رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 - 15 يونيو 2001 - 17- 23 ربيع الأول 1422هـ
العدد 1480

رشاقة المقال عند أبي طلال
حميد المالكي
hamid@taleea.com

من خلال المتابعة المستمرة لمقالات عميد الكتاب الكويتيين الأستاذ محمد مساعد الصالح (أبو طلال) فإن القارئ يستنتج أن فلسفته الإعلامية- ولا نقول الأكاديمية حتي يكون لنا فضاء آخر بعيداً عن "البيروقراطية الأكاديمية" وأقصد مركزيتها وقيودها وحدودها ومصطلحاتها- فلسفة أبو طلال أو بالأصح مدرسته ترتكز على معطى أساسي هو (رشاقة المقال) بمعنى الإيجاز مستنداً في ذلك إلى مفاهيم كثيرة:

يقول ابن الأثير "والإيجاز إذا لم تحسن صناعته كان مشيناً ومخلاً وأحسنه ما دل لفظه على معناه من أقرب طرقه ومنه الإيجاز بالحذف وذاك باب دقيق المسلك لطيف المأخذ عجيب الأمر وتجدك فيه أنطق ما تكون إذا لم تنطق وأتم ما تكون مبيناً إذا لم تبن" ومن الإيجاز البليغ ما زاد معناه على لفظه ويسمى الإيجاز بالقصر، وروي عن المأمون أنه أمر عمرو بن سعده أن يكتب خطاباً على أن يختصر فيه ما أمكنه حتى ليستوعب في سطر واحد· وكان البرمكي يقول لكتابه: إن استطعتم أن يكون كلامكم كالتوقيع فافعلوا· وقال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: خير الكلام ما كان معناه إلى قلبك أسرع من لفظه على سمعك· وتقول سلام خياط: الإيجاز يعني ايضاح المعنى بأقل ما يمكن من الألفاظ، والاكتفاء من سنن العرب، الاكتفاء ببعض كلمة عن كلمة أو كلمات، منهم من ينحتون كلمتين أو ثلاث كلمات من كلمة واحدة ويعتبر ذلك من جنس الاختصار فقد قالوا: رجل من حضرموت، حضرمي والمنتسب لمدينة البصرة، بصري ومن أمرؤ القيس مرقسي والطيلقة: أطال الله بقاءك والدمعزة: أدام الله عزّك وينسب للشافعي مع أبي حنيفة يقول له وقد تأثر به: "لقد شفعتني"·

وهذا النهج ليس لضرورة موضوعية فالمساحة شاسعة في جريدة (القبس الغرّاء) ولكن بالإضافة إلى محاسن الإيجاز فإن الأمر يتعلق بقضايا عدة من بينها:

أن القارئ المعاصر لم يعد لديه ذلك الفراغ الذي كان يعاني منه أيام "الوراقين" وان ايقاع الأحداث وأصداءها وتواترها وتداخلها بات يحدث كلمح البصر، ثم ان زبدة المقال هي كاللبن الرائب الجاهز الذي لا يحتاج إلى خميرة وخضّ ورجّ هي الأساس الذي يحاول القارئ الحصول عليها بأقل المكابدة وأيسر الوسائل وأقصر الطرق، والقارئ الجاد يبحث عن جوزة مقشورة وعنب غير معلب ويريد أن يرى المرج بلا ثلج وأن تكثيف المقالة بالمصطلحات والكلمات الوحشية (القليلة الاستعمال) والمتقعرة وإثقالها بمواضيع عدة تتعب القارئ ولا تصيب الهدف، فالمقال يجب أن يستهدف حدثاً واحداً: أسبابه، معطياته، نتائجه، أما الأحداث الأخرى فيجدها في مقالات أخرى وحينها تكون دراسة ذلك الحدث وعلاقته بتلك الأحداث من ناحية المقارنة والمقاربة والاستقراء والاستنتاج ستكون عملية وممتعة ومفيدة·

ولذلك فإنه لا يمكن الوصول إلى نتائج واتخاذ مواقف وقرارات وتوجهات محددة دون أن يكون المقال رشيقاً "يستهدف الحدث بذاته وبشكل مباشر دون تسويف وتمييع ولف ودوران وتزويق وحذلقة حتى يضيع الحدث والهدف ضمن هذا التشابك المعقد"· إذن أبو طلال يحترم الكاتب والقارئ ولذلك فإنه أول ما ينتهي من كتابة العمودحتى تكون أنامله عزفت على أقراص الحاسبة لإحصاء عدد الكلمات أولاً ومن ثم يطبق قول القزويني: "ينبغي للكاتب أو المتكلم أن يتأنق في ثلاثة مواضع: الأول: الابتداء والثاني: التخلص· والثالث: الانتهاء"·

