| المراقبون الغربيون وصلوا الى نتيجة مفادها أن الشارع العربي إذا تحرك ديمقراطيا فهو شارع إسلامي محافظ·· وبالتالي فإن الدعوة الى الديمقراطية لن تفرز حكومات ليبرالية بل حكومات محافظة وهذا ما بدأ السياسيون الغربيون الاستعداد له·
ولعل مواصلة اللقاءات الغربية مع الحركات الإسلامية التي يعتبرها الغرب "متشددة" كحركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان أخذ ينحو منحى جادا وقد يصل الى نتائج اعتراف الغرب "البراغماتي" بشعبية هذه الحركات والتعامل معها كأمر واقع·
وبالرغم من أن مارتن إنديك أعلن في الدوحة أن هذا الحوار يتم "بشروط" إلا أن ما تم في بيروت في آخر شهر مارس الماضي تم "من دون شروط" وكان حوارا مفتوحا·
فالغرب يرى أن اللجوء الى الديمقراطية وتسليم الإسلاميين بعض المواقع قد "يُهجنهم" ويُقلل من تشددهم وخاصة أن حماس وحزب الله ظهرت منهما بوادر للتحرك السلمي السياسي وانخراطهما في أنظمة دولهما السياسية·
كما أن الحركات الإسلامية طالبت بإطلاق سراح الرهائن الغربيين في العراق وهي إشارة يعتبرها الغرب إيجابية·
ويقول الإسلاميون إن لديهم "شروطهم" الخاصة أيضا في استمرار التفاوض مستذكرين أن الغرب تحاور مع الفيتناميين للخروج من فيتنام بعد فشل الحل العسكري، كما أن تعاملهم مع ياسر عرفات بعد أن كانوا يعتبرونه إرهابيا دليل آخر·
كما أن حماس وحزب الله يعتمدان على شعبيتهما وقدرتهما على الفوز من خلال صناديق الانتخاب·
وبدأت بعض الأصوات في الغرب ترتفع داعمة هذا الحوار رغم احتجاجات اللوبي الإسرائيلي مطالبة بالتفريق بين القاعدة وحماس على سبيل المثال·
ولقد شجعت نتائج الانتخابات العراقية التي تمت تحت الاحتلال الأمريكي للعراق هذا الفريق الداعم للحوار وأن الديمقراطية "ستهدئ" الإسلاميين أكثر من استخدام لغة السلاح التي قد تجعلهم أكثر شراسة·
كما أن قبول بعض البرلمانات ذات الصبغة الإسلامية بوجود ممثلين من الأقليات المسيحية واليهودية كان عاملا مساعدا لتأييد هذا التحاور·
ويقول أحد الغربيين إننا نريد أن نعيش سويا في هذا العالم دون أن يعتدي بعضنا على البعض الآخر·· خاصة أن هناك مجموعات بلجيكية وإسبانية تعمل منذ عشرين سنة تنبأت بوصول الإسلاميين الى الحكم في المستقبل في أكثر من بلد عربي·· وهم قد توجهوا بالنصيحة الى الأنظمة العربية لبدء المصالحة مع الحركات الإسلامية وقبول مشاركتها في الحكم·· وسيكون استمرار الحوار بين الغرب والحركات الإسلامية عامل ضغط غير مباشر على هذه الأنظمة لتقبل التعايش مع واقع جديد· |
