رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 ذو الحجة 1424هـ - 31 يناير 2004
العدد 1613

العراق وكيفية الخروج من التركة الثقيلة لنظام صدام؟
حميد المالكي
hamid@taleea.com

يخطئ من يظن أن المعضلات والمشاكل التي يعانيها الوضع العراقي الراهن وليدة عهد ما بعد صدام كما تروج بعض الأقلام والفعاليات العربية، بل إن البعض يجنح بخياله مفرطا بضميره ومدنسا لشرفه حينما يقول إن العراقيين في عهد صدام كانوا ينامون في العسل، وقد جلب سقوطه الويلات والمصائب للعراق وللعراقيين ولن ينجو العرب من تلك المعضلات وتداعياتها فيدق ناقوس الخطر ويحشد المرتزقة والأتباع لتبرئة صدام ونظامه من كل ما لحق بالعراق والكويت وإيران من مآس وفظائع وكوارث، وهؤلاء معروفون ومطلوبون للعدالة حينما يحين وقتها جزاء وفاقا لما نهبوه من خيرات شعبنا ورقصوا على جراحه وفوق المقابر الجماعية التي زرع بها النظام البائد أرض العراق من أقصاه الى أقصاه·

لقد أورث نظام صدام العراق تركة ثقيلة مثقلة بالآلام والأحزان والتخلف فلم يترك ميدانا إلا وعبث به أكان بشرا أم بيئة أم ثروات هائلة حبا الله العراق بها دون سواها·

الآن لسنا بصدد تعداد جرائم النظام الساقط فهي معروفة وموثقة ولكننا الآن بصدد معالجة تلك التركة الثقيلة التي بدأ صناعتها منذ 17 يوليو عام 1968 حتى تاريخ سقوطه في التاسع من أبريل عام 2003·

وبالإضافة الى تلك المهمة العظمى، مهمة إنشاء الدولة العراقية الجديدة التي تتطلب هي الأخرى مستلزمات وشروطا وإمكانات مادية وبشرية: الدستور، الانتخابات، البرلمان، الحريات، الأمن، البطالة، بناء المؤسسات وإصدار القوانين وغيرها الكثير الذي برز الآن بشكل حاد فنراه في الصحافة والمنتديات الشعبية والمنظمات والجمعيات جدالات وحوارات واحتجاجات ومظاهرات وكلها تتفاعل وتتلاقح وتنمو في أجواء من السلام والإخاء عاكسة حقيقة طالما كتبنا عنها وتحدثنا عن المستوى العالي من الوعي الذي يتمتع به شعبنا العراقي وقواه وفعالياته المختلفة والشعور الأكبر بالمسؤولية التاريخية التي يشعر بها الجميع بالرغم من ثراء الساحة العراقية وتنوعها الفريد وبالرغم مما يخطط له الأعداء وما يعملون لأجله من إشاعة الفرقة وبث الفتنة بين فسيفسائه الجميلة التي يشبهها البعض بباقة ورد منوعة ولذلك فإن أعداءنا مهما فعلوا فإنهم لن يستطيعوا أن يجعلوا العراقيين يتقاتلون فيما بينهم وهذا هو سر غضب وحقد هؤلاء الأعداء الذين يئسوا من اختراق صفوف العراقيين وتفتيت وحدتهم وتشويه وعيهم وتثبيط عزائمهم وحرفهم عن طريق بناء بلدهم وإسعاد شعبهم، ولذلك نرى ذلك الغضب والحقد يتجليان في قتل المدنيين العراقيين الأبرياء الفقراء العزل من عامة الشعب كما حدث أخيرا من قتل عشرات العراقيين في أحد مداخل المنطقة الخضراء في بغداد والذي شمل عمالا بائسين جاؤوا لتأدية أعمالهم لتوفير قوت أطفالهم وستر حالهم·

المشهد العراقي من الداخل يختلف عنه من الخارج، فالداخل يشهد حركة نشطة لقوى شعبنا الحية من أجل معالجة آثار تركة النظام السابق وفي الوقت ذاته بناء العراق الجديد، لكن المشهد الخارجي يعتمد في معظمه على الاختلاق والدس والتضليل والشائعات المغرضة والصيد في الماء العكر وكأن شعبنا قاصر عن إدراك الوضع وتعقيداته وآفاقه والأهداف التي يجمع عليها العراقيون لتحقيقها وإنجازها ومما يسهل كلتا العمليتين >معالجة التركة والبناء الجديد< أن شعبنا وعلى مدى أكثر من 35 عاما كان يعمل وبلا توقف على إنجاز مشاريع ووضع حلول وابتكار أساليب ودراسات استراتيجية عملية تطبيقية وفي كل مجالات الحياة العراقية على أن توضع موضع التنفيذ حال سقوط نظام صدام لكن الذي حصل أن الواقع الفعلي الداخلي والتنظير الخارجي تقاطعا في أكثر من موقع بسبب الولادة الجديدة وسماتها وخصوصياتها وما أفرزته من قوى جديدة وتحالفات جديدة ورؤى جديدة وكنا نتوقع ذلك كعملية موضوعية وذاتية طبيعية تحدث حينما يلامس الخارج الداخل ويمتزج به على أرض العراق مما يتطلب إثراء تلك المشاريع والخطط والبرامج وجعلها تنسجم وتتكيف مع الواقع الداخلي العراقي على أساس الحوار العام الشامل الذي سيبلور حتما حلولا نهائية على قاعدة تحطيم القديم وسحقه ذلك القديم البغيض بجميع هياكله وأمراضه وقيمه وفساده وكل ما نتج عنه من كوارث وحروب وفظاعات، هي إذن حملة وطنية شاملة يشترك فيها الجميع دون إقصاء وتحريم لجميع الشرفاء الذين كابدوا وتحملوا أوزار وعسف النظام البائد وصمدوا وصبروا وواجهوا أصعب الظروف والمحن وأقساها على الإطلاق·