فيبدأ بقراءة المقال من ثلاثة أبعاد وبسرعة خارقة: أسطر من المقدمة وأخرى من الوسط وثالثة من النهاية، فإن وجدها تستحق الاهتمام بنسبة 50 في المئة على الأقل أعاد قراءتها بالكامل مستخدماً هذه المرة "القلم الأحمر" في تنظيفها من الشحوم الزائدة وتعقيمها من الشوائب والطفيليات والغرائب ويدفع بها فوراً إلى "صحيفة الكمبيوتر"· ذلك لأن الكثير من المقالات لو حذفنا منها ثلاثة أرباعها فإن المعنى لا يتغير ولا نخطئ الهدف وهناك أحداث ومسميات أصبح تعريفها وتوصيفها ثابتاً ومشاعاً فعندما نقول: صدام حسين دكتاتور ومجرم وطاغية ودموي وإرهابي فإذا حذفنا جميع تلك الصفات وأبقينا صفة واحدة فقط فإن ذلك لن يغير من طبيعة صدام حسين الدكتاتورية والإجرامية والطاغوتية والدموية والإرهابية بمعنى أننا بمجرد ذكر صدام حسين فإن هذا الاسم يعني جميع تلك الصفات·

تقول سلام خياط: "إصح قبل موعدك المعتاد بساعة أو بعض ساعة وقبل التحدث مع أحد من حولك أو شرب قهوة الصباح أو قراءة صحف اليوم ابدأ الكتابة، لا يهم ماذا تكتب· لا يهم بناء الجملة أو بلاغة المقطع، المهم أن تكتب كل ما يخطر على بالك في تلك اللحظة دون تحفظ: حلم آخر الليل، انتظار موعد المساء، سياج الحديقة المتهدم، الجار الجديد"·· إلخ·

كتابتك وانت ما تزل بين النوم واليقظة وعقلك الباطن لم يتوار للأعماق -ثانية- بعد، وعقلك الواعي لم يتمالك حضوره بعد، ستطرح ثماراً ناضجة ولو بعد حين· إنه تمرين أثبت فاعليته ويدرّس في معظم جامعات العالم·

ومنذ نحو ستة قرون تعرض لصناعة التأليف أحد الأسلاف العظام وترك لنا أوسع وأضخم موسوعة تدور حول هذا الموضوع وهو ابن العباس أحمد بن علي القلقشندي المتوفى عام 821هـ· تتألف الموسوعة من ستة آلاف صفحة موزعة على أربعة عشر مجلداً وعنونها بـ "صبح الأعشى في كتابة الانشا" لم يفته شيء لم يذكره فيها ويقول: إن كتابه يوصل إلى صناعة الكتابة لمن يريد الوصول مهما كانت حالته لأنه قدّم في كتابه ذاك كل ما يحتاج له الكاتب من مواد الكتابة والتي عرَّفها بإيجاز بليغ: إنها صناعة روحانية تظهر بآلة جثمانية· عن كتاب "إقرأ، صناعة الكتابة وأسرار اللغة- لسلام خياط"·

وتقول ناتالي كولدبرج: نحن نتعلم الكتابة بممارسة القراءة قبل أي شيء آخر ونتعلم الكتابة بالتطبيق·

 

مسك الختام

 

"ويأتي اهتمام الأوائل بالنهايات أو الختام، انطلاقاً من فهمهم للصلة الجوهرية بينها  وبين بنية النص واعتبارها مركز الثقل من ناحية ولأثرها السيكولوجي في نفسية المتلقي من ناحية ثانية، وقد ذكر ابن رشيق في عمدته: إن الانتهاء هو قاعدة القصيدة وآخر ما يتبقى منها في الأسماع· أما أبوهلال العسكري في الصناعتين فيوصي بتفضيل جودة الانتهاء فيقول: ينبغي أن يكون آخر بيت في القصيدة، أجود بيت فيها وقد قيل عن النهايات والتي تسمى الختمة أو الخرجه- انها ملح الموضوع وسكره ومسكه وعنبره وهي العاقبة التي ينبغي أن تكون حميدة وإذا كان أول الكلام مفتاحاً وجب أن يكون آخره قفلاً له"· وينطبق ذلك على المقال وجميع فنون الكتابة·

