رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 صفر 1424هـ -12 أبريل 2003
العدد 1572

بلا حــــدود
غطرسة القوة!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

يستغرب الجيش البريطاني والأمريكي من حجم (الولاء) الشعبي لصدام حسين، والذي فاجأهم عند تقدمهم في مدن الجنوب العراقي، إلا أن بعض محطات التلفزيون استطاعت أن تختلس بعضا من تعليقات المواطنين العراقيين سواء من النازحين بفعل القصف الجوي، أو المتضررين منه، بعض تلك التعليقات (الجريئة) أشارت الى شكوك العراقيين بحقيقة النوايا الأمريكية هذه المرة لما يتعلق بمساندتهم في وجه آلة البطش الصدامية، وهم يستندون في شكوكهم تلك الى انتفاضة العام 1991 التي لم تساندها قوات التحالف آنذاك وتركت أهل الجنوب لقمة سائغة لحراس جيش البعث العراقي!!

الآن ونحن نراقب المشهد العراقي نتساءل عن مدى مصداقية الولايات المتحدة وبريطانيا في زرع بذرة الديمقراطية ونقل ثقافة الحرية من الغرب الى قلب العراق!! خاصة وأن هنالك تحدياً شبه إجماعي على حقيقة (الوعد الديمقراطي) الذي قطعته الولايات المتحدة على نفسها، وطمأنت قلوب العراقيين في أرض الشتات كما في العراق بأنه سيكون الفيصل في كل المنازعات السياسية المستقبلية!!

المشككون في ذلك الوعد يستندون الى وقائع من التاريخ وكما فعل الكاتب “رياض طبارة” سفير لبنان السابق لدى واشنطن في مقال نشرته جريدة “الحياة” أخيرا حيث يصور استعداد الولايات المتحدة لأن (تضحي) بسمعتها الديمقراطية في سبيل تحقيق أو دعم سياسات خارجية أو داخلية حتى وإن شكل هذا الدعم تناقضا مع مفاهيم الحريات والحقوق البشرية والنهج الديمقراطي!! فلقد سبق وأن (تنازلت) الولايات المتحدة عن قناعاتها بالحرية والديمقراطية وساندت أنظمة استبدادية وكما حصل في إيران مطلع الخمسينات عندما دبرت بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية انقلابا على رئيس الوزراء “محمد مصدق” واستبدلت به الجنرال “زاهدي” ثم ساندت الشاه “رضا بهلوي” ودربت أجهزة استخباراته القمعية، أو كما حصل في تشيلي عندما دبرت واشنطن انقلابا على الرئيس “سلفادور الليندي” المنتخب ديمقراطيا وأحلت محله زمرة عسكرية يترأسها الجنرال “أوغستو بينوشيه” أحد أكبر الطغاة الذين عرفتهم أمريكا اللاتينية في تاريخها!!

يرى الكاتب أن الولايات المتحدة قد سبق وأن تراجعت عن قناعاتها المتعلقة بالديمقراطية والحرية عندما تواجه خطرا حقيقيا أو وهميا·

وكما حدث في أعقاب الهجوم الياباني على “بيرل هاربور” 1941 حين تم نقل كل الأمريكيين من أصل ياباني الى عشرة معسكرات اعتقال، وبلغ عدد المعتقلين آنذاك بين 110 و120 ألفا·

وقامت تظاهرات داخل تلك المعسكرات يطالب فيها المتظاهرون بحقوقهم الدستورية ولكنها قمعت كلها!! كما قام السينارتور “جوزيف مكارثي” وقبله “ميتشل بالمر” بحملات اعتقالات واسعة نفذت أغلبها من دون إذن قضائي!!

لقد حوى المقال إشارات كثيرة تؤكد ضعف الحس الديمقراطي عند الشعور بالخطر سواء كان هذا الشعور حقيقياً أم وهماً!! وإذا كانت تلك الأمثلة قد وردت في تاريخ الولايات المتحدة الناضجة ديمقراطيا، والمدركة للحقوق البشرية!! فالسؤال الذي يتبادر الى الأذهان هو حول مصداقية الديمقراطية الغربية باعتبارها المعيار الذي يرى “النظام العالمي الجديد” ضرورة أن يلتزم العالم العربي ودول العالم الثالث بشروطه؟

لقد تحدثت الولايات المتحدة وبريطانيا دول العالم قاطبة الصديق منها والعدو، في القضاء على دكتاتورية الرعب الصدامية!! ويبقى التحدي الأكبر الذي ينتظره العالم أجمع، وهو بناء العراق النموذج، العراق الديمقراطي!! خاصة في ظل (المهمات) الأمريكية الناقصة في أكثر من بقعة في العالم، من فيتنام الى الصومال، ومن أفغانستان الى يوغسلافيا السابقة!!

يتفق بعض المسؤولين الأمريكيين مع هؤلاء النازحين العراقيين في شكوكهم حول مصداقية الولايات المتحدة!! حيث يتحدث السينارتور “فولبرايت” بهذا الصدد في كتابه “غطرسة القوة” فيقول: “الذي يفترض أن القوة هي برهان التفوق، فعندما يكون لدى دولة الجيش الأقوى فإن هذا يدل على أن لديها أناسا أفضل ومؤسسات أفضل ومبادئ أفضل وعموما حضارة أفضل”·

suad.m@taleea.com

�����
   

غطرسة القوة!!:
سعاد المعجل
الإعلام غير المحايد:
يحيى الربيعان
قناة السويس:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
القوة والبقاء في السلطة:
المحامي نايف بدر العتيبي
حرب العقول!:
عامر ذياب التميمي
رجاءان للحكومة العراقية المقبلة:
د. محمد حسين اليوسفي
أيام ويصفق الجميع للكويت:
بـــدر الشيـخ *
راتشيل كوري:
عبدالله عيسى الموسوي
الدور الإعلامي المرتقب:
المهندس محمد فهد الظفيري
صدام أحرق بلده·· ويبتسم!!:
فوزيـــة السويلـم
عبدالحليم قنديل والحمّار المصري!!:
صلاح مضف المضف
هل نحتاج إلى إعادة تقييم إعلامنا وسياستنا؟!:
د. جلال محمد آل رشيد
دولـة الكويت منطلق تحرير العراق:
حميد المالكي
من الذاكرة العراقية (2):
رضي السماك