رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 ذو الحجة 1424هـ - 31 يناير 2004
العدد 1613

بلا حــــدود
تعليم “بارت تايم”
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

جاء رد وزارة التربية على مشروع تطوير المناهج كالصاعقة، حيث أعلن الوكيل المساعد لقطاع البحوث التربوية والمناهج في وزارة التربية “أنه لا يوجد بند في ميزانية الوزارة لتطوير المناهج”، وطالب بإيجاد ميزانية خاصة لدعم عمل قطاع البحوث ولجان تأليف وتطوير المناهج التربوية، مشيرا الى أنه دون دعم مادي لانستطيع تطوير المناهج بالصورة التي نرضى عنها·

لا أعلم عن أي ميزانية يتحدث السيد الوكيل؟ فتطوير المناهج الدراسية هو جزء لا يتجزأ من أي عملية تعليمية، بمعنى أنه نتاج مباشر لها، فالتعليم الصحيح يقود بصورة مباشرة ومستمرة الى تنقيح في المنهج، فلو كان هنالك تعليم جيد ومعلم ممارس وليس ملقنا لما تجمدت المناهج التعليمية في مكانها، ولما عانينا مما نعاني منه من مخرجات تعليم رديئة وشبه أمية·

إن تنقيح وتطوير المناهج التعليمية لا يعني إعادة صياغة للكتب المستخدمة تحت أسماء جديدة ومؤلفين جدد، وهو ما يحدث الآن في الكويت سواء علي مستوى التعليم العام أو التعليم العالي في الجامعة والمعاهد التطبيقية، وإنما يعني تطوير المناهج ملاءمتها مع تطورات ومستحدثات يفرضها الحراك الزمني والمكاني للأحداث من حولنا، ويدفعها التنقيح المستمر للأفكار والمستجدات العلمية والثقافية التي أصبحت لا تعرف حدودا عقلية ولا جغرافية·

تحديث المناهج يعني إعادة صياغة للفكر الممارس وللوعي الفردي وليس للكلمة المطبوعة وحسب، ومن هنا فإن أي ميزانية مهما بلغ حجمها لن تستطيع أن توفر تحديثا حقيقيا للمناهج ما لم يصاحب ذلك ثورة داخل وعينا كتربويين ومسؤولين تعيد تشكيل مسلمات بالية خيمت ولأكثر من نصف عقد من الزمان على أهدافنا وبرامجنا التعليمية·

في كتاب هو أقرب للثورة على أدبيات التعليم والمعرفة، يطرح الكاتب “كيرت سبلماير” برنامجه وتصوره الثوري لإعادة اكتشاف العلوم الإنسانية للقرن الواحد والعشرين، حيث يلخص فيه برنامج ثورته الداعي الى إعادة اكتشاف وتعريف المعرفة Knowledge بشكل عام فيقول: إن المعرفة بحد ذاتها لا يجب أن تكون هي الهدف وإنما استخدام تلك المعرفة بصورة تطلقنا أحراراً من قبضة الثقافة Culture هو الهدف الأساسي من وراء كل ما نتعلمه خاصة في زمن تداخلت فيه الثقافات بصورة تجعل من الحاضر المصدر الوحيد للمعرفة المثمرة دون حاجة الى العودة الى التاريخ بتفاصيله وأحداثه·

قد يختلف الكثير مع رؤية “كيرت سبلماير” لكن أحدا لن يستطيع إنكار بلاغة وشفافية رؤيته، ويختم “سبلماير” كتابه بنبذة عن علاقة المناهج التعليمية في الولايات المتحدة مع ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر حيث يشير الى أن الطالب الأمريكي ينهي دراسته دون فهم جيد لمجتمعه أو للعالم من حوله، وأن واضعي المناهج التعليمية أنفسهم منقسمون على ماهية المعلومات الضرورية للطالب، بينما كان بالإمكان تأهيل الطالب للأمور التي سيواجهها في القرن الحادي والعشرين ليس كأطباء ومحامين وإنما كمواطنين عاديين يستطيعون أن يفهموا ويتابعوا التطورات في ثورة الاستنساخ مثلا، أو في عقلية وميكانيكية العمل داخل منظمات “كالقاعدة”، باختصار يطالب سبلماير بمناهج تؤهل الطالب للخوض في مساجلات يبرر فيها رأيه بصورة تحليلية تمنحه القدرة على صياغة حلول ورؤى مستقبلية دون أن يكون مبرمجا تعليميا من قبل مناهج جامدة ومنحصرة في اللحظة الآنية من الزمن·

قد نكون مبالغين في طموحاتنا إذا حاولنا أن نجاري “سبلماير” في رؤيته لشروط المعرفة المثمرة وضرورة ربطها بالمناهج التعليمية، لكن ذلك لا يعني أن علينا الاستكانة لجمود مناهجنا التعليمية أو لتبريرات مسؤولي العملية التعليمية بشح المال، فالتعليم الذي لا يرتبط باحتياجات المجتمع والفرد بصورة مباشرة هو تعليم “بارت تايم” كما أسماه الوكيل المساعد لقطاع البحوث التربوية والمناهج الذي لا أعلم كيف يكون وكيلا مساعدا لقطاع دون ميزانية· إن الحاجة الى ربط التعليم باحتياجات المجتمع والتنمية هي حاجة لا تقبل النقاش ولا التأخير، لأنها قضية بين أن نكون أو لا نكون والخيار فيها مصيري بصورة مطلقة·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

مثلث الفساد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تعليم “بارت تايم”:
سعاد المعجل
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟:
خالد عايد الجنفاوي
التعليم والصحة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
في الكويت الموظف والكرسي واحد!!:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الخير والشر:
يحيى الربيعان
منطلقات الحوار!:
عامر ذياب التميمي
الدين والدولة:
د. محمد حسين اليوسفي
د· خاتمي وفكرة حوار الحضارات:
د. جلال محمد آل رشيد
المولود الجديد·· تفاؤل:
عبدالخالق ملا جمعة
الخطر الأكبر:
عبدالله عيسى الموسوي
صفقات الدفاع وأحلام التنمية 2 - 2
الصحافة والمجلس يخوضان المعركة:
عبدالحميد علي
العراق وكيفية الخروج من التركة الثقيلة لنظام صدام؟:
حميد المالكي
مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية:
رضي السماك