| تحدث لنا أخ أكاديمي كويتي عزيز عن زيارة قام بها أخيرا للبصرة، حيث ذكر أن المسؤولين العراقيين في البصرة أبدوا له امتعاضهم بسبب عدم استثمار الجانب الكويتي في الجنوب العراقي، حيث إن الجنوب يحتاج الى خدمات "البنية التحتية" الأساسية، مثل شبكات الصرف الصحي ومد خطوط الكهرباء وغيرها من الخدمات المدنية والصحية التي تفيد الشعب العراقي في الجنوب، والتي يعود نفعها على الاقتصاد الكويتي أيضا بالخير، كما تزيد من الثقة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين، هذا هو انطباع الجانب العراقي الذي استقاه صديقنا العزيز من مسؤولي البصرة·
الحقيقة التي لن يتمكن من إنكارها عاقل، هي أن الاقتصاد الكويتي الذي اندفع اندفاعا جيدا بعد انتهاء التهديدات الأمنية التي كانت تُعرض أصل وجود دولة الكويت للخطر، إبان حكم المجرم صدام، والتي انتهت الآن تماما، يجب أن "يستفيد" - أي اقتصادنا - من التطورات الإيجابية المذكورة، حيث إن رأس المال الكويتي، ولاسيما رأس المال التابع للقطاع الخاص، هو فائض عن حاجة السوق المحلية بدليل كثرة عدد الشركات الاستثمارية في بورصتنا، والتي تمارس أغلب نشاطاتها الاستثمارية في الخارج، بل إن الصناديق الاستثمارية التي تديرها البنوك أيضا يعمل أكثرها في الأسواق غير المحلية بسبب اتساع آفاق الاستثمار في العالم، أكثر بكثير من قدرة سوقنا المحلية على امتصاص هذه الأرقام الكبيرة التي "يلعب" بها قطاعنا الخاص·
لذلك، نظن أن أخذ كلام مسؤولي الجانب الكويتي نفسه قبل أن يشكل مصلحة للمواطن العراقي البسيط الذي يحتاج الى هذه الخدمات التمويلية لتعمير بلده الذي دمرته حركات صدام الصبيانية·
فهناك شركات كويتية يمكنها أن تساهم في مد "كيبلات" الكهرباء في الجنوب العراقي، كما يمكن لشركات كويتية أخرى أن تساهم في جانب البنية التحتية الخاصة بتمديدات أنابيب مياه الشرب أو الصرف الصحي، مما سينعكس خيرا على هذه الشركات الكويتية، وعلى المساهمين فيها من المواطنين الكويتيين، وعلى الشعب العراقي الشقيق·
أضف الى ذلك إمكانية تغطية شركات التأمين الكويتية للمخاطر المحتملة، مما ينعكس خيرا على هذا القطاع الاقتصادي الكويتي أيضا، مما يعد استثمارا متكاملا، ومفيدا لكل الأطراف الكويتية والعراقية·
خارج الموضوع
كتبنا هذه المقالة قبل معرفة ما قام به الإرهابيون مع شركة الشحن الكويتية في العراق، مما زادنا إصرارا على النشر، إذ لا يجب أن تتوقف الحياة في العراق والخليج خوفا من حفنة من المجرمين الحاقدين على النجاحات المتتالية التي يحققها الشعبان الشقيقان في الكويت والعراق·
drjr@taleea.com |
