لم تتكلل محاولات القوى المؤثرة لتغيير الأوضاع في أفغانستان التي سقطت في قبضة طالبان والقاعدة بالنجاح لولا ترك أعداء القاعدة يواجهون القاعدة عينا بعين ونفسا بنفس، أما في العراق فإن المتعاطفين مع تحالف الإرهاب البعثي السلفي قريبون من السلطة وصناع القرار ومندسون بينهم ولذلك العمليات الإرهابية مستمرة، وقد قالها كثير من السياسيين العراقيين: إن ملف مكافحة الإرهاب لو كان بيد ضحايا البعثيين والتكفيريين لرأينا نتائج باهرة في القضاء عليهم والحد من عملياتهم، والآن في الكويت نرى مؤسسات ثقافية ودعوية تريد مكافحة الإرهاب والتطرف ولكن لا نجد نتائج إيجابية بل تصاعد للعمليات، أنا شخصيا غير مقتنع بأن ما يسمى بتيار الاعتدال الديني قادر على تقديم معالجات حقيقية لمشكلة التكفير والإرهاب، ذلك أن الفكر واحد وجذوره وشخصياته الفقهية التاريخية واحدة، والفارق هو أن هناك من قام بتفعيل تعاليم هذا الفكر كعمل على أرض الواقع وهناك من يرى تأجيل تفعيله حتى يستحكم على مقاليد القوة والنفوذ، هؤلاء يلبسون قناع الاعتدال والديمقراطية والتلاعب بالألفاظ حتى يحققوا أهدافهم وحينها ستسقط كل هذه الأقنعة، لاحظوا كيف يكتفون بالإدانة والاستنكار دون المساس أو التبرؤ من المدرسة التكفيرية وجذورها وفقهائها ومفكريها سواء المعاصرون أو القدامى، سنتوقع نتائج إيجابية لو كانت لجنة مكافحة التطرف والإرهاب برئاسة عبداللطيف الدعيج وعلي البغلي، فمكافحة التطرف والإرهاب والتكفير يجب أن تكون على يد أشخاص هم واعون بخطورة هذا الفكر ولهم القدرة على مواجهته دون تعاطف أو تخاذل، والتاريخ يرينا أن المد الشيوعي لم يردع كفكر إلا من خلال الذين يعون خطورته كأمثال السيد محمد باقر الصدر الواعي بخطورة الشيوعية هو من الذين رد على الفكر الشيوعي وساهم بإسقاطه وفضحه في كتابه فلسفتنا واقتصادنا وليس شخص شيوعي معتدل، في الكويت يجب أن تدار المساجد بأيادي من يعون خطورة الفكر التكفيري وليس المتعاطفين معه، ماذا لو أصبح أمثال د· أحمد الربعي إمام مسجد هل سوف نرى للتكفيريين والإرهابيين قدما؟؟ لقد تصدى للتكفيريين في السعودية شخصيات دينية مثل الشيخ حسن فرحان المالكي ومن الأردن الشيخ حسن السقاف فكانت النتائج إيجابية وفعالة في فضح الفكر التكفيري، فهؤلاء علماء دين لا يطلق عليهم معتدلون ويجاملون ولا يضعون النقاط على الحروف بل هم يضربون في صميم الفكر التكفيري وشخصياته التاريخية والمعاصرة التي هي منبع هذا الفكر، فأنت لو اعتقلت جميع التكفيريين لن تنتهي المشكلة لأنك لا تستطيع اعتقال الفكر بل افتح قنوات الإعلام لأمثال حسن السقاف وحسن فرحان المالكي ومن يحذو حذوهم في مواجهة الفكر التكفيري لرأينا التغيير والتأثير الإيجابي·
***
- أعجبتني الفلاشات التي تضعها قناة الفيحاء الفضائية حول مكافحة الإرهاب ودعوة العراقيين للتصدي للتحالف البعثي السلفي في العراق، نتمنى أن تستعين وزارة الإعلام الكويتية بالجهة الإعلامية الماهرة التي أنتجت فلاشات الفيحاء لإنتاج فلاشات توعي مجتمعنا بخطورة هذا الفكر وأتباعه وكيفية مواجهته بدلا من الهواة في التلفزيون الذين يظهرون العمل بشكل باهت·
machaki@taleea.com |