ملفتة للنظر بعض المقالات التي نقرؤها في صحفنا المحلية والدولية نحو تجديد العقل العربي والشرقي، تلمس بين سطورها التمرد على الموروث الآسن، ورغبة في إعادة هيكلة التفكير، وترشيد ثقافة العدوان والحقد والانتقام!
زاد البعض في تطلعاته عندما طرح وبشكل جلي أنه “علينا أن نعيد النظر بمصطلح السيادة الوطنية” والسبب كما أظن أنه تم تجيير هذا المصطلح كدعامة لدكتاتورية الدولة والانحراف في السلطة على هذا الأساس “السيادي” فأصبحت الدولة تشريعا مقننا للدكتاتورية! فالاختلاف بالرأي خيانة والتباين بالمواقف تجريح بالوطنية والولاء، إلى آخره!
إن كل ما طرح ومازال يطرح لهو مؤشر لحالة “غربلة” عالمية تغوص في أعماق الذات البشرية المجدة والمجددة وهو طرح نخبوي راق تقوده الأقلية بطبيعة الحال، وليس بمصادفة أن تجد هذه الحالة “الغربلة”، صدى وتخوفا من الغالبية كونهم الطابور الأوسع في أي مجتمع من المجتمعات·
فالروح الجديدة للعالم آخذة بالتوسع والانتشار ولن تلتفت أو تتمهل حتى يرضى الجميع عنها! إنما المطلب الحالي من الجميع هو سرعة اقتناص الفرص·· وعندما يتم الحديث عن “الفرص” فأعني أن تستفيد مما يعرض من مبادرات وأمنيات·· فقط علينا أن نفكر جديا لماذا اخترنا طريق الانزواء وعدم الانفتاح على البشرفي حين كان بالإمكان التعامل معهم على أنهم ردف لنا بالإنسانية وشركاؤنا على الكوكب الأرضي قبل أن يسبقنا إليها غيرنا!·
لذا فإن صحت التقارير في أن التفاعل الاقتصادي المشترك سيكون سيد الموقف في القرن الحالي فإن هذا التفاعل لا يكون إيجابيا وفاعلا لدول الشرق إلا بعد إعادة النظر في الثقافة الانهزامية المسطرة بالأذهان كموروث لا يمكن التنازل عنه والتي غالبا ما تكشف الأحداث متناقضات ما جُبلت عليه سير الإنسانية ومراميها، إضافة إلى أننا كنا نشربها وتُغذى فينا لتبرير التخلف الذي يسيطر علينا وتوجيه الأنظار ضد المتفوق على أنه عدو مطلق! لتستمر سيادة الدولة الدكتاتورية في كبت وحرمان الشعوب من حقوقها الفطرية كما هو شأن العراق وغيره·· فهناك من يشارك أصحاب هذه الآراء التي ترى أن التفاؤل هو المولود الجديد القادم تحت شعار “الحضارة للعالم والعالم حضارة”·· وهذا الشعار الذي يجب أن يسود، فالناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق!·
رشفة أخيرة
موقف الرئيس الفرنسي من الحجاب موقف يتعارض مع مبادىء الدستور الفرنسي في تبنيه الحرية الفردية واحترام العقائد والمشاعر الدينية! إن التطرف في رفض السلوكيات الاعتقادية والشعائر المصاحبة سيولد مع الوقت تطرفا مضادا لا يسمح بتنامي العلاقات بين الشعوب والحضارات على أسس من الثقة والاطمئنان والتلاقي، فهل من سبيل لإعادة النظر في جدوى إصرار الرئيس شيراك على موقفه من الحجاب؟!· |