رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 محرم 1426هـ - 23 فبراير 2005
العدد 1666

الإرهاب وصناعة "المجانين"!
رضي السماك
* ???? ??????

فور عودته من تأدية فريضة الحج توجه إلى واحدة من أصغر بناته القصّر وهي طفلة لا يتجاوز عمرها 13 عاما لينحرها بدم بارد تحت تأثير وساوسه المريضة بأن بكارتها قد فضت، وبينما الطفلة البريئة تتوسل إليه ألا يمضي قدما في استكمال جريمته وذلك أمام أشقائها المذهولين قرر استبدال السكين الكالة بسكين شاحذة إصرارا منه على استكمال الجريمة وفي السجن أبدى ندمه ليس لذبحها بل لعدم تمكنه من استكمال الإجهاز على البقية من أخواتها، ثم طلب وجبة عشاء ليلتهمها بشراهة ونهم غريب·

تلك هي باختصار قصة الجريمة التي تقشعر لها الأبدان والتي هزت الكويت والخليج والتي ارتكبها أحد المتشددين من السلفيين من أصحاب السوابق في ارتكاب جنايات مشابهة تتسم بالغلو والتطرف وسبق أن تم سجنه في السعودية على ذمة واحدة أو أكثر منها·

لن نعيد هنا طرح التساؤلات الاستغرابية التي سبق أن طرحناها بخصوص عناصر الجماعات المتشددة والخطرة التي تترك طليقة اليدين في تحركاتها وتنقلاتها بالرغم من تورطها في قضايا إرهابية سابقة وقضاء محكوميتها لتفاجىء السلطات في البلد الخليجي المعني بضلوعها مجددا في قضايا تفجيرات إرهابية أكثر خطورة تطال العديد من الأبرياء والمنشآت المدنية فضلا عن الأهداف الرسمية من عناصر شرطة وجيش ومنشآت حكومية، لكن لعل من تبسيط الأمر بمكان تبرير الجريمة وفعلة المجرم بأن مرتكبها ما هو إلا شخص مخبول، غير سوي فقد عقله وليس على "المجنون" حرج ومن ثم فإنه لا يمت إلى الفكر السلفي المتطرف بصلة· ذلك بأن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل صحا هذا المخبول يوما ما - على افتراض صحة أنه كذلك - ليجد نفسه مخبولا قد فقد عقله على حين غرة؟! أم أنه اكتسب هذا "الخبل" من بيئة وحاضنة تثقيفية دينية سياسية قوامها الغلو والتطرف وتكفير كل من يخالف نمط تفكيرها العقائدي والتشكيك والظنون الوسواسية الآثمة في كل من حولها بل حتى أقرب المقربين من زوجات وأشقاء وأبناء؟

وماذا يختلف هذا "المخبول" عن مخابيل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الجزائر والسعودية والعراق؟ أليست عناصر هذه الجماعات هي نفسها التي تقوم باختطاف الأبرياء من رجال وأطفال ونساء من المواطنين والمقيمين ومن ضمنهم العاملون في أعمال الإغاثة الإنسانية ونحرهم بدم بارد أمام الملأ كما يحدث على وجه الخصوص في السعودية والعراق والتكبير والتهليل لهذا النحر أمام كاميرات الفضائيات الضالعة في دعمهم تارة باسم الإسلام ومكافحة الغزو الصليبي وتارات كثيرة انطلاقا من تكفير الطوائف الأخرى أو باسم "مكافحة الاحتلال"؟! أليست هذه الجماعات هي ذاتها التي تكفر بعضها بعضا وينحر أفرادها بعضهم بعضا كما شهدنا فصولا عدة من هذا المسلسل في جبال الجزائر وأفغانستان؟!

والحاصل من كل ما تقدم أننا أمام بيئة ثقافية اجتماعية متكاملة هي الحاضنة الطبيعية لنشوء وإعداد البنية الذهنية والنفسية والروحية التي يقوم عليها التطرف والغلو والإرهاب وهي ذاتها البيئة والبنية التي تفرخ درجات وأطوار من "المجانين" و"المهابيل" وصولا إلى طورهم الإرهابي الأخطر على عوائلهم كما على مجتمعهم، ومن لم يصل منهم إلى هذا الطور الأخطر ليست ثمة ضمانات بألا يصل إليه لاحقا·

ولطالما ظلت الدول العربية الخليجية الموبوءة بهذه البىئة المسمومة الخطرة منكفئة عن معالجة تربتها واستئصال جذور شجرتها وفق علاج شامل لا يقتصر فقط على الإجراءات الأمنية بل سياسيا ودينيا واقتصاديا واجتماعيا عماده الإصلاح السياسي وعدم مداهنة أصحاب ذلك الفكر باسم الإسلام من غلاة التطرف الديني في الإعلام الرسمي والصحافة وسائر مؤسسات الأنظمة ولاسيما الدينية منها وإلا فستظل المجتمعات العربية معرضة على الدوام لمخاطر جيل إثر جيل من "المهابيل" و"المجانين" وأنصاف المجانين الذين تفرخهم ماكينة البىئة الإرهابية الخالدة·

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

في جذور التفكير الإرهابي
هذا كافر.. وهذا مشرك.. إلخ:
أحمد حسين
تغيير الأنظمة العربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
التطبيق.. لا النظرية:
سعاد المعجل
تبا لتلك الأيادي الآثمة:
محمد بو شهري
تبا لتلك الأيادي الآثمة:
محمد بو شهري
الحريري الإنسان:
المحامي نايف بدر العتيبي
الدعم والزعم:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الحريري وقيمة الدم العربي:
مسعود راشد العميري
الديمقراطية والعرب!:
عامر ذياب التميمي
التميمي وتاريخ الناس في الخليج العربي(1):
د. محمد حسين اليوسفي
شهادة جندي(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
السيناريوهات الثلاثة لغزو إيران:
موسى داؤود
كلام الصمت:
مبارك صالح النجادي
ثوابت ملزم النائب بها:
عبدالخالق ملا جمعة
الجماعات المتأسلمة والإرهاب:
يوسف مبارك المباركي
ظاهرة الموظفين بالوكالة:
عبدالحميد علي
الإرهاب وصناعة "المجانين"!:
رضي السماك