رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 ذو الحجة 1424هـ - 31 يناير 2004
العدد 1613

لتعارفـــــــوا
د· خاتمي وفكرة حوار الحضارات
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

الفكرة الرائدة التي وضع أساسها، ورفع بنيانها الباسق الفيلسوف الإسلامي المعاصر د· محمد خاتمي، إنما هي أكبر دليل على قوة المضمون الداخلي للحضارة والفكر الإسلاميين·

وذلك لأن المعروف أن أصحاب الفكر المتواضع ليس من مصلحتهم أن يميلوا إلى منافسة من هم أقدرُ منهم فكراً، لعلمهم المسبق بنتيجة ذلك التحديد وعواقبه المؤسفة بالنسبة لهم، أما الأقوياء والمتمكنون، فنراهم يرحبون بعمليات التنافس الشريف التي لا تزيدهم إلا ثقة بأنفسهم، وإصرارا على إتمام عمليات التنافس الفكري الشريف، لأن التنافس هو فرصتهم لإثبات الجدارة والتفوق اللذين يُعدّان ضمن مميزات فكرهم الذي يؤمنون به· والحوار العقلي المحترم، هو أكبر مجال حضاري يمكن أن يثبت أن أفكار أي أمة هي الأكثر نفعا للبشرية، كل البشرية، من أفكار الأمم الأخرى·· أو العكس·

فالوضع في غاية الحساسية والخطورة فيما يخص التنافس الحضاري بين أمم الأرض، وذلك لأن التفوق ينبغي أن يكون “لإحداها” فكريا، ولا مكان لأمتين معا في خانة واحدة·· هي خانة التفوق الحضاري، ولا مجال هنا إلا لأحد الاحتمالين التاليين: إما أن نقبل - كمسلمين - التحدي الخطير، وبذلك نكون في وضع يدعونا إلى نشاط ضخم، وإما أن نخسر الحرب الحضارية، قبل بدايتها، بالانسحاب المهين من ميدان التنافس الفكري العالمي، تاركين المجال للأمم الفاشلة فكريا، المُفْلحة عضليّا فقط!!

من هنا تتضح ملامح الجمال والقوة في ما ذهب له د· خاتمي من فكر نيّر، فالعالم اليوم يعاني الكثير من المشاكل التي غدت تحيل حياة الإنسان المعاصر إلى جحيم، وبذلك يجب على الأمة التي تريد أن يكون لها مكانة مرموقة بين أمم الأرض، أن يكون لها دور فعال في المساهمة في تقديم أفكار جيدة تساعد على تقليص مشاكل البشرية، خصوصا فيما يتعلق بقضية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، على نحو عادلٍ وفعّالٍ معا، في كل من بلاد المسلمين وغيرهم·

وإذا أمعنا النظر في الآراء العامة التي ينظر لها البشر على كل الامتداد المكاني في زماننا الراهن على أنها أفكار وآراء صحيحة وعادلة، سنجد أن ما يطابق أو يقارب تلك الأفكار سيكون موجودا لدينا في ثقافتنا الإسلامية الراسخة، بمعنى أن الأفكار العادلة، وبغض النظر عن مصادرها العالمية، ينبغي أن تكون ضمن مبادىء إسلامنا الأصيل، أما الأفكار المنحرفة الضارة بالإنسان، أو الظالمة للقطاعات العريضة من أبناء العالم·· ينبغي - عقليا ومنطقيا ونصوصيا - أن تكون خارج دائرة مبادىء ديننا العادل الذي وضعه الله ليسعد الإنسان ويحافظ على كرامته أيضا· نعم، هنالك آراء ينظر لها بعض البشر المعاصرين على أنها صحيحة، كفكرة الخصخصة الخالية من البُعدين الأخلاقي والاجتماعي، ينظر إليها إسلامنا العادل الذي جاء من أجل سعادة البشر، على أنها أمر يحتاج إلى إعادة النظر الجذري فيه، لأسباب أخلاقية اجتماعية ذات ارتباط بمصالح السواد الأعظم من الناس، الذين لم يجىء قرآننا المجيد إلا لإسعادهم وحمايتهم·

فلنأخذ مثالا ثانيا على مدى الفكر المتحضر في إسلامنا الحنيف الذي يمكننا أن نتحدى به أمم الأرض المتحضرة الأخرى، وذلك مثل الحقوق السياسية للمرأة، حيث ينظر لها إسلامنا العظيم على أنها كائن إنساني كامل الإنسانية تماما، يجوز لها أن تدخل إلى معترك الحياة السياسية، إذا أرادت ذلك، مثل الرجل الذي قد يريد الدخول إلى معتركها أو لا يريد، حسب رغبته هو، أما المنع من ممارسة الحق، فهو أمر يتضمن التمييز ضد كائن إنساني، مما لا يمكن أن يقره شرع أو فكر قويم أو حتى قلبٌ حي· فالحوار أمر يمكننا، نحن المسلمين، من إثبات وجودنا الحضاري في الحد الأدنى، أو حتى إثبات “تفوقنا” الحضاري على أفكار الأمم الأخرى في الحد الأقصى، في حالة وجود عدد لا بأس به من المفكرين الاستراتيجيين بين صفوف أبناء الأمة·

وقد يمكننا - هنا - أن نخلص إلى أن الحوار الحضاري، بالنسبة لذوي الأفكار المحترمة، هو طريقهم الصحيح الذي يمكن أن يثبت تفوقهم الحضاري ويبرهن عليه، فيجب على المتحضرين أن يسلكوا هذا الدرب، على وعورته وخطورته، لأنه لا بديل عنه من جانب، وهو فرصة طيبة للمتحضر الحقيقي من جانب ثان·

والحوار المحترم، بديلا عن الصياح المتشنج، هو الصراط القويم الذي سيجعلنا، كأمة إسلامية، قادرين على السيطرة المفيدة على كل من اختلافات الداخل·· وخلافات الخارج!!

أما “صراع الحضارات” فلا نعرفه، لأننا بشر!! ولسنا ثيران صرع في حلبة إسبانية، ولا “كاوبويز”·· و”اللي على راسه بطحه”··!!

خارج الموضوع

نبارك للشعب الإيراني الشقيق، وليس لأطراف حاكمة محددة داخله، ذكرى الثورة الجماهيرية التي ركبت ظهور الورود وليس الدبابات، لإنجاز هذا الانتصار الذي يشكل خيار الشعب الإيراني وإرادته الحرة، فليس الإمام الخميني، قدس سره الشريف، هو الذي فرض هذا النظام على الشعب بل الاستفتاء الجماهيري المباشر الذي يمثل رغبة الناس·

 

drjr@taleea.com

 

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

مثلث الفساد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تعليم “بارت تايم”:
سعاد المعجل
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟:
خالد عايد الجنفاوي
التعليم والصحة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
في الكويت الموظف والكرسي واحد!!:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الخير والشر:
يحيى الربيعان
منطلقات الحوار!:
عامر ذياب التميمي
الدين والدولة:
د. محمد حسين اليوسفي
د· خاتمي وفكرة حوار الحضارات:
د. جلال محمد آل رشيد
المولود الجديد·· تفاؤل:
عبدالخالق ملا جمعة
الخطر الأكبر:
عبدالله عيسى الموسوي
صفقات الدفاع وأحلام التنمية 2 - 2
الصحافة والمجلس يخوضان المعركة:
عبدالحميد علي
العراق وكيفية الخروج من التركة الثقيلة لنظام صدام؟:
حميد المالكي
مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية:
رضي السماك