جُبلت الكويت منذ نشأتها بمؤسساتها الخيرية الأهلية والرسمية على حد سواء في الحاضر والماضي·· قبل النفط وبعده على القيام بواجبها تجاه الدول الفقيرة والمساهمة في حملات مكافحة الفقر أينما وجد تطبيقاً لشريعة الله، وواجب الأغنياء تجاه الفقراء في كل دول العالم، وهذا أيضاً سُنة الكويت في استراتيجيتها السياسية والاقتصادية·
كما جُبل أهل الكويت على فعل الخير منذ تأسيس دولتهم حتى يومنا هذا، كما جُبلوا على روح التكامل في العيش وجلب الخير لبلدهم بشكل جماعي سواء في رحلات الغوص أو رحلات السفر الشراعي·· وأغنياؤهم، أيضاً، قاموا بتشييد المدارس والجمعيات الخيرية والنوادي الثقافية ودور العبادة من حر مالهم وتطوعاً منهم، كما اشتركوا في ورشة عمل واحدة عندما بنوا السور الثالث، حيث انخرط الجميع في تشييده، الرجل والمرأة والطفل، الكبير والصغير، الغني والفقير، كلهم عملوا بأيديهم وأنجزوا سورهم في شهرين أحدهما كان رمضان، ودافعهم في ذلك هو الذود عن وطنهم وأمنهم·
واليوم إذا ما تجول المرء في (منطقة الصباح الطبية) يشاهد مفخرة الكويت بأهلها، أهل الخير والعطاء، الذين شيدوا عشرات المستشفيات المتخصصة داخل أسوار مستشفى الصباح، كمركز الحروق وجراحة التجميل، ومركز الطب الإسلامي، ومركز علاج أمراض الروماتيزم، ومستشفى الاتصالات للأنف والأذن والحنجرة، ومركز حمد الصقر التخصصي في منطقة العديلية، ومستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال، ومركز السمع والنطق، ومركز الأمراض الجلدية، ومركز طب العيون، ومركز أمراض السرطان، وغيرهم·
كل هذه المشافي وغيرها تم بناؤها على نفقة أهل الخير والعطاء من رجال الكويت دون أن أذكر أسماءهم، هنا، ليس من باب إفساد ثوابهم عند الله بل لأن أسماءهم معروفة ومقرونة بعطائهم، وقد تمت تلك المراكز على أسس علمية حديثة وتكنولوجيا متقدمة، بارك الله لهم في عطائهم وجهودهم المخلصة وجزاهم الله خيراً·
لكن للأسف نقرأ بين الحين والآخر في صحافتنا اليومية في هذا الزمن الخائب عن كويتيين وسوس الشيطان في عقولهم فامتدت أياديهم للمال العام، فكم هي المسافة كبيرة بين الأخيار والأشرار· |