رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 شوال 1425هـ - 24 نوفمبر 2004
العدد 1654

كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
رضي السماك
* ???? ??????

لطالما تباهينا وافتخرنا أيما تباه وافتخار بما أسبغته علينا الآية القرآنية الكريمة "كنتم خير أمة أخرجت للناس" من فضل ومكانة متميزة بين الأمم، لكن كم هو البون شاسع بين هذه المكانة التي خصنا الباري عز وجل بها وبين الممارسة والواقع ولاسيما في الحقبة السوداء الراهنة التي نحياها من تاريخنا المعاصر، حيث برزت من بيننا على وجه الخصوص قوى متخلفة مغرقة في الجهل والظلامية أساءت الى الإسلام والعرب والمسلمين أشد الإساءة بمواقفها المتطرفة وبممارساتها الإرهابية وبسياساتها الانعزالية والاستعلائية على كل الأمم باسم الإسلام والإسلام منها براء·

ولعل التيار الذي تمثله "القاعدة" بزعامة بن لادن وسائر الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تدور في فلكها أو تتساوق مع فكرها هو أكثر التيارات الدينية في إحراز نصيب الأسد في تحقيق هذا التشويه للإسلام والأمة العربية والإسلامية جمعاء، فما زال خطابه السياسي مغرقا في ضيق الأفق الإنساني والسياسي مسطحا في تصنيفه السطحي الأرعن لأعداء المسلمين وأصدقائهم بإدراجهم ضمن ثنائية فسطاطين: أمة الإسلام والإيمان، وأمة الكفر من الصليبيين والكفار واليهود، ويعد مثل هذا التصنيف المتعسف امتدادا لتاريخ طويل في عصرنا للأفكار والنظريات الشوفينية القومية ذات الانغلاق القومي الاستعلائي تجاه الأمم الأخرى والتي لا ترى في أي أمة أخرى ما يضاهي الأمة العربية في العلو والمجد والحضارة "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"·

وحتى الأيديولوجيات والتيارات الماركسية لم تكن ترى كمال قيم الخير النضالية من أجل سعادة الإنسان في أي مجال من المجالات تتحقق إلا على أيدي الشيوعيين ومناضلي اليسار، أو قل إنها كانت تقلل عمليا من دور وإسهامات تنوع إنساني عريض من مختلف الثقافات والفئات والقوى من أجل الخير وسعادة البشر والتضامن مع المظلومين الممتحنين منهم·

لكن كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية والحضارية بآفاقها الإنسانية الرحبة على اختلاف منابعها القومية والدينية والسياسية في شتى أرجاء المعمورة، ويدحض العالم بهذه التعددية الإنسانية الجميلة احتكار أمة من الأمم أو شعب من الشعوب لقيم الخير والفضيلة والعدالة والتآخي الإنساني المشترك حتى وإن اختصت أمة من الأمم كأمتنا بتراث ثقافي وديني عريق متميز في منظومة هذه القيم والمثل الإنسانية ما دمنا عاجزين عن ترجمتها على صعيد مجتمعنا الداخلي العربي - الإسلامي، وفي علاقاتنا تجاه بعضنا بعضا، وعلى صعيد علاقتنا تجاه الآخر على الساحة العالمية أيضا·

نماذج إنسانية عالمية لا تحصى ولا تعد تصدمنا يوميا بمواقفها المتعاطفة والمشرفة مع قضايانا حتى في أحلك هذه الظروف التي تدفع العالم بأسره الى النفور والريبة منا على الأقل·· ولماذا لا وقد تعبنا نحن أنفسنا مما وصلنا إليه من درك غير مسبوق في كارثيته·

نذكر من هذه النماذج الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر موقف الكنيسة المشيخية الأمريكية التي رفضت العودة عن قرارها بمقاطعة الشركات المتعاملة مع إسرائيل ما لم تغير هذه سياستها الإرهابية ضد الفلسطينيين، وهذه الكنيسة التي يتبعها ثلاثة ملايين أمريكي تدعو الى مقاطعة كل شركة تسهم بإنتاجاتها في إيذاء الفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين كشركة "كاتريلر" للجرافات و"مينتز" للاتصالات وتتبرأ الكنيسة من كل من لا يلتزم بدعوتها هذه·

نموذج آخر تمثله الرهينتان الإيطاليتان سيمونا توريتا وسيمونا باري اللتان حررتا مؤخرا من الخطف بالعراق، فعلى الرغم من الأيام المرعبة الطويلة التي عاشتاها في الأسر تحت كنف الإرهابيين إلا أنهما أكدتا أنهما جاءتا قبل الغزو الى هذا البلد للتضامن مع شعبه ضد الحرب، وإعادة مطالبة حكومة بلدهما بسحب قواتها من العراق، كما أعادتا تأكيد حبهما للشعب العراقي ورغبتهما في العودة مجددا الى العراق بعد زوال الاحتلال الأمريكي·

نموذج ثالث محلي شاهدناه مؤخرا في صورة صحافية محلية لبعض الأوروبيين المتطوعين لتنظيف سواحلنا من التلوث·· نماذج إنسانية كثيرة لا تنتمي الى "خير أمة أخرجت الى الناس" لكن كم نحن سادرون منعزلون عن تقدير حقها وتعظيم دورها لنصرة قضايانا بتوثيق جسورنا معها في ظل تشرذمنا الراهن وطغيان الثقافة النرجسية الانعزالية المنغلقة!

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

قافلة الفساد مستمرة (وحرقٍ حرقْنه!!):
محمد بو شهري
هزائم الصحوة الإسلامية:
د·أحمد سامي المنيس
الأمن القومي.. والأمن الحزبي!!:
سعاد المعجل
حوار حول الإصلاح!:
عامر ذياب التميمي
حقوق المرأة بين الرغبة والتأزيم:
جابر العلاطي
تنامي قوى اليمين في إيران:
موسى داؤود
كابوسان أحلاهما مرّ:
يحيى علامو
محاولة للفهم:
مسعود راشد العميري
إلى كل عربي غيور!!:
عبدالله عيسى الموسوي
من سيملأ الفراغ؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي
اسمعوني...:
محمد جوهر حيات
الإصلاح الاقتصادي والفساد:
عبدالحميد علي
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!:
رضي السماك