رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 17 شوال 1423هـ-21 ديسمبر 2002
العدد 1557

لتعارفـــــــوا
من هــم أعداء العراق؟
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

في ضوء الخطاب التحريضي الغث الذي اعتذر فيه صدام حسين “للشعب في الكويت” أو فلنقل لكل السكان! الموجودين على أرض الكويت فهل يشكل هذا الشعب دولة مستقلة، أم هو جزء أو فرع من دولة أخرى بموجب هذا الكلام؟! ذلك الخطاب الفج الذي نرفض كل تفاصيله كمواطنين كويتيين ننتمي الى دولة الكويت، كما نتمنى من شرفاء العالم العربي - وفي مقدمتهم شرفاء العراق المعارضون لحكم الطاغية - أن يبدوا رأيهم فيه بوصفه خطابا سحب اعتراف الحكومة العراقية الحالية باستقلال دولة الكويت·

وفي ضوء إرهاصات ذلك الخطاب اللائق بالصداميين أهل الإرهاب، تلك الإرهاصات التي تمثلت في عدد من البرامج السياسية التي تناولته تفسيرا أو تحليلا أو لمجرد إبداء وجهات نظر مختلف الأطراف·· نجد أن الموضوع قد تطور الى غير الجهة التي كان يرجوها صدام من خطابه الأجوف·

فإذا كان السؤال المحوري الذي أفضت إليه المناقشات الإعلامية التي قاربت الموضوع بقصد تحليله - على نحو مرئي أو مقروء - هو: من هم أعداء العراق؟ فإن الإجابة لا ينبغي أن تكون جعجعة لفظية خاوية بالصراخ البالوني الفارغ، ولكنها يجب أن تكون قائمة على الحجج والبراهين· ومن هذا المنطلق، نحب أن نشير الى أن العراق هو المهم، وهو المبتغى والهدف والغاية، وليس حاكمه الذي “يفترض” أن يكون أمينا على مصالح العراق··· والعراقيين!!

يا سادة يا كرام، أيها المثقفون العرب المحترمون، إذا كنا نريد أن نبحث عن “مصالح العراق”، فعلينا عندئذ أن نلجأ الى العراقيين أنفسهم لكي يشخصوا لنا - بهدوء وحرية - أين تكمن مصالح بلادهم!! فهل تعجب هذه المسلمة البدهية - على بساطتها وصحتها - منظري البروج العاجية الذين لا يؤلم قلوبهم الغليظة آهات أمهات العراقيين الذين ظلمهم ويظلمهم جلاوزة الإرهابي صدام التي لا يسمعها الآن إلا الله، والعراقيون، وأصحاب القلوب غير الغليظة!!

اسألوا الدماء الطاهرة الزكية للشهيد العالم الرباني والمنظر في شؤون الاقتصاد الإسلامي والفلسفة الإسلامية السيد محمد باقر الصدر عن سبب سفكها - بمباركة سابقة وحالية من السياسيين والمثقفين العرب بدليل سكوتهم عن الجريمة - لكي تنطق دماؤه الزكية بأنها سفكت بسبب “اختلاف” رأيه الإسلامي الحر عن رأي قادة النظام المغتصب للعراق·

اسألوا السؤال ذاته لأرواح آلاف المظلومين الآخرين في العراق الجريح، ابتداء بضحايا المجزرة الإرهابية الكيماوية الرهيبة في حلبجة، وانتهاء بضحايا سياسات صدام الإرهابية في جنوب العراق ووسطه، علما أننا لن نتكلم على “المقبلات والخفايف” التي يمارسها النظام حتى يومنا هذا من ظلم العراقيين وسجنهم وإيذائهم بشتى الطرق، بما فيها حرمان العراقي من حقه في الكلام، وهو الأهم من الخبز!!

