التحذيرات التي أطلقها الدكتور أحمد الخطيب للسلطة السياسية في الكويت يجب أن تؤخذ بعين الجد خصوصا لما يتمتع به الدكتور من حس وطني شهدت له سيرة حياته السياسية، وبالأخص دوره في المجلس التأسيسي الذي وضع دستور البلاد وهو من الرواد القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم·
الوضع السياسي من وجود مجلس أمة هو الأقل إنتاجية في الحياة النيابية كلها، ومن حكومة مفككة همها محاربة العناصر الوطنية يجعلنا نثمن بقوة جرأة الدكتور الخطيب في وضع النقاط على الحروف· فالوضع الأمني لا يحتمل استمرار مجاملة الحكومة لمن قربتهم هذه السنوات وأوصلتهم الى أعلى المناصب وما زالت تهادنهم حتى هذه الساعة·
ولعل ما طرحه الزميل د· ناجي الزيد في الزميلة "القبس" من توسط بعض نواب مجلس الأمة لإطلاق سراح الموقوفين يعد استمرارا لمسلسل التهاون الأمني و"السذاجة" السياسية التي أوصلت هكذا نواب الى المجلس التشريعي كي يقوموا بدور "الوساطة" وهو الدور الذي ربتهم عليه الحكومة لتستفيد منهم في التصويت·
ما وصلنا إليه يحتاج من الجميع الى وقفة صادقة وشجاعة وإبداء الرأي الوطني الصريح والقوي مهما ضايق البعض، والى تعاضد الوطنيين لإيقاف الحكومة عند حدها وانتشال البلد مما هو فيه، وإصلاح الاعوجاج بتسليم الأمر للقيادات المخلصة من أهل الكويت ومنع التدخل الفاضح من بعض المنتفعين في العملية السياسية، فالوضع لم يعد يحتمل المجاملة والظروف تعدت كل المحاذير وبقي علينا أن نعيد للمؤسسات الدستورية ومجلس الأمة دورهما الريادي كما أراد واضعو الدستور لا كما يريده "المثقفون" والذين يقربون الموالين وإن أفسدوا ويحاربون الوطنيين المخلصين·
ملاحظة: ما زالت وزارة التربية "صامتة" وكأنها غير مسؤولة عن المناهج التكفيرية التي وضعها المتطرفون في مناهجنا والتي تكفر فئة كبيرة من المجتمع·
ألم يحن الوقت للعلاج أم أنكم تنتظرون أن "يقع الفاس بالراس" ثم تتحركون بعد فوات الأوان؟! |