رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 صفر 1424هـ -12 أبريل 2003
العدد 1572

لتعارفـــــــوا
هل نحتاج إلى إعادة تقييم إعلامنا وسياستنا؟!
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

الذي يتابع الإعلام العربي، في مجمله، من دون أن نخص بالقول قناة فضائية هنا، أو صحيفة هناك، يجد أن الكويت توُجَه لها - وحدها - انتقادات لاذعة، وبلهجة حادة، هذه حقيقة·

وقد لاحظ الكثير من المتميزين من الصحافيين الكويتيين هذه الحقيقة، وبدؤوا - فعليا - في تسليط الضوء عليها، بسبب رغبتهم الصادقة مع النفس، إزاء إرادتهم لتصحيح مسيرة الإعلام الكويتي الرسمي، الذي يجلب لنا جميعا - كدولة وكمجتمع - المتاعب، بالتأكيد، خصوصا فيما يتصل بصورتنا في الأعين العربية والإسـلامية الشقيقة والصديقة·

فإذا كانت الكويت، شأنها شأن المجتمعات الإسلامية والعربية الأخرى، لا حول لها ولا قوة في عملية مواجهة الجبروت والطغيان الاستكباريين تجاه قضايا منطقتنا، فهل “يجب” أن يعني ذلك - بالضرورة - خضوعا إعلاميا محليا رسميا كاملا هدفه التبرير للغير، من دون النظر لمسألة توافق تلك الرغبات الأجنبية مع المصالح المستقبلية لبلادنا الكويت، أو عدم توافقها معها؟ ألا توجد حلول أخرى، مثل عدم التدخل الإعلامي الرسمي نهائيا في هذه الحرب، أو التدخل لصالح “شعب العراق” المظلوم وحده، من دون الاضطرار الى تلميع سياسات دول غير داخلة في نسيجنا الجغرافي العربي والمسلم، مع تأكيدنا على ضرورة الاحتفاظ “بحقنا” وحق العراقيين في معاداتنا للنظام البعث الإرهابي؟!

إعلاميا: ألا يمكننا، كشأن باقي الخليجيين الذين تقوم طائرات الغرب من قلب عواصمهم، أن نسمح لأكاديميينا ومثقفينا وسياسيينا (من داخل الحكومة وخارجها) بأن يظهروا على الشاشات ذاتها التي تمتدح حكومة بعث العراق الإرهابية، لكي يقول أولئك الأكاديميون والمثقفون الكويتيون آراءهم بكل حرية وشفافية (سواء توافقت مع رأي الحكومة الكويتية أم لم تتوافق)؟ مع ضرورة مراعاتهم لمصالح الكويت العليا الآنية والمستقبلية، من دون الاضطرار الى “امتداح” سياسات الدول الأجنبية التي لا تتمتع بسمعة شعبية عربية وإسلامية طيبة، وخصوصا إذا كانت تلك الدول الأجنبية تستبق الأحداث، لكي تقول منذ الآن، بأنها سوف “تعين” حكاما أجانب عسكريين أو مدنيين أو حتى كرزائيي الماركة! يجثمون على صدور العراقيين! فهذه المسألة حساسة إسلاميا، وعربيا، وكويتيا أيضا، فبإمكان مثقفينا رفض الأجانب والصداميين معا·

نعم، نتفهم عدم اضطرار حكومتنا للتعليق على هذه القضية الحساسة، لأنها، وببساطة ووضوح، ليست حكومة دولة كبرى، ولكن يجب أن يكون لشعبنا ولمثقفينا دور مختلف يعبرون فيه بحرية عن آرائهم وهواجسهم المشروعة تجاه تلك الحكومة التي يراد “زرعها!” في العراق، والتي لا نظن أن العراق سيستقر في ظل وجودها!

