نحن نتألم عندما نرى القصف الجوي على الشعب العراقي الشقيق، ونتعجب من القادة العراقيين عندما نراهم عبر الفضائيات يبتسمون وكأن العراق يعيش احتفالات، فأي نظام هذا الذي يدفع بالأطفال والنساء إلى ساحة حرب ليبقى هو يوزع ابتسامات ويقول خطباً وأوهاماً؟! إن ما يجري الآن في العراق هو نتيجة سياسات ترتكز استراتيجيتها على الديكتاتورية، وعلى عدم قدرة النظام على إدارة البلاد سياسياً واعتماده على التوجهات العسكرية وتوجيه جميع القدرات لخدمة هذا النمط من الحكم في ظل غياب الرؤية الشمولية الواضحة للواقع السياسي ومستجداته·
فالرئيس العراقي منذ توليه الحكم في أواخر السبعينات إلى هذه اللحظة خاض ثلاث حروب مما يدل على أنه يعاني من تركيبة فكرية إرهابية خطيرة، فالحروب التي خاضها لا توجد لها مبررات دفاعية، وقد راح ضحيتها آلاف العراقيين من مدنيين وعسكريين، فما هو المبرر لغزو دولة الكويت؟ وما هو المبرر للهجوم على إيران عام 1980؟ وماهي النتائج؟ هل كانت تصب في صالح العراق؟ فالوثائق تؤكد أنها سببت خسائر كبيرة سواء في الأرواح أو في الماديات والآن عندما يرفض النظام الصدامي الحل السلمي ويرفض تنحيته عن الحكم فهذه دعوة صريحة لقوى التحالف لشن هجوم على العراق فعلى المتظاهرين أن يمزقوا صور صدام حسين ويحرقوه وليس علم أمريكا، فعيب أن نلقي فشلنا على الآخرين فالرئيس العراقي فشل في إدارة دولة العراق سياسياً، وحان الوقت لتكون الشعوب العربية أكثر إدراكاً ووعياً لما يجري حولها وأن تكون قادرة على الاختيار الصحيح بعيداً عن العواطف·
إننا نتمنى أن يستسلم صدام حسين ومن معه حتى ينقذوا العراق ومن حوله من مناطق مجاورة من ويلات الحرب، فنحن الكويتيين لسنا بمنأى عن هذه الويلات وما يزعجنا حقاً أن نسمع ونقرأ الاتهامات بأننا طرف في الحرب، كيف ذلك ونحن لنا مواقفنا الإنسانية مع الشعب العراقي وأكثر من نساعده؟! كيف ذلك والتاريخ يشهد لدولة الكويت منذ استقلالها في عام 1961 إلى الآن أن مسيرتها المباركة في اتجاه السلم فلم تحارب جيرانها المسلمين، أي عقل هذا الذي لا يستوعب الأسباب الحقيقية لحرب الخليج الأخيرة؟ ولصالح من تتجاهلون رعونة صدام وإرهابه وتلقون باللوم على بلد مسالم حقق نجاحات عظيمة على كافة الأصعدة والمجالات، وتباركون النظام الذي أحرق بلده وشعبه وهو يبتسم؟!
إن الشعب العراقي مهدد من قبل النظام ولا يستطيع أن يحرر نفسه ولا يستطيع أن يقرر مصيره؟ وما الجريمة في تغيير النظام فهذه أمريكا أكبر دولة في العالم يتم تغيير حاكمها كل أربع سنوات ولكن الشعب الأمريكي يتمتع بالديمقراطية الحقيقية؟! |