يبدو أن الإسلام صار لدى البعض تجارة وبالذات بعض أعضاء مجلس الأمة·· فكل نائب له رأي شخصي يغلفه بالإسلام ليمنع الآخرين من مناقشته وليصبح مقبولاً لدى فئة من الشعب وبعض أعضاء مجلس الأمة·· نائب قدم اقتراحاً درسته اللجنة التعليمية في مجلس الأمة يطالب بالزام الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوي بارتداء اللباس الإسلامي كزي رسمي موحد·

ولو سألنا النائب الموقر ما هو مفهومه للزي الإسلامي لما  وجدنا اجابة شافية لديه·· فهناك من النسوة من ترتدي النقاب على أساس أنه زي إسلامي·· وأخريات متحجبات وهو لباس إسلامي·· وبعض النساء يغطين أيديهن بالكامل (بالدسوس) لأنه حرام خروج المرأة ويدها مكشوفة·· وهكذا لا يوجد لباس إسلامي متفق عليه·· ففي إيران لديهم لباس إسلامي خاص·· وفي مصر وفلسطين وأفغانستان وباكستان كل بلد لديه لباس إسلامي مختلف·· إذن فإنه من الصعوبة إيجاد لباس إسلامي متفق عليه·· ونخشى لو قرر مجلس الأمة لباساً للطالبات فإن خلافاً سينشأ بين السلف والإخوان المسلمين والفصائل الإسلامية الأخرى·· بالإضافة إلى هذا فإن النائب الذي اقترح أن ترتدي الطالبات الزي الإسلامي لماذا لم يبدأ بنفسه فيلبس دشداشة قصيرة·· ويطلق لحيته·· أم أن التشريع للآخرين ولا يطال أعضاء مجلس الأمة·· ولهذا فإن من الأفضل إذا كان ولا بد من توحيد اللباس رغم معارضتنا لذلك باعتباره يتدخل في الحرية الشخصية للمواطنة أن يكون اللباس كما تنادي بذلك وزارة التربية محتشماً دون تحديده بهوية معينة ونأمل من أعضاء مجلس الأمة إشغال أنفسهم في قضايا رئيسية··· وحسناً فعلت اللجنة التعليمية عندما قررت أن الزي المدرسي الموحد للطلاب والطالبات الآن على حد سواء يعد مقبولاً ومميزاً ومناسباً للعادات والتقاليد·