رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 - 15 يونيو 2001 - 17- 23 ربيع الأول 1422هـ
العدد 1480

مقاومة التطبيع!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

عندما يعقد مؤتمر بشأن مقاومة التطبيع مع إسرائيل في إحدى الدول الخليجية فلابد للمرء أن يجد بعض العناصر الإيجابية في فكرة عقده، حيث أنه يؤكد بأن الخليجيين مهتمون بشأن القضية الفلسطينية ومستعدون لمواجهة الإحراجات مع أصدقائهم في الدول الغربية لتأكيد نصرتهم للحق الفلسطيني بالاستقلال والتحرر من الاحتلال الذي تكرسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية·· وقد عقد في الكويت يوم الخميس 31 مايو الماضي "المؤتمر الثاني لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني·· " وقد حضر المؤتمر وفود من مختلف الدول الخليجية وهم يمثلون تيارات سياسية متنوعة إسلامية وقومية ويسارية، وقد حضر المؤتمر من الكويت ممثلون عن الحركات السياسية الفاعلة مثل الحركة الدستورية الإسلامية والمنبر الديمقراطي الكويتي والتحالف الإسلامي الوطني والحركة السلفية·· ولا شك أن ممثلي هذه التيارات يختلفون حول الكثير من القضايا في الساحة الوطنية الكويتية وتتباين رؤاهم الفكرية والثقافية، لكنهم متفقون حول أهمية مقاومة التطبيع ودعم الانتفاضة التي تمثل النضال الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة التاريخية·· ودون ريب أن الذين حضروا من دول الخليج الأخرى مثل البحرين والإمارات والسعودية وقطر وعمان لابد أنهم يمثلون أطيافاً سياسية متباينة أيضاً·

وقد كان المؤتمر مناسبة للقاء مع عدد من القيادات الفلسطينية مثال السيد فيصل عبدالقادر الحسيني وخالد مشعل، وكذلك قيادات عربية ذات سمعة سياسية واضحة في النضال العربي ضد إسرائيل مثل الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان السابق·· لكن الأجل المحتوم قد وافى السيد فيصل الحسيني في الكويت وحرم المؤتمرين من فرصة اللقاء به والتعرف على أوضاع القدس وعلى أوضاع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة· وقد تمكن السيد خالد مشعل من إثارة حماس المؤتمرين من خلال الكلمة التي ألقاها وبين فيها طبيعة الصراع الدائر هناك وكيف يمكن للعرب أن يساهموا في دعم الانتفاضة·· وأرجو أن يكون حديث الأستاذ خالد مشعل واقعياً حيث أنه بث روح التفاؤل وصور للحاضرين بأن هناك إمكانات واعدة للنصر متى ما صبر العرب على الانتفاضة ومدوها بالدعم المعنوي والدعم المادي وابتعدوا عن التوسط مع الإسرائيليين من أجل وقف المقاومة والانتفاضة·· هل يمكن أن تكون الأحوال مواتية لتحقيق إنجاز مهم في الصراع مع إسرائيل والذي مر عليه حتى الآن أكثر من ثلاثة وخمسين عاماً؟ هذا ما سوف تكشفه الأيام وكذلك قدرة الانتفاضة على تعزيز تأثيرها على الرأي العام العالمي لوقف البطش الإسرائيلي ودفع الحكومة في إسرائيل لتقديم التنازلات اللازمة لتحقيق السلام الحقيقي في هذه المنطقة من العالم·

