يقول محمد وهو مواطن في أرض الله الواسعة أن القضاء في بلده عادل جدا في حالة واحدة وهي عندما يكون الطرفان المتخاصمان من دون نفوذ ولكن عندما يملك أحدهما "واسطة" فإن القضاء يصبح ملكه وتحت أمره ويقوم الخصم صاحب النفوذ بتحديد قرار القاضي ويضيف محمد أن الأمر هذا طبيعي لدرجة أن المواطن البسيط لا يجرؤ على محاكمة الشخصيات المتنفذة وتكمن المشكلة أن التشريعات تحمي القضاء من الانتقاد أو الطعن في أمانته لذا فإن المظلوم لن يجد من يلجأ إليه بعد ضياع حقه وهنا يحس بالظلم الشديد والرغبة في الانتقام من المتنفذ أو من الدولة والقضاء ويتحول المواطن البسيط الى قنبلة متحركة من الحقد والآلام ضد النظام والقضاء والمتنفذين، ويضيف محمد أن من عيوب النظام التشريعي في بلده أنه أتاح للقاضي السعة في اختيار الحكم المناسب سواء في التشدد في الحكم الصادر أو التخفيف لدرجة أن قضية واحدة بنفس المعطيات والوقائع قد يحكم فيها قاضيان مختلفان بأحكام مختلفة قد تصل عند الأول الى السجن المؤبد في حين قد يحكم الثاني بعدم النطق بالعقاب·
يقول الرسول محمد: إن القضاء سيء وفاسد وفي أسوأ أحواله فإن نسبة الفساد فيه لن تقل بأي حال من الأحوال عن ثلثي القضاة وهو بهذا يقر باعوجاج القضاة في حديثه الشريف "قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة"، إلا أن هذه الشهادة والإقرار العظيم من خاتم الأنبياء بفساد القضاء لا تقبله التشريعات الحالية وتعاقب من يقول به أو يؤمن به بالسجن وهذا ينطبق على القضاء في كثير من دول المنطقة ويؤكد محمد أن درجات التقاضي الثلاث قد تعطي نوعا من الحماية للقضايا ولكنها ليست معفية من الضغوط والتأثيرات الخارجية ومن أهم تلك التأثيرات قضايا الرأي العام التي تلقى متابعة من وسائل الإعلام المختلفة إذ يجد القاضي نفسه أمام حكم يتخذه الشعب والرأي العام بالنيابة عنه·
almelhem@taleea.com |