رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 ذو الحجة 1424هـ - 31 يناير 2004
العدد 1613

الدين والدولة
د. محمد حسين اليوسفي
alyusefi@taleea.com

مرة أخرى تطفو على السطح مسألة علاقة الدين بالدولة في المجتمعات الغربية·

لقد ظننا خطأ أن هذه المسألة قد حسمت، لكن واقع الحال يقول إن القضايا والمسائل الكبرى في حياة الشعوب لا تحسم بسهولة، ولعل قرار الحكومة الفرنسية بمنع مظاهر الدين في المدارس الحكومية ومنها وضع الصلبان الكبيرة في الصفوف الدراسية أو ارتداء الحجاب أو القلنسوة لليهود يصب في الجدل بل الصراع الدائر في مجتمعات كثيرة - ومنها المجتمعات المتقدمة كالمجتمع الفرنسي - حول رسم لحدود الدين والدولة في حياة المواطن الحديث، وهذا الجدل قد طال الدولة الفرنسية التي اتخذت حكومتها الثورية في أعقاب الثورة الفرنسية في العام 1789 قرارات جذرية كان لها دوي هائل في ذلك الزمان ومنها تقليص دور رجال الدين في التعليم وتغيير قانون الأحوال الشخصية ومصادرة أملاك الكنيسة وأوقافها، إلا أن تطور المجتمع الفرنسي سياسياً بين الانقلاب على الجمهورية وعودة الملكية الذي استمر طوال القرن التاسع عشر جعل قضية فصل الدين عن الدولة إحدى قضايا الخلاف التي تمحورت حولها أقطاب الصراع: الملكيون الذين يريدون العودة إلى السلطة والذين تقف الكنيسة من ورائهم، والجمهوريون، أبناء الثورة الفرنسية الذين يريدون تثبيت مبادئها· وكان مطلع القرن العشرين بجمهوريته الثالثة انتصاراً نهائياً للقوى الأخيرة·

حرصت فرنسا كغيرها من الديمقراطيات الغربية أن تكون متسامحة مع جميع الطوائف الدينية عملاً بمبادئ العلمانية التي لا تجيز للدولة التدخل في الشؤون الدينية لمواطنيها أو القاطنين على أرضها، ساعد ذلك على انقسام العالم إلى معسكرين: غربي رأسمالي وشرقي اشتراكي، وقد اعتبر المعسكر الغربي أن القوى والمنظمات الدينية حليف استراتيجي له على اعتبار أن هذا المعسكر يوفر مناخاً من الحرية لها، وفي هذه الأجواء ترعرعت قوى الكنيسة وأحزابها وترعرعت أيضاً الجاليات اليهودية والإسلامية بتنظيماتها ومؤسساتها، وبالتالي حينما انتشرت ما سميت بالصحوة الدينية في البلاد الإسلامية كان لها صدى في الدولة الغربية وفي جالياتها الإسلامية، ولم تكن الدول الغربية لتنظر إلى تلك الصحوة الدينية بين الجاليات المسلمة لولا أحداث الحادي عشر من سبتمبر وانخراط كثير من أبناء هذه الجاليات في الأعمال الإرهابية مما ولد جواً عنصرياً مضاداً في تلك المجتمعات من باقي المواطنين أصحاب الديانات الأخرى، الأمر الذي تطلب من الدولة التدخل لتأكيد ثوابتها، رغم الضرر الانتخابي الذي قد يصيب قادتها، ذلك أن الجاليات الإسلامية تمثل قوة انتخابية ترجيحية مهمة·

لكن الموقف العجيب هو موقف الجماعات الدينية في العالم الإسلامي التي رفضت القرار الفرنسي (الذي لم يكن ضد الحجاب فقط كما بينا)، أقول العجيب في أمر هؤلاء أنهم ينادون بحرية الممارسة الدينية للمسلمين في بلاد كفرنسا لكنهم ينسون أو يتناسون غيابها في بلدانهم الإسلامية، وهذا موقف انفصامي لا يمكن فهم كنهه إلا باعتبار أن هؤلاء لا يؤمنون بالحرية إلا لأنفسهم·

alyusefi@taleea.com

�����
   

مثلث الفساد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تعليم “بارت تايم”:
سعاد المعجل
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟:
خالد عايد الجنفاوي
التعليم والصحة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
في الكويت الموظف والكرسي واحد!!:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الخير والشر:
يحيى الربيعان
منطلقات الحوار!:
عامر ذياب التميمي
الدين والدولة:
د. محمد حسين اليوسفي
د· خاتمي وفكرة حوار الحضارات:
د. جلال محمد آل رشيد
المولود الجديد·· تفاؤل:
عبدالخالق ملا جمعة
الخطر الأكبر:
عبدالله عيسى الموسوي
صفقات الدفاع وأحلام التنمية 2 - 2
الصحافة والمجلس يخوضان المعركة:
عبدالحميد علي
العراق وكيفية الخروج من التركة الثقيلة لنظام صدام؟:
حميد المالكي
مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية:
رضي السماك