بدأت "الديرة" تشهد تنافسات "بلدي 2005" في الوقت الذي ينتظر أعضاء المجلس البلدي الجديد الكثير من الأعمال وإعادة التأهيل لكثير من المناطق الآهلة بالسكان ولاسيما مدينة الكويت "العاصمة"·· جماليا وبيئيا وحضاريا ومروريا!

فمن يرغب بالتسوق في جانب السوق "الجديد" من الخلف مارا بسوق السلاح وصولا الى سوق البشوت "والزل" يكاد يراجع عيادات عدة للعلاج الطبيعي من كثرة الحفريات والتشوهات على الطرق غير "المبلطة" في منطقة تعتبر مهمة لسياحة الأجانب ناهيك عن المواطنين وحاجتهم للتبضع في تلك الأسواق·· وبتنا نشاهد أكثر من مرة استبدال بلاط نظيف في مناطق متكررة في حين يتم تجاهل مناطق أكثر حاجة بل لا يوجد بها "بلاطا" في الأصل و"على عينك يا تاجر" يتم تغيير الألوان و"مكيجة" أحد الشوارع بالسنة مرتين!

إن المنظر الجمالي للعاصمة يحتاج الى كثير من العناية وهذا كلام مكرر، لا شك أن أعضاء البلدي مطالبون بمواصلة السعي لتغيير المناظر المقززة التي تقف هياكله باسقة وكأنها أوكار للأشباح في مدينة مهجورة·

ومما يذكر أنه لا بد أن يضع أعضاء البلدي في اعتبارهم مشكلة المرور والطرقات المزمنة من ضمن أسمى أهدافهم وبرامجهم وتبني مشروع للتعاون الفعال والبناء مع إدارة المرور ووزارة الأشغال لمعالجة تفاقم وويلات مشاكل وأزمات الطرق والشوارع التي على ما يبدو أخذت بعدا من الزحام والإرباك للناس بشكل لا يطاق، ومع كثرة الحوادث فالأمر فعلا يمثل هاجسا للجميع نظير الخوف مما يحدث من حوادث مروعة في الشوارع·

ومن الملاحظات أيضا تزايد أعداد العمارات الاستثمارية والسماح للبناء بطوابق تزيد عن 20 طابقا في حين لا تتوافر مواقف للسيارات كافية لقاطني العمارة، وبدأ أهالي منطقة الدسمة على سبيل المثال يشهدون ظاهرة وقوف سيارات بجانب منازلهم المقابلة لمنطقة "بنيد القار" والسبب عدم وجود أماكن كافية في الأبراج الاستثمارية الجديدة التي بنيت مؤخرا في تلك المنطقة "المعفوسة"·

إن المجلس البلدي له من الأهمية في العالم المتحضر الشيء الكثير بل لا نبالغ إذا قلنا إن تميز المعمار الحضاري والتنظيمي في أي دولة بالعالم يقاس بمدى فاعلية مجالسها البلدية وأن الاستفادة من تجارب الدول في تبادل المعلومات ورعاية الجوانب المناخية والبيئية أمر من المفروض عدم تجاهله عند السماح لبعض المشاريع التي بدأت تنتشر في "الديرة" وخصوصا على الشريط الساحلي أن تكون في الحسبان، لا شك أن هناك الكثير والكثير من الملاحظات والاقتراحات لدى الناس، فنأمل من الأعضاء القادمين التعاون المثمر لصالح البلد والاستجابة لطموحات أبناء مناطقهم الذين أوصلوهم وحملوهم الأمانة··

رشفة أخيرة:

ربما كان من الأفضل عند تعديل القانون تقسيم بلديات الكويت على أساس المحافظات ويختار المواطن خمس عن كل محافظة حتى يتم التنافس والتميز في الجوانب المعمارية بين المحافظات·· ولكن ولكن؟!!

mullajuma@taleea.com