أيها المثقفون العرب، خمسة وعشرون مليونا من العراقيين لم يصوت واحد منهم ضد صدام!! فهل تكميم أفواه شعب أصيل كشعب العراق العزيز هو أمر هين لديكم أنتم ومقبول؟! إن العراقيين يحتاجون اليوم الى دعمكم لهم ضد شارونهم الذي يضرب شرفاء العراق وأبطاله بقبضته الحديدية الكيماوية، فهل “يسعدكم” هذا التهميش لخمسة وعشرين مليون إنسان هم جزء أساسي من العالمين العربي والإسلامي؟ أليس النفط الحقير، الذي أصبحتم كمثقفين تجيدون حسابات أرباحه وخسائره هو الأرخص مطلقا، أو هكذا ينبغي·· في مقابل العملة الصعبة الحقيقية والوحيدة في هذه المعادلة السياسية القائمة اليوم؟·· فهل عرفتم العملة الصعبة التي أقصدها؟ إنه شعب العراق، الذي نعد الواحد منهم - من جانبنا ككويتيين - أغلى من كل بترول العالم!!

ولما كان العراقي غاليا لدى الكويتيين هكذا، فهل هو غال لديكم أنتم أيضا كمثقفين عرب؟ أبلغوا - علنا - جوابكم عن هذا السؤال لقادة أحرار العراق·· وهم “الأحياء” من المعارضين العراقيين!

أيها المثقفون العرب، هنالك - شئنا أم أبينا - صراع فعلي قائم في العراق، فإن كنتم ترون بأن هذا الطرف أو ذاك يؤيد طرفا عراقيا معارضا، فكنتم ترون ذلك تدخلا مرفوضا، فهل يعد “تدخلكم السافر” لمصلحة النظام العراقي، الذي هو مجرد طرف في الصراع السياسي الداخلي في العراق، ضد كل شعب العراق، تدخلا مقبولا في نظركم؟ أنا شخصيا·· أتشرف بأنني أؤيد المعارضة العراقية التي ستشكل في القريب العاجل إن شاء رب العزة - وبدعم الشرفاء العرب - حكومة عراقية جديدة تتميز بالتعددية السياسية التي تمثل سائر الشعب العراقي، لتعود لبلابل العراق القدرة على التغريد، فهل تستكثرون عليهم ذلك؟!

وليعلم الصداميون من المثقفين العرب أن العراقيين الذين سيحكمون بلادهم غدا·· يعرفون من وقف معهم في الأمس·· ويعرفون من وقف مع قاتل شعب العراق ومعذبه وساجنه ومشرده صدام حسين!!

فهل تعد معرفة الأعداء الحقيقيين للعراق·· لغزا صعبا الى هذه الدرجة؟!

أيها المثقفون العرب، أتريدون أن تجنبوا العراق حربا لا تبقي ولا تذر؟ إذن بادروا بمساعدة الشرفاء العراقيين على التخلص من كابوسهم اليومي الذي طال أمده، وهو حزب البعث، وصدام حسين، والاستبداد السياسي الذي أكل الدهر عليه وشرب·· أو هو خليط “زقومي” من العلاقم الثلاثة المذكورة!!

بالمناسبة، اسألوا - يا مثقفي العرب - العراقيين السؤال التالي: من الذي كان لا يريد توزيع الأغذية والأدوية على العراقيين - بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء - لكي يفاقم الأوضاع الصحية في العراق بغرض “استثمار آهات العراقيين”·· مع أنه عدو لهم؟!!

drjr@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

من هــم أعداء العراق؟:
د. جلال محمد آل رشيد
ائتلاف المعارضة العراقية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نهج “الإخوان” في منهج التعليم!!:
سعاد المعجل
نافذة على الصحافة العربية *
الاعـــتــذار:
مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت
الإعلان العالمي لحقوق الأنسان:
يحيى الربيعان
موسم الانتـظار!:
عامر ذياب التميمي
الـسـيد والاستجواب:
المحامي نايف بدر العتيبي
من هــم أعداء العراق؟:

الرهان الخاسر!!:
عبدالله عيسى الموسوي
مركز لسن القوانين والشرائع والدساتير الأولى في تاريخ البشرية
العـراق مهـد للديمقراطيـة
والمجالس التشريعية والتنفيذية الأولى في العالم:
حميد المالكي
الاحباط الوجودي:
كامل عبدالحميد الفرس