيضا في توظيف عشرات الآلاف في مشاريع مشاتل جمعية الحزام الأخضر التي أسستها فازت في الانتخابات البرلمانية عام 2002 وهي الانتخابات التي سقط فيها غريمها الرئيس موي، وعُينت بعدئذ نائبا لوزير البىئة لكنها سرعان ما هددت بالاستقالة من الحكومة مالم تتصد هذه بجدية لمافيات تدمير البيئة·

وبعد، أوليس في هذه السيرة الحافلة بالعطاء والتضحيات لشخصية نسائية مدافعة عن البىئة في بلد غير أوروبي وغير عريق في الديمقراطية أي شبيه ببلداننا ما هو جدير بالاستلهام والعبر والدروس على صعيد بيئتنا العربية المنكوبة سواء من قبل مؤسسات مجتمعنا المدني ولاسيما البيئية منها أم قبل حكوماتنا العربية؟!

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

الانتحار من جسر الصبية:
سعاد المعجل
شيوخ وراقصات:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مات لكن القضية باقية:
المحامي نايف بدر العتيبي
بيان الرباعي المظلم:
محمد بو شهري
خدعتك خطبهم الرنانة!:
فهد راشد المطيري
أزمة اليسار!:
عامر ذياب التميمي
مآسٍ من أرض الواقع:
عبدالله عيسى الموسوي
"تكفا يا أحمد حيلني":
أنور الرشيد
السيارة الألمانية والنظريات الإصلاحية:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفضائيات..
وفن إدارة الأولويات:
عبدالخالق ملا جمعة
من أين لك هذا؟:
عبدالحميد علي
أحاديث صريحة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام:
رضي السماك