 

انفجار أبو غريب

 

أكدت مصادر مطلعة في بغداد الأنباء التي تحدثت عن وقوع انفجار كبير جداً في مستودع تابع لقيادة الدفاع الجوي في منطقة أبوغريب ببغداد وأودى الانفجار بحياة سبعة جنود وضباط برتبة ملازم أول وعقب الانفجار تم اعتقال المقدم آمر المعسكر للتحقيق معه ولم تؤكد المصادر ما إذا كان الانفجار قد وقع عن طريق الخطأ أو انه كان مدبراً·

 

من فمك أُدينك!

 

يستفاد من تقرير سنوي صادر عن الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية ان عملية سرقة وتهريب الآثار إلى خارج العراق في تصاعد مستمر منذ عشر سنوات دون اجراءات حكومية رادعة وتشير أصابع الاتهام إلى متنفذين من أقارب صدام منهم أرشد ياسين وعائلة حسن المجيد وشقيق عبد حمود- السكرتير الشخصي لصدام قد تورطوا في هذه العمليات· وأشار التقرير إلى وجود عصابات منظمة تقتحم مواقع آثارية في مدن الحلة والناصرية والموصل وتستولي على الآثار الموجودة في متاحفها وشدد على ضرورة تعزيز الحماية على هذه المواقع وقال بأن هذه العصابات تقوم بين حين وآخر بحفر القبور الملكية في المواقع الآثارية وتقوم بسرقة محتوياتها من اللقي والرقم الطينية وتهريبها إلى الخارج وقدر عدد القطع الآثارية المسروقة خلال العقد الأخير من المتاحف العراقية بـ 4000 قطعة وقال إن السلطات المختصة استطاعت إعادة 2500 قطعة منها كانت بحوزة مهربين وسرّاق آثار كانوا ينوون نقلها إلى خارج البلاد· وأشار التقرير إلى أن إحدى العصابات حاولت سرقة الثور المجنح من رابع العواصم الآشورية وانها كانت أكثر السرقات إيلاماً حيث قام الجناة بقطع الثور إلى إحدى عشرة قطعة مشوهة·

وأثنى التقرير علي السلطات الأردنية لرصد عمليات تهريب الآثار العراقية وقيامها بتسليمها للسلطات العراقية·

 

اعتقال حتى البِغَال!

 

شنت وحدات مشتركة من قوات الأمن وميليشيات الحزب حملة مداهمات على منازل وحظائر عدد من المواطنين في قضاء (خانقين) واعتقلت 35 بغلاً وزعمت السلطات التي تحتجز البغال الـ 35 في مقر شعبة الحزب في قضاء خانقين بأنها اعتقلت تلك البغال لأنها تُهرب الوقود إلى محافظة السليمانية المحررة وذلك في اطار تشديد سياسة الحصار المفروض على سكان المدن الخارجة عن سيطرة النظام الصدامي·

" هذا الخبر نضعه أمام منظمات ودعاة الرفق بالحيوان للتحرك السريع من أجل انقاذ البغال المذكورة من موت محقق حيث يمنع النظام عنها الغذاء والدواء والشراب ويعاملها بقسوة تماماً كما يعامل المعتقلين المعارضين ومعاقبة المسؤولين عن اعتقالها واطلاق سراحها وإعادتها إلى أصحابها وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية·

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

إفشال مناقشة السياسة الخارجية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
زي الطالبات المحتشم:
محمد مساعد الصالح
مجتمع في خطر!:
د.مصطفى عباس معرفي
ديناصور الكنانة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الخير والعطاء بين جيلين:
يحيى الربيعان
مقاومة التطبيع!:
عامر ذياب التميمي
تجفيف الأهوار:
سعاد المعجل
رحيل الفيصل:
أنور الرشيد
المظلي الجزائري الهارب:
محمد العساكر
تسييس التعليم:
كامل عبدالحميد الفرس
القضية الفلسطينية من منظور القانون الدولي:
عبدالله عيسى الموسوي
رشاقة المقال عند أبي طلال:
حميد المالكي