·    إن أهم مبدأ لاستقرار المجتمعات وازدهارها أن يضطلع كل فرد وكل جماعة بدورها ومن خلال موقعها لا أن يمارس رجال السياسة أدوار رجال الإطفاء أو رجال التعليم أو غيرهم، فلكل مجاله ودوره وطبيعته وهدفه، لا بد أن نخلق مجتمعا متوازنا يعمه الوفاق والاستقرار وما نمر به نحن في الكويت هو نتاج عدم تفاعل المجتمع في أوجهه الكثيرة ووصوله الى النضج والتوازن، فهيئات المجتمع المدني ما زالت في أطوار التكوين وهيئات المجتمع السياسي ما زالت تتعثر في صناعة برامجها ورؤاها، وإذا ظل المجتمع الكويتي ينحو هذا النحو فإنه لا محال سيغرق في أمواج الجمود والتدهور!!

·    نعيش هذه الأيام بين تناقضين صارخين فمن جانب نجد الثورة العلمية والتكنولوجية الجديدة وما تتيحه من قدرات معرفية موضوعية عقلانية رفيعة ترتفع بالإنسان الى الفضاءات البعيدة والى أعماق الأرض والى الكثير من أسرار الحياة وقوانين الصحة والمرض وتقنيات الاتصال والإنتاج الصناعي والزراعي والتنمية الاجتماعية والثقافية والبشرية عامة ومن جانب آخر تستشري في كثير من بلدان العالم أجمع اتجاهات أصولية لا عقلانية تتسم بالجمود الفكري والتعصب الديني والسلفية المتزمتة وإحياء النزعات النازية والفاشية والشوفينية القومية والعرقية وانتشار الإرهاب والعنف المسلح ضد قيم الديمقراطية والعقلانية والتسامح والتآخي والتضامن البشري·

·     من الموضوعات التي تثير العجب إصرار البعض على أن الفوارق بين المرأة والرجل من حيث الحجم والعقل نقص في المرأة وكمال للرجل ويدعون أن قانون الخلق قد خلق المرأة ناقصة لحكمة ما، ولقد ظلم الكثير هذه المرأة أن الرجل يميل الى الرياضة والصيد والأعمال الحركية أكثر من المرأة، والرجل يميل الى المبارزة والقتال، والمرأة تميل الى السلم والمؤانسة، والرجل أكثر تعديا وإثارة للصخب والمرأة أكثر هدوءا وسكونا، والمرأة تتجنب استخدام الخشونة مع نفسها أو مع الآخرين ولذا نرى أن نسبة انتحار النساء أقل منها لدى الرجال، الرجل في كيفية الانتحار كذلك أقسى من المرأة فهم يستعملون المسدس والمشنقة، ويلقون بأنفسهم من مرتفع، أما النساء فيستعملن الأقراص، ومشاعر المرأة أكثر تهيجا من مشاعر الرجل، أي أن المرأة في مجال الحب أو الخوف سريعة التأثير والانفعال والرجل أبطأ تأثيرا بهذه المشاعر، والمرأة بطبعها تهتم بزينتها وجمالها وبالموضات المختلفة بخلاف الرجل، ومشاعر المرأة أقل ثباتا من مشاعر الرجل، والمرأة أكثر احتياطا من الرجل وتدينا وثرثرة وخوفا ومجاملة، ومشاعر المرأة أمومية تظهر فيها منذ الطفولة وحبها للأسرة وإدراكها الطبيعي لأهمية المؤسسة العائلية أكثر من الرجل، والمرأة في علوم الاستدلال والمسائل العقلية الجافة لا تصل الى مستوى الرجل ولكنها لا تقل عنه مهارة في الأدب والرسم وسائر المجالات التي ترتبط بالذوق والمشاعر، الرجل أقدر من المرأة على كتمان الأسرار لذا نجد الرجل أكثر ابتلاء بالأمراض الناتجة عن هذا الكتمان والمرأة أرق لبّا من الرجل وأسرع منه الى البكاء·

ومن هذه المفارقة أدعو الإخوة الرجال الى أن يكون اختيارهم للمرأة لتمثلهم في مجالس الأمة والبلدية والجمعيات التعاونية لأنها أفضل من بعض الرجال في هذه المجالس الذين لا هم لهم سوى الاستنفاع وزيادة الأرصدة والتعدي على القانون وغض النظر عن السرقات!!!