مثلما كانت موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" للمفكر العربي د· عبدالوهاب المسيري نقلة نوعية توثق الصراع مع الكيان الصهيوني، فإن "أطلس فلسطين" الذي صدر مؤخرا للدكتور المتخصص في قضايا اللاجئين سليمان أبو ستة يشكل إضافة توثيقية مهمة ومرجعا لا يمكن الاستغناء عنه في زمن التنازلات العربية المذلة والتي تسعى لترسيخ الحقائق - الصهيونية - على أرض الواقع وحتى يتسنى للأجيال القادمة معرفة حجم حقوقها المغتصبة في فلسطين·
يقول الدكتور أبوستة عن مشروعه المميز الذي يعد أول إصدار من نوعه أن الإرهابي بن غوريون قام في عام 1941م بتشكيل لجنة من مؤرخين وجغرافيين وغيرهم لكي يغيروا الأسماء العربية الفلسطينية الكنعانية ويستبدلوا بها أسماء عبرية وينفذوا خرائط لها وأعتبر أن هذا الأطلس هو الرد - وإن جاء متأخراً - على هذا المشروع الصهيوني·
والأطلس - في لمحة موجزة - يقع في 450 صفحة من الحجم الكبير ويضم 60 خريطة و55 جدولا، ومواقع تفصيلية لقرابة 1300 مدينة وقرية، و11 ألف علامة أرضية، و20 ألف اسم مكان، ويُثبت الحقوق التاريخية للفلسطينيين في كل متر من أرض فلسطين، مما يجعله ليس مجرد توثيق تاريخي، وإنما خريطة للمستقبل تضمن للفلسطينيين حق عودتهم لبلادهم·
كما يحتوي الأطلس على توثيق مواقع أخرى استولى عليها الصهاينة عندما اغتصبوا دولة فلسطين وهي 31 مطارا عسكريا فلسطينيا، و 67 معسكرا للجيش الفلسطيني، وسكك حديدية بطول 643 ألف كلم، و41 محطة سكة حديد، وطرق مرصوفة بطول 3197 كلم، و1700 منشأة مياه، و11 مكتب بريد، و99 مركز شرطة، و33 نقطة تفتيش إداري، و2200 مؤسسة حكومية بما فيها من أوراق وسجلا تثبت الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني في أرضه·
ختاما، ونحن نعيش اليوم الذكرى السابعة والخمسين للنكبة، هذه الجريمة التي شاركت فيها أطراف دولية كثيرة في مؤامرة تكشف زيف القانون الدولي وحقوق الإنسان فإننا نؤكد على أن كل القدس عاصمة كل فلسطين وأن حق العودة المقدس لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني لا عودة عنه، وإن السبيل الوحيد لدحر المحتل الغاصب من كامل التراب الفلسطيني يتلخص في المقاومة ولا شيء غيرها، ولنا في الانتصار الإلهي للمقاومة اللبنانية التي طردت الصهيانة من جنوب لبنان أذلاء خائفين والذي نحتفل بذكراه الخامسة هذه الأيام خير نموذج·
abdullah.m@taleea.com |