يهذي المحامون الأردنيون بأن محاكمة المجرم صدام هي محاكمة غير شرعية، اعتمادا على مبدأ التشكيك بأصل شرعية الحكومة العراقية "الموقتة" القائمة حاليا، بحجة أن الأجانب هم من أقاموها·
والحقيقة، هي أن أفضل رد على هذا الكلام، يمكننا أن نستعيره من الفنان عادل إمام في مسرحيته "شاهد ما شافش حاجة" بأن نقول للأردنيين بأن الدفع بعدم شرعية الأنظمة العربية التي تضعها القوى الخارجية·· "حيخلي البلد كلها تنام في الشارع!!"، بمعنى أنه لن يبقى أمامنا على الخريطة العربية مكان شرعي·· إلا ما ندر!!
المهم أن هذا الكلام ذو مبدأ صحيح "إذا" كانت الحكومة العراقية الموقتة الحالية تنوي الانقلاب على الديمقراطية عن طريق "المماطلة" في "موعد" إجراء الانتخابات العراقية المقبلة، تلك الانتخابات التي لو جرت على نحو نزيه فإن التشكيك في النظام الذي يأتي نتيجة لها·· لن يكون إلا نوعا من الحسد، ليس إلا!!
فعصابة صدام حسين نفسها هي صنيعة أمريكية خالصة %100، فهل سأل المحامون الأردنيون أنفسهم، ولو لأسباب أخلاقية، إن كانوا يحتفظون ببواقي الضمير والشرف·· عن مدى شرعية النظام الذي أقامه الاستعمار في العراق، ووضع على سدة رئاسته المجرم العنصري "صدام" لكي يمارس التمييز العنصري مذهبيا وقوميا في بلد كان متحضرا حضارة عريقة قبل استلامه الحكم فيه؟
إذن الأردنيون يخفون "أمرا" آخر غير الذي يظهرونه، فليس الجانب القانوني الشكلي هو الذي يؤرقهم، ولكن كل الذي نتمناه هو أن لا يتعلق ما يبطنونه بالعفن العنصري ضد الشعب العراقي الشقيق، وفي كل الأحوال، نحن ننصح هؤلاء المجرمين المستميتين على الدفاع عن صاحبهم، بالمراهنة على "الشعب" العراقي، لكي يبتعدوا عن "عوار الراس" في المستقبل المتوسط أو القريب·· ما دام السيد علاوي قد مد لهم اليد لفتح صفحة جديدة·· فالفرص تمر مر السحاب!!
drjr@taleea.com |