نسمع في كثير من الأحيان (خصوصا عند وقوع حوادث إرهابية) عن مطالبات الإخوة في السعودية بضرورة القيام بإصلاحات سياسية في المملكة، الحقيقة أن الكثير منا لم يسمع (أو لا يريد أن يسمع) عن هذه المطالبات السياسية للأشقاء السعوديين إلا بعد أحداث 11 سبتمبر ومن خلال تقارير الفضائيات العربية والأجنبية التي انتشرت في منطقتنا في السنوات القليلة الماضية (إضافة الى الإنترنت)·
المهم ليس هذا بيت القصيد ولكن اللافت للنظر هو تزامن الحديث عن هذه المطالبات السياسية عبر القنوات الفضائية المتلفزة (التي لا تخلو من عنصر الإثارة) عند كل عملية إرهابية تقع في المملكة مما يعطي للمشاهد الانطباع "الخاطئ!" بأن هناك علاقة "ما" تربط بين هذه المطالبات السياسية والعمليات الإرهابية·
الإصلاحيون في الشقيقة السعودية يطالبون بإصلاحات سياسية تؤدي بالنهاية الى قيام دولة المؤسسات القائمة على حكم القانون ومبادئ الديمقراطية أما الإرهابيون فقد ضلوا "وأضلوا" الطريق·· حتى أصبحوا ينادون بقيام الدولة الإسلامية، وأين؟ في السعودية؟ إذا كان هناك ثمة رابطة بين الطرفين (الإصلاحيين والإرهابيين) فهي المطالبة بالتغيير·· أما كيف؟ وماذا؟ والى أين؟·· فتلك هي نقاط الخلاف، المطالبة بالتغيير بحد ذاتها تشير الى عدم الرضى من الأوضاع القائمة سياسية كانت أم اقتصادية، واجتماعية أو كلها مجتمعة ولكنها بالتأكيد غير دينية في بلد مثل السعودية الذي يقع في قلب شبه الجزيرة العربية (مهد الرسالة المحمدية)· من هنا نعتقد أن المطالبة بالتغيير كانت بالأساس لعوامل غير دينية، إلا أن المعالجة الحكومية لهذا أدت الى وجود فريق متحضر يدعو الى التغيير السلمي بالتي هي أحسن وفريق "أوفسطاط" يدعو الى التغيير بالقوة بعد أن طغت الأفكار الدينية المتشددة و"المتأصلة" على منتسبيه·
في الواقع لم نشأ الحديث في هذا الموضوع في السابق أولا لأنه "عندنا وعندهم خير" والأوضاع تكاد تكون متشابهة، ثانيا لارتباطنا العاطفي بالأرض وأهلها الطيبين، لكن "الطشار" الذي أصابنا نتيجة للأوضاع في الشقيقة الكبرى في الجنوب وأختها في الشمال والأصدقاء في الشرق كان لزاما علينا الإشارة لهذه الجزئية (غياب الديمقراطية) المفقودة في المنطقة··· ثم إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية· |