يداهمنا المرض، ويفاجئنا الموت، ويخطف منا كل يوم فارسا من خيرة فرساننا الذين نحبهم ونجلهم، وكل يوم نشيع واحدا منا الى مثواه الأخير، وتتألم النفس لرحيلهم عنا، وكل يوم نبكي على الأوراق الجميلة التي تساقطت من الشجرة، ورقة تلو أخرى، حتى أصبحت الشجرة شبه عارية إلا من لحائها الذي جعلها تتشبث بالحياة وبأرضها، متحدية الخريف وأفعاله·
هذه هي الشجرة، أما الإنسان الذي يحمل بداخله سر حياته وفنائه، يجابه اليوم موتا من نوع آخر، حيث إن الكثير من الناس يموتون يوميا إثر عمل إرهابي، دون أن يكون لهم ذنب، بل كل ما في الأمر أن تصادف مرورهم مع توقيت لحظة الانفجار، فراحوا ضحية عمل إرهابي قام به أحد الشباب المؤهلين نفيسا للانتحار، طمعا بالفوز في الجنة، علما أن قتل الأبرياء العزل لا يؤدي الى دخول الجنة، فالموت هو الموت، إن الموت المروع والترهيب في كل مكان سواء كان في العراق أم في أي عاصمة من عواصم العالم، هو عمل إرهابي دون شك·
أفلا يكفينا ما نحن فيه من أمراض خبيثة وغير خبيثة؟ فلماذا نحمّل الإنسان فوق ما يحتمل خصوصا وأن الشعوب العربية لم تعد كما كانت أيام زمان، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، والفزعة؟
yahya@taleea.com
|