فحرية الرأي بالقول والكتابة والظهور الإعلامي، بالنسبة للأكاديميين والمثقفين الكويتيين، أمر مهم وحساس، ويثبت أن دولتنا الكويتية حكومة وشعبا ديمقراطية وحرة حقا، كما أنه، من جانب مقابل، يعطينا فرصة أكبر للالتحام بامتداداتنا الجغرافية والدينية الطبيعية الى الأمتين العربية والإسلامية·

ويمكن لأي مراقب أن يشاهد، بجلاء، سياسة بعض الدول العربية التي تساعد الأمريكيين والبريطانيين في “حربهما” (مع أن هنالك مؤشرات أخذت تتزايد على أنها حرب الأمريكيين من دون البريطانيين!!) الحالية، حيث إن تلك الدول العربية ذاتها يقوم “مثقفوها”، على الشاشات العربية الفضائية واسعة الانتشار، بانتقاد تلك الأعمال الحربية·

سياسيا: بما أن الإعلام لا يفيد إذا كانت السياسة غير متوازنة أو غير مدروسة، بدليل “إدراك” مثقفي العرب وسياسييهم وأحزابهم - الآن - للحقيقة المرة التي مفادها أن النظام العراقي - الذي يدافعون عن بلاده وليس هو - نظام ظالم وغير نظيف، ألا يمكننا نحن، ومن داخل الكويت، وإثباتا لانحيازنا الى أشقائنا “شعب العراق”، ضد الأجانب إذا جانبتهم سلامة النية، وضد الصداميين المجرمين الذين “لن” تصفو نياتهم تجاه العراقيين أو تجاه الكويتيين أو العرب أو المسلمين· ألا يمكننا أن نقول كمثقفين - بأعلى أصواتنا - بأنه لن يرضينا حتى الحكام العراقيون “كرزائيو الطراز”!! الذين لن تأتي بهم صناديق الانتخابات!! فالكرزائيون، مثل الصداميين، شر مطلق!!

وإذا كان الأجانب لا يريدون هذا البديل الديمقراطي النظيف تحديدا، فكيف يستجدون دعما ثوريا من شعب الرافدين، تكون نتيجته النهائية أن تؤول الأمور الى أولئك الأجانب أنفسهم، وليس إلى العراقيين؟!! فما دامت الفائدة آيلة للغير، فليخوضوا حربهم بأنفسهم من دون طلب مساعدة من العراقيين في ثورة لا يأكل ثمارها أحد غير الآخرين!! وذلك، لأن الدليل الوحيد على سلامة النية، هو: حكم عراقي ديمقراطي يستمد شرعيته من نبض شعب العراق وحده، فقط!! وربما أمكن دخول الشعب العراقي الى هذه المعمعة “إذا” تأكد، بضمان مجلس الأمن، أن الأمور ستؤول بعد العمل التغييري، الى إرادة الشعب العراقي واختياره الحر!!

ونحن كشعب كويتي، لن يقنع العراقيون بنا، إلا أن نجعل وقفتنا القوية هذه، مع “شعب العراق”، الذي هو الحصان الوحيد الذي يجب أن نراهن عليه، ويعد هذا ضامنا “وحيدا”، لمستقبل أجيالنا الكويتية، بعيدا عن الرهان على الحصان الأشقر، أو الحصان البعثي القذر، وكلاهما غير عراقي، وكلاهما موقت، أما الدائم، فهو شعبنا الكويتي، وشعب العراق!!

هذا هو رأيي المتواضع، الذي أتمنى أن يتم تصحيحه من قبل الآخرين·· فالخطب كبير!!

drjr@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

غطرسة القوة!!:
سعاد المعجل
الإعلام غير المحايد:
يحيى الربيعان
قناة السويس:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
القوة والبقاء في السلطة:
المحامي نايف بدر العتيبي
حرب العقول!:
عامر ذياب التميمي
رجاءان للحكومة العراقية المقبلة:
د. محمد حسين اليوسفي
أيام ويصفق الجميع للكويت:
بـــدر الشيـخ *
راتشيل كوري:
عبدالله عيسى الموسوي
الدور الإعلامي المرتقب:
المهندس محمد فهد الظفيري
صدام أحرق بلده·· ويبتسم!!:
فوزيـــة السويلـم
عبدالحليم قنديل والحمّار المصري!!:
صلاح مضف المضف
هل نحتاج إلى إعادة تقييم إعلامنا وسياستنا؟!:
د. جلال محمد آل رشيد
دولـة الكويت منطلق تحرير العراق:
حميد المالكي
من الذاكرة العراقية (2):
رضي السماك