بفخر واعتزاز يسرنا أن نهنيء أنفسنا نحن العراقيين وأشقاءنا وأصدقائنا وكل من وقف معنا في محنتنا القاسية على اكتمال البرنامج العام للفضائية العراقية الجديدة وعلى فضاء الحرية اللامحدود الذي تتمتع به والتي أمتعتنا به وعلى النهج المستقل والموضوعي الذي تمارسه عبر جميع برامجها فهي مع المؤيدين في تأييداتهم ومع المحتجين في احتجاتهم ومظاهراتهم ومع ابن الشارع البسيط الذي يعبر عن رأيه بكامل الحرية بالصوت والصورة الملونة، هي مع التراث الأصيل ومع الحداثة والأصالة مع طالب الابتدائية وابن الروضة ومع الأستاذ الجامعي والمفكر الكبير، هي مع الضحايا في مقابرهم الجماعية ومع إدانة مرتكبي الجرائم، تفضحهم، تحملهم مسؤولية ما ارتكبوه من كوارث وحروب، تتحرك بحركة الناس ودوران الحياة ومظاهرها وظواهرها وجواهرها وحقائقها التي كانت مغيّبة تماما في عهد النظام الصدامي البائد، تدعو للحرية والسلام والتآخي والمحبة وبناء الإنسان الجديد وترميم وتجديد ما خربه النظام فيه وطعنه في أعز ما يملك واصطنع له قيما ومفاهيم فاشستية عدوانية غادرة لكنه فشل في تمزيق الذات العراقية المشبعة بحب الخير والحرية والعمل والسخاء وفي مساء 7 - مارس - 2004 عرضت وللمرة الأولى الفيلم العراقي "المقابر الجماعية" للمخرج السينمائي الوثائقي والروائي العراقي الكردي جانو روثر بياني وكان فيلما عكس وبعمق تلك الجريمة الكبرى وقدّم المخرج في بداية الفيلم المقدمة التالية: "الجرائم التي خلقها صدام حسين وعلي الكيماوي وأعوانهما خلفت جرحا عميقا غير قابل للشفاء كليا كأرجاء أخرى مضطهدة في العالم مثل جنوب إفريقيا وكمبوديا، أتمنى من خلال إيجاد الحقائق وإظهار وقائع المأساة التي عانى منها الأبرياء على يد النظام البائد أن تكون هذه الأحداث دفعا لفتح صفحة جديدة لتصالح الشعب وبناء عراق ديمقراطي بحيث لا تسيطر فيه فئة معينة على أخرى وكذلك العيش بالتساوي وبحرية وبتوافق تحت ظل نظام فيدرالي ديمقراطي نابع من إرادة الشعب ومن خلال إظهار هذه الحقائق توصلت إلى فكرة إنتاج هذا الفيلم الوثائقي"·
جمهورية أفلاطون
كدكتاتورية صدام حسين
منذ زمن من بعيد والأفلام تتسابق للإشادة بجمهورية أفلاطون الفاضلة! حتى غدت تلك الجمهورية المزيفة مثلا وقدوة وبرهانا يلجأ إليه الكتاب والمفكرون لكن الشاعر العراقي وللمرة الأولى استطاع أن يكشف الحقيقة الجوهرية لتلك الجمهورية الإرهابية وفيما يلي النص الكامل لما قاله الشاعر: "إن أفلاطون في محاوراته وفي جمهوريته نظّر لنظام دكتاتوري يشبه النظام الدكتاتوري في بعض الدول ومنها نظام صدام حسين البائد في العراق وهذه الأدلة:
أولا: أفلاطون يؤكد على أن كل مجتمع يجب أن تسود وتطبق فيه نظرية اللوح النظيف وهذه النظرية تعني غسل الدماغ وذلك بأن يقوم الحكم بمسح ذاكرة كل الناس ويضع ذاكرة جديدة لهم ولذلك يقترح ترميل كل طفل بعد عشر سنوات من عمره من المدينة إلى خارج المدينة حتي يستطيع الحكم السيطرة على الأطفال دون العاشرة لتنفيذ نظرية اللوح النظيف عليهم ووضع ما يريده الحكم في ذاكرتهم·
ثانيا: قرر أفلاطون تقسيما رباعيا للمجتمع أي أنه يدعو للعبودية ويدعو إلى أن تبقى طبقة الفقراء أو الطبقة العامة أو كما يسميها القطيع تبقى دائما محكومة وتطيع وتتمتع بالعبودية·
ثالثا: نفي أوقتل كل مواطن يعترض لمصلحته الذاتية حتى لا يعترض مرة أخرى·
رابعا: زواج الجيش حيث يقترح أن يتزوج العسكريون من زوجات خاصاّت لتحسين النسل ولزرع الولاء فيهم وهو ما فعله صدام حسين·
إذا جمهورية أفلاطون ليست جمهورية مثالية كما هو شائع ومعروف - مع الأسف الشديد - إنما هي جمهورية دكتاتورية الشاعر نبيل ياسين
ونحن نضيف بأن صدام اتبع سياسة قطع الأنسال وتعني قتل المعارض له وإخوانه وأخواته وأولاد أعمامه وأخواله وأصدقائه وكل من يمت له بصلة كإجراء وقائي، واتبع سياسة التطهير العرقي والتطهير الاجتماعي كأن تحاصر سيارات الأمن أحد الأسواق العامة المزدحمة وفي أوقات الذروة وتعتقل وبشكل عشوائي كل فرد في السوق وتشحنهم بباصات إلى مراكز الأمن وتقوم بالتحقيق والتعذيب الشخصي لكل فرد علها تعثر على أحد المعارضين بين هذا الكم الهائل من الناس·
hamid@taleea.com |