رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 ذو الحجة 1425هـ - 2 فبراير 2005
العدد 1663

رسالة الحرية
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

كان خطاب الرئيس جورج بوش في حفل تنصيبه للولاية الثانية في العشرين من يناير الجاري مثارا للجدل بين مختلف المراقبين والمعلقين والسياسيين، ولم يكن الجدل يدور حول أهمية ما جاء في الخطاب من دعوة لتحرير الشعوب من أنظمة الطغيان وتمكينها من ممارسة الحرية والمشاركة الديمقراطية بقدر ما كان يدور مدى التزام وقدرة الإدارة الجمهورية الحاكمة في واشنطن من إنجاز هذه المهمة الرسالية، وغني عن البيان أن البلدان التي ما زالت ترزح تحت حكم الطغاة باتت محدودة وربما تتركز في عدد من البلدان العربية والدول الأفريقية والصين وكوريا الشمالية وكوبا، وربما عدد آخر من بلدان آسيا الوسطى التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي القديم، إذا أصبحت الأمور محددة ولا يمكن محاولة الغموض والتستر حول هذه الأنظمة، لذلك فإن كل طاغية لا بد أن شعر بأن استمرار الأوضاع السياسية المعتمدة على الاستبداد ورفض حرية الشعب لم يعد مقبولا من الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كانت الأمور تقاس بالمصالح فلم يعد من مصالح الأمريكيين أن يستمر الطغيان والاستبداد الذي ينتج عنه تفريخ الإرهاب وتصديره، ثم في ظل العولمة والمتغيرات التي جرت في العالم منذ سقوط حائط برلين في عام 1989 لم يعد هناك من تناقض بين الديمقراطية ومصالح الدول الكبرى·

لا شك أن مأزق الحرية يتعقد في بلدان العرب أكثر من أي بلدان أخرى نظرا لتاريخ الاستبداد الطويل في هذه المنطقة من العالم، سواء في العهود القديمة أو في الزمن المعاصر، ولقد باتت الشعوب العربية أكثر خنوعا من كل الشعوب الأخرى خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين بفعل الأنظمة العسكرية وأنظمة الحزب الواحد والتي واكب حكمها أنظمة اقتصادية ريعية أو شمولية موجهة، يضاف الى ما سبق ذكره أن الموروث الديني قد استثمر بطرق ووسائل زادت من حدة الاستبداد وكبت الحريات والتعسف وطغيان الرأي الواحد على حساب التعددية والتفكير الحر، ولذلك لم يعد غريبا أن تفرز هذه المجتمعات العربية عناصر شابة معادية للديمقراطية والقيم الإنسانية المعاصرة وتنطوي بعيدا عن التحولات المستجدة في هذا العالم، ولا ريب أن أنظمة الإعلام والتعليم كان لها الدور الأساسي في تغييب قيم الحرية والديمقراطية وتكريس القيم المعادية لها، ولذلك فإن المواجهة التي تبلورت خلال السنوات الأخيرة كانت بين الأنظمة الحاكمة وبين قوى مجتمعية مستبدة معادية للعصر وللحرية وللديمقراطية، مما مكن الكثير من الأنظمة من تبرير مواقفها وإجراءاتها أمام الآخرين بدعوى أن البديل لن يكون أفضل منها·

لكن ما يواجهه الرئيس بوش وإدارته في التعامل مع العرب أكثر تعقيدا مما سبق ذكره، حيث إن أطرافا عربية كثيرة ما زالت غير مقتنعة بالخطاب الأمريكي مهما كانت حلاوته، ويتساوى هنا كل من المنتمين للتيار اليساري أو التيار القومي أو تيار الأحزاب الدينية، وربما تبرز هنا مشكلة السياسات الأمريكية على مدى نصف القرن المنصرم بشأن القضايا العربية، وخصوصا قضية فلسطين والتعاطف الأمريكي مع المواقف الإسرائيلية، وبالرغم من أن هناك من يقول من عناصر هذه التيارات السياسية في العالم العربي بأن الأمريكيين لم يحاولوا أن يروجوا للديمقراطية خلال مرحلة الحرب الباردة وتعاونوا مع أنظمة عربية مستبدة ووفروا لها الحماية، بالرغم من ذلك فإن هناك في أمريكا من يزعم بأن سياسة الولايات المتحدة قد أخذت بالتغيير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أحدثت هزة مهمة في العقل السياسي الأمريكي، إن المعضلة هنا تتطلب توافر عناصر الثقة بين عناصر النخب العربية وبين المختصين والمسؤولين في الإدارة الأمريكية، ولا بد من توافر قنوات للحوار والمناقشة واستعراض مختلف المسائل، كما لا بد من تحقيق تقدم في مسائل الصراع العربي الإسرائيلي، وخصوصا فيما يتعلق بتوفير الأرضية المناسبة لقيام دولة فلسطينية مستقلة·

تظل بعد ذلك مسألة مهمة يجب أن يفهمها العرب وهي أن رسالة الحرية التي أطلقها الرئيس بوش في خطاب تنصيبه يجب التعامل معها بإيجابية، إذا أردنا أن نوسع من قاعدة الحرية والمشاركة الديمقراطية في بلداننا، إذا فإن المطلوب أن تتضافر جهود المثقفين وقادة منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية في كل بلد عربي لطرح مشاريع الإصلاح السياسي والاستفادة من المناخ الذي توفره المواقف الأمريكية المستجدة، لم تعد المواقف السلبية مواتية في هذا العصر الذي يتطلب سلوكيات سياسية مختلفة تعتمد على التجاوب والتحري العملي عن المواقف، إن ما تعاني منه المجتمعات العربية ليس يسيرا وهي مجتمعات مأزومة وفاشلة بفعل ما حدث خلال السنوات والعقود الطويلة، بعد ذلك لا يجب أن تهيمن عقيدة العداء لأمريكا علي مواقف القوى التي تسعى للإصلاح والتغيير، ويجب تجاوز تلك المواقف من أجل إنقاذ العرب من واقعهم المتخلف·

tameemi@taleea.com

�����
   

تحذيرات "الحكيم":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
من المسؤول عن.... ؟!:
د·أحمد سامي المنيس
العراق مَينخاف عليه!!:
سعاد المعجل
الكهفيون والديمقراطية:
محمد بو شهري
هل الدين بريء من العنف؟:
فهد راشد المطيري
مدينة كبرى بلا شعب:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
غياب الديمقراطية و"طشار" الأشقاء والأصدقاء:
مسعود راشد العميري
رسالة الحرية:
عامر ذياب التميمي
من البحرين إلى المنفى(5):
د. محمد حسين اليوسفي
من هم "الفلاشا"؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
من يكافح الإرهاب التكفيري:
فيصل عبدالله عبدالنبي
لنرجع الى محور حديثنا..:
عبدالخالق ملا جمعة
قانون المناقصات وأسئلة النواب:
عبدالحميد علي
الإرهاب... ما الحل؟:
على محمود خاجه
كفى.. يعني كفى:
المحامي عبدالمجيد خريبط
أقوى دول العالم.. أغباها!:
رضي السماك