رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 ذو الحجة 1425هـ - 2 فبراير 2005
العدد 1663

بلا حــــدود
العراق مَينخاف عليه!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

كتب "باتريك سيل" الكاتب البريطاني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط مقالا في فبراير عام 2004 بعنوان "هل خرج الوضع عن السيطرة" تناول فيه الوضع في العراق، وحيث يرى أن أمريكا وهي تتكبد خسائر بالأرواح وهجمات شرسة، تسعى الى الخروج من العراق ولكن من دون أن تبدو هاربة وذلك عبر انسحاب كيفي·· كما يبدو أنه من الصعب معرفة أي فريق من العراقيين تأمل أمريكا تسليمه السلطة والسيادة!! ويرى "باتريك سيل" أن السياسة الأمريكية لا تزال غامضة، وهي تعكس النقاش الدائر الآن في واشنطن، فأمريكا تتمنى الخروج من العراق شرط ألا يبدو ذلك اعترافا بالفشل أو تخليا عن أهدافها الاستراتيجية في منطقة الخليج، ولقد صرح الجنرال المتقاعد "جاي غارنر" الذي عين أول حاكم أمريكي للعراق قائلا: إن القوات الأمريكية لا بد أن تبقى في العراق خلال العشريات القادمة كي تمنح أمريكا حضورا كبيرا ومكثفا في الشرق الأوسط!!

قد لا يحتاج الأمر الى محلل ضليع في الشؤون السياسية والاستراتيجية ليتبين على ضوء ما يحدث الآن في العراق، تخبطا أمريكيا يبدو أنه كان خارج حسابات الإدارة الأمريكية، وعلى الرغم من أن أمريكا لم تعترف علانية بما أفرزه الوضع في العراق من مفاجآت إلا أن تصريحات المسؤولين فيها، بما في ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي، تكشف عن تخبط أدى الى قرارات وليدة اللحظة مثل قرار حصار الفلوجة، واقتحامها وتقريب بعض القيادات العراقية، ثم إقصائهم كما حدث مع الجلبي في بداية الحرب الأخيرة!!

البعض لا يتصور إطلاقا احتمال الخطأ في الحسابات الأمريكية، حيث يرى هؤلاء أن من الصعب أن تخطئ دولة كأمريكا بكل ما لديها من أجهزة رصد، ودراسات ومحللين وغير ذلك، لكن كل الشواهد تؤكد صحة ذلك الخطأ في الحسابات الأمريكية لما يتعلق بالوضع في العراق!!

تقف الحالة العراقية كشاهد على أن القوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تحسم حربا أو معركة، وأن تطهير الفلوجة، أو محاصرة الموصل، أو إغلاق الحدود السورية - العراقية، أو اعتقال الإرهابيين من منتسبي القاعدة، كلها لا يمكن أن تحسم الوضع المتأزم في العراق، وأن الوضع في العراق يتطلب استراتيجية سياسية وليست عسكرية فقط·

يتفق الكثيرون، سياسيين كانوا أم لا على أن الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا، قد كان في حل الجيش وجهاز الشرطة، وغيرها من مؤسسات كانت قائمة إبان حكم صدام حسين، حيث لم يؤد هذا الى الفوضى التي يشهدها العراق حاليا وحسب، وإنما ساهم كذلك في توسعة رقعة (المقاومين) الذين أصبح همهم الحفاظ على مكتسباتهم التي تحصنوا بها إبان الحقبة السابقة، فإلغاء بنية سياسية وعسكرية واستخباراتية هيمنت على الواقع العراقي ولأكثر من ثلاثة عقود، قد خلف، ولا شك، فراغا عجزت الولايات المتحدة وبريطانيا عن ملئه حتى في ظل التحالفات التي أقامتها أمريكا وبريطانيا مع بعض الرموز السياسية العراقية المحايدة سواء من داخل العراق أو من المهجرين من الشعب العراقي في الخارج!!

هنالك، ولا شك، ملامح تغيير آخذة في التشكل داخل المجتمع العراقي، وهو تغيير يتحول العراق بموجبه من مجتمع سياسي ديكتاتوري مغلق وعنيف، الى مجتمع يسعى لتوطين ثقــافة الحريات والديمقراطية في وعي أفراده، وذلك بحد ذاته تغيير رهيب وكبير يحتاج لقنوات مفتوحة، ولمراحل زمنية متدرجة قبل أن يتخذ شكله النهائي!! وأي محاولة عسكرية كانت أم سياسية لتعجيل خطوات ومراحل هذا التغيير، ستخلق فوضى، أو تحولا غير ناضج!!

أمريكا إذا مخطئة في خطواتها وجدولها الزمني الرامي الى تحقيق التحول المنشود في العراق، وكذلك العراقيون أيضا حين تصوروا أن الانتخابات على سبيل المثال ستؤدي الى حسم حالة الفوضى في العراق!!

واليوم حين يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن خطتهم للتنسيق مع القيادات البعثية السابقة، فأنهم يؤكدون عجزهم عن احتواء الانفلات الأمني والسياسي في العراق، وإدراكهم لأهمية البداية الصحيحة في طريق التغيير داخل العراق، وذلك من خلال مؤسساته القائمة، وليس من خارجها!!

"العراق مينخاف عليه" شعار أطلقته المحطات الفضائية في الترويج للوحدة الوطنية، وهو شعار باستطاعته أن يكون برنامج عمل يقود العراقيين، كل العراقيين في معركة التغيير!!

suad.m@taleea.com

�����
   

تحذيرات "الحكيم":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
من المسؤول عن.... ؟!:
د·أحمد سامي المنيس
العراق مَينخاف عليه!!:
سعاد المعجل
الكهفيون والديمقراطية:
محمد بو شهري
هل الدين بريء من العنف؟:
فهد راشد المطيري
مدينة كبرى بلا شعب:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
غياب الديمقراطية و"طشار" الأشقاء والأصدقاء:
مسعود راشد العميري
رسالة الحرية:
عامر ذياب التميمي
من البحرين إلى المنفى(5):
د. محمد حسين اليوسفي
من هم "الفلاشا"؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
من يكافح الإرهاب التكفيري:
فيصل عبدالله عبدالنبي
لنرجع الى محور حديثنا..:
عبدالخالق ملا جمعة
قانون المناقصات وأسئلة النواب:
عبدالحميد علي
الإرهاب... ما الحل؟:
على محمود خاجه
كفى.. يعني كفى:
المحامي عبدالمجيد خريبط
أقوى دول العالم.. أغباها!:
رضي السماك