نُشر في الكيان الصهيوني أخيراً تقرير في غاية الأهمية حذر فيه “مجلس الأمن القومي الإسرائيلي”، من خطورة تدهور الأوضاع الاقتصادية في الكيان وارتفاع نسبة الفقراء·
وجاء في التقرير أن الوضع الحالي في الدولة العبرية “يمثل خطرا على إسرائيل أكبر من الصراع مع الفلسطينيين وأن إسرائيل عانت خلال سنوات الانتفاضة الثلاث تدهورا اقتصاديا بسبب الميزانيات الهائلة التي خصصتها لمواجهة المقاومة الفلسطينية”·
وأشار التقرير إلى تراجع كبير في معدلات السياحة وقطاع المقاولات والصناعة مما أدى إلى ارتفاع كبير في نسبة العاطلين عن العمل وإغلاق مئات المصانع وما ترتب على ذلك من أوضاع صعبة، وجاء في التقرير “القضية الأكثر إشكالا بالنسبة لنا، ليست القضية الفلسطينية وإنما الأزمة الاقتصادية التي تمزق مجتمعنا”·
ويشدد التقرير على خطورة استمرار “استنزاف الطاقات في محاربة الخطر الفلسطيني في المناطق من دون إيلاء الاهتمام اللازم للخطر الأمني الاجتماعي الداخلي المتربص بالدولة”، وقد كشف عن هذا التقرير الخطير إذاعة “الجيش الإسرائيلي” التي أكدت أنه قد سلم قبل عدة أشهر للإرهابي “شارون” لكنه امتنع عن الإعلان عنه لأسباب انتخابية معروفة·
هذا التقرير، يؤكد وللمرة الألف أن الانتفاضة الفلسطينية الباسلة إذا ما توفرت لها عناصر الدعم والتأييد والمناصرة فإنها تستطيع أن تزلزل الأرض من تحت أقدام اليهود، وأن هذه الانتفاضة المباركة باتت تشكل هاجسا مؤرقا لليهود، بحيث إن مسألة “زوال إسرائيل” باتت مطروحة بشكل أكبر خصوصا مع ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة بالرغم من كل العراقيل العربية أمامها وهي تواجه القوة الأعظم في الشرق الأوسط·
تحية لأبطال الانتفاضة صمودهم وتضحياتهم في سبيل عودة الحق السليب، وإلى كل المشككين بقدرات المقاومة ندعوهم لإعادة قراءة هذا المقال لعلهم يعودون إلى رشدهم ويعلمون أن قول الله سبحانه وتعالى “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق” هو القول الحق·
abdullah.m@taleea.com |