هؤلاء هم الذين يعول عليهم شعبنا وهم طليعته التي ائتمنها على مستقبله وهم من خلال التجربة أثبتوا الإخلاص والولاء للعراق ونذروا أنفسهم لخلاصه من جلاده·

 

على طريق الإسهام في المعالجة

 

ومن أجل أن نكون عمليين خصوصا ونحن نركز على ذلك الموروث الهائل من التخريب أعتقد أن الخطوات التالية ستسهم في المعالجة تلك وهي كما يلي على سبيل المثال لا الحصر:

1 - بذل أقصى الطاقات لتوفير خدمات المياه والكهرباء والطبابة والاتصالات والصرف الصحي والنظافة·

2 - إعادة كل المفصولين لأسباب سياسية في ظل العهد البائد الى أعمالهم ووظائفهم واعتبار مدة فصلهم خدمة مستمرة لأغراض الترقية >الترفيع< والتقاعد والضمان الاجتماعي·

3 - زيادة الرواتب التقاعدية والضمان الاجتماعي ومنح العاطلين عن العمل مخصصات شهرية والسعي الجاد لتوفير فرص عمل لهم·

4 - توفير السكن لأكثر من مليون عائلة عراقية تركها نظام صدام في العراء والخرائب·

5 - إعادة تأهيل بيئة الأهوار والمستنقعات والمسطحات المائية في جنوب العراق والتي عمل النظام البائد على تجفيفها وذلك تمهيدا لعودة سكانها لها وهي مساحات هائلة تقدر بضعفي مساحة لبنان وكامل مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين·

6 - تأهيل المستشفيات وفتح مستشفيات ومراكز صحية تخصصية جديدة وزيادة مراكز الطب الوقائي والأمومة والطفولة·

7 - فتح مدارس ومعاهد وجامعات جديدة·

8 - تنشيط النقل بقطارات السكك الحديد وإدخال التيار الكهربائي في تسييرها·

9 - إنشاء مراكز جديدة للإطفاء والإغاثة والدفاع المدني والإسعاف الفوري·

10 - إرسال لجان الى خارج العراق لتقصي أحوال العراقيين وحثهم على العودة الى بلادهم لبناء وطنهم بعد تأمين احتياجاتهم من السكن والعمل·

11 - إعادة المهاجرين والمهجرين واللاجئين وتوفير السكن اللائق بهم وتعويضهم ماديا ومعنويا عما لحق بهم من مصادرة لأموالهم وعقاراتهم وفصلهم من أعمالهم وتسوية أوضاعهم بشكل كامل وعادل·

12 - محاكمة كل الذين ارتكبوا الجرائم بحق شعبنا من مسؤولي النظام السابق·

13 - توفير مستلزمات السياحات البيئية الجغرافية والآثارية والدينية والعلاجية وبناء المرافق الخدمية للمناطق السياحية في جميع أنحاء العراق وتنشيط أعمال البحث والتنقيب عن الآثار وحمايتها من السرقة والتهريب الى خارج العراق·

14 - توثيق وأرشفة جرائم النظام السابق وتأهيل ضحايا السجون والتعذيب والحروب ومعوقيها والأيتام والأرامل وتوفير أفضل شروط الحياة الكريمة لهم·

15 - استئناف العمل في جميع مراكز الإحصاء والتوثيق العقاري والشرعي والبلديات ودوائر النفوس والأحوال المدنية وجوازات السفر والآثار والمتاحف والأشغال العامة وانحصار التبغ والغابات والإرشاد والتوعية الصحية والزراعية ومكافحة الحشرات والآفات الزراعية والطب البيطري وتلوث البيئة وتنظيم السير والسعي لبث الوعي المروري بين المواطنين لتلافي مخالفات السير وحوادث الطرق ومعالجة الازدحام والاختناقات المرورية وزيادة الحدائق والمتنزهات ووسائل الراحة والترفيه·

16 - مكافحة عمليات تهريب النفط ومشتقاته والآثار والمخطوطات والعملات ومكافحة السوق السوداء والتزوير في المحررات الرسمية·

17 - تشجيع ودعم وتعضيد إصدارات الكتب والمطبوعات وتنشيط حركة الطباعة والتأليف والنشر العلمي والثقافي والاهتمام الخاص بأدب وثقافة الطفل·

18 - مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ومعاقبة تجارها بأقصى العقوبات المنصوص عليها في القوانين·

19 - مكافحة السرقة والفساد المالي والإداري والرشوة وإهدار المال العام·

20 - السعي لتشغيل الخطوط الجوية العراقية وتزويدها بالطائرات الحديثة وكل مستلزمات الملاحة الجوية·

 

hamid@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

مثلث الفساد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تعليم “بارت تايم”:
سعاد المعجل
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟:
خالد عايد الجنفاوي
التعليم والصحة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
في الكويت الموظف والكرسي واحد!!:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الخير والشر:
يحيى الربيعان
منطلقات الحوار!:
عامر ذياب التميمي
الدين والدولة:
د. محمد حسين اليوسفي
د· خاتمي وفكرة حوار الحضارات:
د. جلال محمد آل رشيد
المولود الجديد·· تفاؤل:
عبدالخالق ملا جمعة
الخطر الأكبر:
عبدالله عيسى الموسوي
صفقات الدفاع وأحلام التنمية 2 - 2
الصحافة والمجلس يخوضان المعركة:
عبدالحميد علي
العراق وكيفية الخروج من التركة الثقيلة لنظام صدام؟:
حميد المالكي
مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية:
رضي السماك