إن ما تعرضت إليه المرأة الكويتية مؤخراً من مؤامرات وأراجيف وسخف قد حالت بينها وبين حقوقها السياسية التي حاكتها الحكومة مع جل النواب، وتأخير تلك المكاسب عندما كانت قاب قوسين أو أدنى ومثيلها لحقها في انتخابات المجلس البلدي، فلا ينبغي أن تأخذ منكِ هذه السخافات مآخذ ولا أن تترك في نفسيتكِ آثاراً، غير أنه ينبغي أن تعرفي أيتها المرأة أن ما حصل لك قد يحصل لأي مصلح أو فئة في أي مجتمع مهما بلغ حجمه، إن في كل مجتمع فئة أو فئات يسودها الإصلاح والمصلحون وهي تتعقب أي مصلح في كل طريق لأن إصلاح الأمور ودفعها إلى التطوير والحداثة ينجم عنه أول ما ينجم المساس بمصالحها وامتيازاتها·
إن قوى التخلف والظلام لا يخلو أي مجتمع منها، وهي لا تريد الإصلاح ولا التقدم ولا النهضة إلا وفق مناهجها ومقولاتها وفلسفتها، أما غير ذلك فلا يقبلونه بحال، ويحاولون أن يشعلوا المعارك ويؤلبوا الجمهور بكل أساليب مهما بلغت من الإسفاف والرخص·
إن من تحصيل الحاصل ومن المفروغ منه، أن الكثير من المهازل والتبعات تقع على النواب في مجلس الأمة، وذلك عند خوضهم في المعترك الانتخابي حيث يرفع الواحد منهم ألف شعار وشعار، ويعبث بعواطف الناخبين والمرأة، ويبذل الجهود الهائلة المادية والمعنوية، ولكن لا يحقق المطالب العليا للوطن والمواطنين، بل للوصول إلى المصالح الشخصية المعروفة! وهذا هو المحرك لأغلبية النواب، وتبعا لهذا يعارض ويوافق يتحالف أو يتصارع، يمنح الثقة ويمنعها، وإذا تم له ما أراد استسلم واستكان وإلا ثار وصرخ، وكم من هذه النماذج استطاعت الحكومات المتلاحقة شراءها وتوظيفها لخدمة أهدافها، ولهذا السبب يرجع صراع النواب فيما بينهم، إذا تتصارع الأهواء والمصالح الشخصية والقبلية والطائفية فتقع المعارك الشديدة والصراعات المريرة، ولو كان هدف الجميع مصلحة البلاد لتألفت قلوبهم وفق هذه القاعدة ولعملوا في هذا الاتجاه، ولكن أين طلاب الحق والوطنية من طلاب المطامع والوجاهة·· وعلى أية حال فإنه لاعلاج لهذه الأدواء والمساوئ إلا بالوعي السياسي والاجتماعي والابتعاد عن الجهل والتعصب الذي هو مصدر البلاء وأساس المشكلات، ولو كان وراء هؤلاء النواب شعب واع ومنظم يراقبهم ويحاسبهم لأصبحوا رغم أنوفهم أمناء وشرفاء يضطلعون بمسؤولياتهم ويعملون للوطن· لذلك أيتها العزيزة المسكينة لن تنالي حقوقك السياسية بوجود مثل تلك العصبة وبمباركة الحكومة، ولكن لا يأس مع الحياة·· اصبري كما صبرت كثيرا لنرى صدق ما ترمي إليه الحكومة خلال الأيام القليلة القادمة·
ali_gh93@hotmail.com |