| قبل بدء الشرارة الأولى لحرب تحرير العراق كانت دولة الكويت تتهيأ وتعد العدة لتكون الساحة الرئيسية لعملية تحرير العراق وعلى المستويين الرسمي والشعبي وكنا نلمس تلك الاستعدادات بسرور كبير من كونها إحدى ضحايا نظام صدام والضحية دائما تدرك وبالملموس ما تلاقيه الضحية الأخرى (العراق) على يد الجلاد نفسه والعصابة الحاكمة ذاتها في العراق بالرغم من معرفة الكويت وشعب الكويت بأن ذلك سيعرضها الى أخطار جسيمة وسيحملها أعباء مالية ومعنوية باهظة، وسيكون أعداء العراق والكويت لها بالمرصاد وسيتهمونها بشتى الاتهامات التي نشهدها الآن وهي تتناغم مع رعب صواريخ صدام وتهديداته وابتزازاته المعروفة·
لكن رغم كل ذلك فإن الكويت الحرة في امتلاك إرادتها وخياراتها الوطنية والإرادة الشعبية الممثلة بمجلس الأمة وجمعيات النفع العام والصحافة والنخبة من سياسيين وإعلاميين ومحللين واستراتيجيين ورجال أعمال وطنيين وتجمعات سياسية قد آلت على نفسها وأصرت أن تكون المنطلق لتحرير بلادنا وشعبنا من الحكم الدكتاتوري الصدامي المجرم واقتلاع أخطر بؤرة للتوتر والحروب وعدم الاستقرار وتهديدها المستمر للسلم والأمن الدوليين وإدراكها العميق لخطورة نظام صدام ورسوخ نهجه الاستبدادي التخريبي واستمراره في النهج العسكري العدواني وإنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل والسبب الرئيسي في تخريب النظام العربي والتضامن العربي وتمزيق الصفوف وإهدار الثروات وتبديد الطاقات وإشاعة الإرهاب والتخلف والكساد الاقتصادي وأن تحرير العراق سيكون له مردود إيجابي عظيم سيتجلى في المحاور والميادين التالية:
1 - إنقاذ الشعب العراقي من الإرهاب والقمع والبؤس والأمراض·
2 - عودة العراق الى الأسرة الدولية كعامل استقرار وسلام ليلعب دوره المنشود في بناء الحضارة الإنسانية·
3 - الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي الذي سينعكس بالضرورة وبشكل تلقائي على كل دول العالم حينما تكون الثروات العراقية البشرية والمادية الطبيعية بأيدي نظام دستوري ديمقراطي شرعي مسالم يكون هدفه الأول التنمية البشرية والاقتصادية وتوظيف كل موارد العراق المائلة في التنمية والبناء والإعمار وينشغل الجميع بالعمل المنتج المثمر بعيدا عن الجدل العقيم والسفسطة وإهدار الوقت·
4 - تفاعل النظام الجديد في العراق مع العالم على أساس المصالح والمنافع المشتركة وسيكون لدولة الكويت الشقيقة مكان مرموق في هذا التفاعل كما لدول الحلفاء وكل الذين ساهموا واشتركوا وبذلوا التضحيات في عملية تحرير العراق، دولاً وشعوباً وأحزاباً وكتاباً ومثقفين ومنظمات إنسانية أفرادا ومؤسسات كجمعية الهلال الأحمر الكويتي وغيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية·
5 - العراق الجديد سيكون عامل بناء لا هدم وعاملاً لتوحيد الصفوف لا لتفريقها·
6 - وعلى المستوى الذاتي للكويت فإنها ستتخلص والى الأبد من نظام متوحش غزاها وعبث بمقدراتها وأسر أبناءها وعذب وقتل وبقي بؤرة خطيرة للعدوان عليها وابتزازها واستفزازها ونشر الخوف والرعب مما أثر على تطورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي واستنزاف الكثير من خيراتها وأموالها في سبيل درء أخطاره والوقاية من مغامراته إذ ستتفرغ الكويت وشعب الكويت الى البناء والتنمية والإعمار في ظل أوضاع يسودها الأمن والاستقرار بدلا من التهديد والعدوان وستتعامل الكويت وللمرة الأولى مع نظام عراقي دستوري شرعي نظام مؤسساتي قائم على أرقى النظريات والمعايير الدولية الحديثة محكوما بالدستور والقانون والنهج السلمي والحوار الأخوي البناء·
7 - الانسجام والتوافق القائم في دولة الكويت بين الصعيدين الرسمي والشعبي حول حرب تحرير العراق هو بمستوى الانسجام والتوافق الذي حصل في أثناء فترة الغزو الصدامي للكويت وهذا الانسجام والتكامل والتفاعل ستكون له مردودات إيجابية عالية لدى مؤسسة الحكم في العراق الجديد وعلى الصعيد الشعبي العراقي وسيكون القاعدة الأساسية التي ستبنى عليها ركائز العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية وغيرها بين العراق والكويت على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الكويت وأمنها وحدودها بموجب القرار الدولي المرقم 833·
8 - إن إسقاط نظام صدام يعني سقوط أخطر بؤرة إرهابية في العالم لو استمرت في البقاء لكانت قد تسببت وأنتجت المزيد من الحروب والكوارث والأزمات العالمية وإن سقوطها يعني إضعافاً كبيراً لكل بؤر وتنظيمات الإرهاب في العالم وفي مقدمتها منظمة القاعدة ولفكر الإرهاب والتخلف والاستبداد بصورة عامة· |
