"حزب الحكومة غير المعلن"،هذه عبارة ليست من "مخترعاتي"، ولكنها كانت العبارة الأبرز في المانشيت الأظهر لواحدة من أبرز الصحف المحلية اليومية في الأسبوع الماضي·
والذي "يثير" في الموضوع، هو أن جميع دول العالم، بما فيها الدول التي لا تعرف لاحترام دستورها وقوانينها معنى ولا مغزى، لديها حزب حاكم "له أعضاء!!" وأحزاب معارضة·· ما دامت تتبنى نظاما تقوم بتسميته بالنظام الديمقراطي، وتقوم تلك الدول بالإعلان عن أسماء مرشحي حزب الحكومة قبل الانتخابات، وبالتالي نوابها بعد تلك الانتخابات·· حتى إذا كانت مواقف الحكومة "غير مرغوب فيها شعبيا" وفقا لألطف تعبير ممكن، إلا عندنا فالحكومة، ومن شدة عدم ثقتها في نفسها وفي حزبها، تقوم بـ "حماية" مرشحيها - نوابها عن طريق "التستر" على "تبعيتهم العمياء" لها!! مع العلم أن سائر الأحزاب الأخرى في الكويت تتشرّف بالإعلان عن أسماء محبيها ومريديها وأتباع أفكارها، كما يتشرف أتباع تلك الجماعات السياسية المختلفة بالإعلان عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية·
وبذلك، يكون "أعضاء" حزب الحكومة لدينا "يحاولون" أن يحافظوا على ماء وجههم أمام الناس عن طريق "التبرؤ" من حقيقة اتباعهم للحكومة!! وهذا ليس في صالح سمعة الحكومة، لأن تبرؤ أتباعها منها يعني أنها لا تقوم بواجباتها تجاه الشعب على النحو الصحيح، وإن لم يكن الوضع كما تصف، لما احتاجت الحكومة إلى الخداع عن طريق تبرئة أتباعها من تهمة اتّباعهم لها·· لكي توصلهم إلى المجالس النيابية!!
فإذا كان ما ذكرنا أعلاه دليلا على تبرؤ أتباع الحكومة من الحكومة، فالـ "دليل" على العكس، أي على تبرؤ الحكومة من أتباعها، هو أن الحكومة تحاول عن طريق أتباعها هؤلاء النواب "الماهرين"، لأنهم يقرؤون ويكتبون!، أن تكسب أقوى المعارك الحضارية المتمثلة في إعطاء نساء الكويت حقوقهن السياسية، عن طريق الاستعانة بجيش من أتباع نظرية "تكرم المرأة تستغل دكتورة"!!
والله يهني سعيد بسعيدة·· الحكومة بحزبها "غير المعلن"!!
drjr@taleea.com |