عملية الاغتيال الجبانة التي أدت إلى استشهاد المناضل الفلسطيني الحر سماحة الشيخ أحمد ياسين وهو خارج للتو من أداء فريضة الصلاة، تماما مثل عملية استشهاد سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قبل نحو سبعة أشهر، لتدل على "نمط متشابه" من أنماط الإرهاب الدولي الذي تمارسه "إسرائيل" إسكاتا لأصوات الحق والضمير أينما علت في أرجاء العالمين العربي والإسلامي، مما يكاد يكون مؤشراً جديداً على "وحدة الجهة المنفذة" للعمليتين الجبانتين، مما يسلط أضواء كاشفة جديدة على المؤامرات الطائفية التي بدأت تنتشر في المنطقة بالتزامن مع الكلمات التي تقطر دما وفجوراً والتي قالها مارتن إنديك عقب احتلال العراق مباشرة، والتي قال فيها بأن الغرب يجب أن يلعب "ألعابا قذرة"، والتعبير لإنديك نفسه، في منطقتنا العربية الإسلامية تكون غايتها ممارسة لعبة "فرق تسد"·
أما "الدور" الذي اضطلع به شارون في هذه الألعاب القذرة، وباعترافه هو شخصياً فيما يخص هذه العملية الإرهابية بالذات، فهو إشرافه المباشر على عمليات التصفية الجسدية للقيادات التي تتصدى لممارسة النشاط النضالي في المنطقة عموماً، وليس فلسطين المحتلة خصوصا·
والعالم مُجمع الآن، إلا دولة واحدة، على أن ما قامت به حكومة العدو الصهيوني من عمل جبان، لهو عملٌ منافٍ للقوانين الدولية "لأن سماحة الشيخ لم يتعرض لمحاكمة محايدة عادلة"، ولذلك يُعّد ما قامت به الدولة الإرهابية الصهيونية عملا إجراميا، وفقا للأعراف والقوانين الدولية·
فما دامت القوانين الدولية تجرّم الإرهاب عموماً، وما دامت الجهات السياسية خارج عالمنا العربي كشأن سائر أفعال الإرهابيين الصهاينة، وما دام شارون - وهذا بيت القصيد - معترفاً بإشرافه المباشر على هذه العملية الإرهابية التي تُعد عملية مجرّمة دولياً، فإننا نرى ضرورة التحرك الفلسطيني والعربي والإسلامي على مستوى السعي الجاد لوضع شارون في القفص ذاته الذي يقبع فيه زميله الإرهابي الصربي العنصري ميلوسيفيتش، بسبب تشابه الإرهابيين، ولأن جلب شارون للمحكمة ومحاكمته ينبغي أن يكون أيسر وأسهل، بسبب إقراره على نفسه بالإشراف المباشر على هذه العملية الإرهابية الجبانة·
علماأننا لا نقصد هنا أن يتوقف النضال الميداني ضد إرهاب العدو المحتل، ولكن الحرب على مستويات متعددة سيربك العدو نفسه من جهة، ويحرج الإرهابيين المخفيين الذين يقفون وراءه·· من جهة مقابلة·
drjr@taleea.com |