كما ذكرنا في مقال سابق نشرناه في هذه الزاوية تحت عنوان (إعلام الحرب) نعود اليوم الى الموضوع نفسه لكن من زاوية أخرى·

إن عالمنا اليوم لا يحتمل الإعلام المضلل، كما كان عليه الحال في الستينات من القرن الماضي، حيث كان المذيع أو الكاتب الصحافي يستطيع أن يمرر أكاذيبه من دون أن يكتشفها القارئ، نظرا لمحدودية إمكانات الآلية الإعلامية في ذلك الوقت، حيث لم تصل شبكة الاتصالات اللاسلكية الى ما وصلت إليه اليوم، من تقنية وتقدم رهيب في تكنولوجيا المواصلات والاتصالات المسموعة أو المرئية أو الالكترونية·

اليوم أصبح المستهلك للإعلام يستطيع أن يعرف الحق من الباطل بمجرد أن يضغط على زر القنوات الفضائية وهو مستلق على سريره، فينتقل من قناة الى أخرى بكل سهولة باحثا عن المصداقية بالنص والصورة، لذلك أصبح اليوم الخبر مقدساً أكثر من أي وقت مضى، أما الرأي فقد كان وسيبقى حرا·

من هذا المنطلق نقول: من المؤسف أن نسمع في هذه الأيام بعض القنوات الفضائية العربية تدين الكويت على مواقفها من النظام العراقي، وإن الذين يشاهدون بث بعض الفضائيات الخليجية - للأسف - وهي تتباكى على صدام ونظامه الذي كان يجلد أهل بيته وشعبه والذين قتلهم من حرب الخليج الثانية حتى اليوم هم أكثر من مليون من غير المشردين وفي السجون أكثر من ذلك، ونحن هنا لا نريد أن نعدد تعديات صدام على حقوق الإنسان لكونها لا تعد ولا تحصى، وما يفعله من عدوان جديد على الكويت بالصواريخ حتى أن أحد هذه الصواريخ وقع في سوق الشرق بوسط العاصمة، وقد أمطرنا قبل ذلك بحفنة من الصواريخ منذ بداية حرب الخليج الثالثة·

لقد كثرت هذه الأيام الأخبار الملفقة ضد الكويت، وتناسوا ما فعل صدام حسين فينا في 2/8/1990 في أثناء عدوانه الغاشم على الكويت·

إن ارتباط الكويت مع أمريكا ودول التحالف الأخرى منذ عام 1990 جاء بقرار صادر وفقا لإرادة شعبية موقعة بيننا وبينهم وهذا أمر واضح وقد تم بالنور وارتضاه شعبنا وشرعيتنا وأقره مجلسنا المنتخب لذلك نقول، نحن لا نريد أحداً يزايد على مواقفنا وعروبتنا وانتمائنا القومي، وإنسانيتنا، تجاه الشعب العراقي، أو يشكك في نوايانا بشأن إرسال حملات إغاثة من شعب الكويت الى شعب العراق بطيب خاطر·

إن شعبي العراق والكويت تربطهما علاقات ودية وتاريخية متجذرة قبل أن يولد صدام ولا يخفى هذا على الجميع، لذلك قلنا لكم - عزيزي القارئ - إن شعبي العراق والكويت شعب واحد يسرنا ما يسره ويضرنا ما يضره·

لذلك لا نريد أحداً أن يزايد علينا فنحن وشعب العراق إخوة من قديم الزمان·