اجتمعت عوامل متعددة تساعد على تضاعف وتسارع الضربات التي يتلقاها عالمنا العربي المظلوم، أبرزها الضعف العسكري والتقني، يرفدها العون غير المحدود الذي يقدمه شيطان العالم الأكبر لشيطانه الأصغر "إسرائيل" التي هي أكبر مشكلة أمام العالم العربي·
القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في لاهاي لن يؤتي أكله ما دامت الجهود الدبلوماسية والسياسية اللاحقة له جهودا متواضعة قد لا تتناسب مع حجم هذا الانتصار القانوني وأهميته·
العالم العربي، والعالم الإسلامي، مطالبان بالتحرك على مستويات تسويقية متعددة، لا تفيد الجانب الفلسطيني في هذه المسألة المهمة فقط، ولكن ينبغي أن يكون التحرك هادفا لإظهار عموم المظلومية الفلسطينية، باعتبار قضية الجدار مثالا عليها، وليست اختزالا لها، وهذا التحرك ينبغي أن يمارسه الدبلوماسيون، والسياسيون، والمثقفون، والكتاب، والإعلاميون العرب والمسلمون، داخل أوطانهم وخارجها·
فقضية الجدار ليست قضية سياسية بحتة، ولكن أثرها على الحياة اليومية للإنسان الفلسطيني، وعلى لقمة عيشه، أثر تدميري، إذ كيف يسكن المزارع أمام الجدار في الوقت الذي يقع فيه حقله الزراعي خلفه؟ وكيف يقع بيت الطالب أو الطالبة في طرف، ومدرسته على الجانب الآخر؟ لماذا يبني "س" أصلا على أراضي "ص"؟!
إحراج الإدارتين الأمريكية و"الإسرائيلية" الظالمتين والخارجتين على القانون، هو أمر مهم وله آثار، إن لم نشاهدها بأم أعيننا، فسيأتي جيل يتمكن من حصاد ما زرعناه لهم بجهودنا الأخلاقية والقانونية التي هي بطبيعتها دروب طويلة لا يأكل ثمارها الشخص نفسه الذي زرعها·
drjr@taleea.com |