منذ نشأة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وهو يحظى بدعم غير محدود من الإدارات الأمريكية المتعاقبة وهو أمر لم يعد خافيا على أحد·
واليوم، تخرج علينا بعض الأصوات - النشاز - التي تدعو لقيام العرب الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الأمريكية بالتصويت لمرشح الحزب الديمقراطي السيناتور "جون كيري" وذلك لضمان نجاحه وإقصاء الرئيس الحالي الذي يصفه البعض بأنه معاد بشكل كبير لحقوق الشعب الفلسطيني·
والذي يجب أن يدركه هؤلاء النفر أن البيت الأبيض لم يتول قيادته منذ بدايات القرن الماضي إلى اليوم إلا من كانوا يحظون بتأييد ومساندة اللوبي الصهيوني المعروف اختصارا بـ "آيباك" الذي يضمن للدولة العبرية تأييد الرئيس القادم للولايات المتحدة الكامل لسياسات الإرهاب الصهيوني والدفاع المستميت عنها داخل أروقة الأمم المتحدة حيث يتجلى ذلك في عشرات القرارات الدولية التي حاولت الشرعية الدولية إصدارها لإدانة جرائم الصهيونية وعطلت بفضل "الفيتو" الأمريكي على مدى العقود الخمسة الماضية·
واليوم، فإن مرشحي الرئاسة الأمريكية يبذلون أقصى الجهود لإظهار تأييدهم لحكومة شارون وسياساته، ويصفون - من أجل ذلك - الفلسطينيين بأفدح نعوت الإرهاب·
فها هو المرشح "كيري" يعلن بكل صراحة في مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية منذ أيام بأنه عندما يصبح رئيسا فإنه سيقف بكل قوة إلى جانب حليفة الولايات المتحدة في المنطقة "إسرائيل" من أجل السلام - حسب زعمه - حيث أضاف بأنه لا يوجد في السلطة الفلسطينية حاليا شريك استراتيجي يمكن عقد السلام معه ووصف ياسر عرفات بأن دعمه "للإرهاب" حوله إلى شخص غير جدير بأن يكون شريكا للسلام·
كما أيد "كيري" جدار الفصل العنصري الذي يبنيه الصهاينة في فلسطين المحتلة وشدد على أن محكمة العدل الدولية ليس لها الحق في النظر في هذه القضية بالرغم من أن عدداً كبيراً من دول العالم أيد هذه الخطوة التي فضحت جوانب عديدة من الإرهاب الصهيوني في فلسطين·
ختاما، سواء فاز "بوش" أو "كيري" أو غيرهما في الانتخابات فكلهم أنصار بلا حدود لسياسات الإدارة الصهيونية وإرهابها·
abdullah.m@taleea.com |