رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 ذو الحجة 1425هـ - 19 يناير 2005
العدد 1662

"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
رضي السماك
* ???? ??????

بقدر ما أخذ يتكشف عنه يوما بعد يوم الحجم المهول لكارثة زلزال المحيط الهندي التي ألحقت أضرارا مأساوية مروعة نكب بها ما لا يقل عن عشرة بلدان آسيوية وأفريقية بقدر ما أخذت تتكشف في ذات الوقت تباعا فضائح الانتهازية السياسية للدول الكبرى والصناعية لاستغلال إغاثة البلدان المنكوبة بهذه الكارثة لخدمة مصالحها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وفي المقدمة منها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية·

وبين هذا وذاك تقف الدول العربية التي هي أقرب البلدان الى محيط الزلزال وأقربها في العلاقات الى الدول المنكوبة به وكأنها أكثر دول العالم تفرجا ولا مبالاة، فيما يحصد الآخرون سريعا إما السمعة العالمية في الشهامة وإما الفوائد والمنافع المالية المنظورة المتوقعة، وإما الاثنتين معا· ولا يغير من العار العربي المحاولات الخجولة الأخيرة لرفع المساعدات وجهود الإغاثة أما الجامعة العربية فما زالت في سباتها التاريخي المديد·

ولئن كانت ضخامة المعونات المالية وجهود الإغاثة الأوروبية والغربية غير خالية من الانتهازية السياسية إلا أنه يكفي على الأقل أنها في حد ذاتها إغاثة لا مناص منها مطلوبة للغريق قبل أن يداهمه الموت أيا كانت دوافعها، ويكفي أيضا أن هذه الدول بادرت شعوبها لتقديم كل أشكال المعونة الممكنة أفرادا ورجال أعمال وشركات ومؤسسات مجتمع مدني وهيئات إغاثة·

الولايات المتحدة كانت أولى الدول التي دشنت فضيحة عار تواضع تبرعاتها - دع عنك أبعادها الانتهازية - لكن سرعان ما تنبهت لحجم الكارثة وفضيحة محدودية مساهماتها لتلقي بكل ثقلها دبلوماسيا وماليا وعسكريا في مختلف جهود أعمال الإغاثة الدولية حيث رفعت مساعداتها الى 350 مليون دولار·

نزول واشنطن بكل ثقلها هذا المتعدد الأشكال والواسع النطاق هو ما دفع الهند وأندونيسيا الى التشكيك في عدم خلو ذلك من الأغراض السياسية الخفية·

أوروبا لم تكتف بالمساعدات التي بادرت إليها منذ اللحظات الأولى بل أعلنت الحداد مواساة لأرواح الضحايا والمنكوبين، لا بل إن عددا من برلماناتها أثار احتجاجات صاخبة لتقاعس أو بطء حكوماتهم عن جهود وأعمال الإغاثة·

ذروة العمل الدولي لتنسيق خطط الإغاثة لأكبر كارثة في تاريخنا المعاصر تمثلت في القمة الاستثنائية للقادة الآسيويين بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي انعقدت مؤخرا في أندونيسيا، وكان من ضمن مقرراتها الترحيب بالتخفيف من ديون الدول الآسيوية المنكوبة لدول نادي باريس والولايات المتحدة، علما بأن القرار الأكثر عدالة وإنسانية الذي لم يصدر نظرا لتفتت مواقف الدول الآسيوية هو إلغاء هذه الديون جملة وتفصيلا بالنظر الى أن حجمها الأعظم هو بمثابة فوائد ربوية على تلك الديون·

عدد من زعماء وقادة ومسؤولي دول العالم المتحضر غير الإسلامي توجهوا الى بلدان الزلزال للمواساة وللتعرف على حجم الكارثة ولمتابعة سير أعمال وأموال الإغاثة التي قدمتها الى جانب الكثير من مؤسسات مجتمعها المدني وفي مقدمتها مؤسساتها الإغاثية فأين قادتنا ورموزنا ومؤسساتنا السياسية والمدنية والدينية من كل ذلك؟! وكان كولن باول - كما هو معروف - في مقدمة أبرز مسؤولي الدول الكبرى حيث حرص على التوجه نفسه الى منطقة الكارثة·

الهند البلد الديمقراطي الآسيوي العريق وذو الإمكانات والموارد البشرية الهائلة، إحدى البلدان المنكوبة ترفض بإحساس عال من المسؤولية الإنسانية المساعدات الدولية وتطالب بتوجيهها الى الدول الأكثر احتياجا، وتقرر على الفور إدراج كارثة "تسونامي" في عشرة مناهج دراسية لتعريف الشعب بها وبأبعادها العلمية الجيولوجية والإنسانية·

رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي لم يصدق الفرار من الفضائح السياسية الداخلية التي تطارده حول العراق بإجازة قصيرة حتى لاحقته فضيحة لا مبالاته بالكارثة لتقض مضجعه وهو في الإجازة خارج البلاد·

وإزاء هذا الغياب العربي الفاجع الفاضح الذي أظهرنا أمام العالم كعنصريين نرجسيين بخلاء على الضد تماما من قيمنا الإسلامية الإنسانية العظيمة السمحاء، فهل من غرابة إذا ما انبرت جهات ورموز دولية لا لتندد فقط ضمنيا أو صراحة بهذا القصور فحسب، بل ليستثير بعضها فينا مشاعر النخوة الإنسانية الإسلامية، مذكرا بأن ديننا الإسلامي يأمر بالصدقات والحسنات الإنسانية·· ذلك ما فعله يان ايجلاند منسق الإغاثة الدولية بالأمم المتحدة الذي ناشد دولنا الخليجية النفطية برفع مساعداتها، فيما نحن نعود لنحيي مجددا نظرية المؤامرة الأمريكية الصهيونية من قاع المحيط·

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

الكويت دولة في طريقها للزوال:
علي باجي العنزي
وهم.. يا حليلك:
عبداللطيف الدعيج
الصحوة الدامية:
سعاد المعجل
يا جامعة الكويت "وين رايحين؟":
د·أحمد سامي المنيس
لا إصلاح ولا أمن..!:
محمد بو شهري
الإرهاب.. والاستجواب:
المحامي نايف بدر العتيبي
"شيل الشنطة":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الحوار الوطني!:
عامر ذياب التميمي
الدنيا رمادي:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(4):
د. محمد حسين اليوسفي
...والشاطر يفهم!!:
عبدالله عيسى الموسوي
أسباب الفساد:
د. علي الزعبي
مسميات مقلوبة:
فيصل عبدالله عبدالنبي
ما لا تعلنه أرقام الميزانية العامة
حكايا الهدر المقنع للبشر والمال:
عبدالحميد علي
استراحة:
أحمد المهنا
ثقة القوم "نرجستني":
عبدالخالق ملا جمعة
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة:
رضي السماك