هناك من يقول إن عقد المؤتمر أو ما يشابهه في الكويت ربما يحرج الكويتيين ويعقد علاقاتهم مع الولايات المتحدة وغيرها من دول أوروبية غربية· كما يقول هؤلاء أن الكويت، أصلاً، ليست بصدد التطبيع مع إسرائيل أو فتح أسواقها للبضائع المقبلة من هناك، كما أن موقف الحكومة الكويتية والقيادة السياسية متوافق تماماً مع مقاومة كل تطبيع مع إسرائيل·· لذلك فإن أطرافاً كثيرة في الكويت ترى بأن هذا النشاط السياسي هو من باب التزيد ولا يتوافق مع واقع الحال والمصالح الوطنية الكويتية·· أيضاً يثير آخرون بأنه حتى لو قبلنا جدلاً مثل هذا النشاط المقاوم للتطبيع مع إسرائيل فلماذا إقحام الولايات المتحدة في الشأن مثل المطالبة غير الواقعية بمقاطعة البضائع الأمريكية، أو رفع شعارات معادية لأمريكا، والكويت لاتزال تعتمد على الولايات المتحدة لحمايتها من حماقات وأطماع النظام العراقي الغادر··؟ لابد أن تكون هناك بعض الوجاهة لمثل هذه التحفظات والتساؤلات، ويجب على أصحاب الشأن في الأمانة العامة الجديدة للمؤتمر أن تواجهها وتحاول معالجة عناصرها بشكل يتسق مع أهداف اللجنة والمصالح الوطنية لبلدان الخليج·

يمكن القول إن هناك فوائد من مثل هذا النشاط لإعادة حيوية العلاقات بين المؤسسات والمنظمات السياسية الفاعلة في منطقة الخليج العربية والمنظمات الفلسطينية والعربية الأخرى وتنسيق الجهود بشأن مختلف المسائل والقضايا العربية، وعدم إفساح المجال أمام أطراف مناوئة للخليجيين، سواء النظام العراقي أو سواه، لتأليب تلك القوى وجماهيرها ضد أهل الخليج·· يجب أن تتسع صدورنا للاستماع لآراء هؤلاء العرب مهما كانت تلك الآراء غير موفقة وبعيدة عن تمثيل الحقيقة والواقع والإنصاف، كما لابد أن نتسلح بالرأي الموضوعي وامتلاك المعلومات حول مختلف القضايا ذات العلاقة بالخليج وفي شأن القضايا العربية الأساسية·· لابد أن تسعى القوى السياسية في الكويت ودول الخليج الأخرى وجميع المثقفين في المنطقة لتطوير قدراتها الثقافية وتوسيع مداركها الفكرية للتمكن من أن تواجه الموتورين في العالم العربي الذين لم يعودوا يملكون سوى ورقة عداء الخليج وشعوبه وأنظمته·

إن التطورات الجارية على الأرض الفلسطينية لابد أن تحتم الدعم العربي من مختلف الجهات، حيث إن حكومة شارون الفاشية ليست بصدد إنجاز تسوية تاريخية تحقق السلام المنشود في هذه المنطقة والقائم على مبادئ العدل، وبما يمكن دول المنطقة من الالتفاف نحو مسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مسيرة التحول السياسي نحو الديمقراطية·· ودون ريب أن تعطيل عملية السلام يخدم أهداف المعادين للديمقراطية في العالم العربي والذين يهدفون لإنجاز مشاريع سياسية فاشية تؤكد حكم الفرد أو حكم الحزب الواحد والذين يهدفون لقولبة المجتمعات العربية في اتجاه مفاهيم وقيم لا تتوافق مع مسيرة الحضارة الإنسانية·· وهكذا يصبح على القوى السياسية في الخليج أن تعي بأنه بقدر ما هو مهم مقاومة التطبيع في ظل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتعطيل قيام الدولة الفلسطينية فإن عليها أن تعمل من أجل تطوير خطابها السياسي بما يتوافق ويتجاوب مع متطلبات التحول الديمقراطي ومواجهة قضايا المجتمعات العربية وتعزيز قدرتها للحاق بمسيرة البشرية المتحررة من قيود الاضطهاد·

�����
   

إفشال مناقشة السياسة الخارجية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
زي الطالبات المحتشم:
محمد مساعد الصالح
مجتمع في خطر!:
د.مصطفى عباس معرفي
ديناصور الكنانة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الخير والعطاء بين جيلين:
يحيى الربيعان
مقاومة التطبيع!:
عامر ذياب التميمي
تجفيف الأهوار:
سعاد المعجل
رحيل الفيصل:
أنور الرشيد
المظلي الجزائري الهارب:
محمد العساكر
تسييس التعليم:
كامل عبدالحميد الفرس
القضية الفلسطينية من منظور القانون الدولي:
عبدالله عيسى الموسوي
رشاقة المقال عند أبي طلال:
حميد المالكي