رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 ربيع الآخر 1426هـ - 18 مايو 2005
العدد 1678

من أين تأتي الحرب إذن؟
أحمد حسين

في الأيام القليلة الماضية أسعدني الحظ بحضور حفل تخريج طلبة جامعة رتشموند الأمريكية الدولية في لندن· وأقول أسعدني الحظ لأن مناسبة الاختلاط بهذا الجو الأكاديمي، بما فيه من أساتذة وطلبة، فرصة نادرة قليلا ما يحظى بها الإنسان، فيتعرف على جو أكاديمي دولي تلتقي فيه ثقافات متعددة وجنسيات مختلفة في مكان واحد· ففي زاوية تلتقي بالأستاذ وولفغانغ الألماني الذي يحدثك عن تنقلاته في عالم السياسة الدولية مأخوذا بالتنوع، وفي أخرى تلتقي بالأستاذ إليكس، عالم الاجتماع من أصل هنغاري، فيشرح لك أهمية الدبلوماسية والذكاء في التعامل مع عالم يهيمن عليه قطب واحد يحركه تعصب وجنون توراتي أعمى· ومن فوق المنصة تستمع الى الأستاذ الأمريكي العتيق تيلر وهو يتذكر النصائح الثلاث التي تلقاها وهو على وشك إنهاء دراسته الجامعية قبل ستين عاما: كسب العيش، وكيفية العيش، وتشكيل العالم· ومن على المنصة ذاتها تستمع الى كلمة الخريجين التي اختاروا لإلقائها طالبة فلسطينية متميزة، فتلخص صورة العالم الراهن بأرقام بسيطة: %6 من سكان العالم يتحكمون بثلثي ثروة الكرة الأرضية، %1 من سكان العالم يتمكنون من الحصول على الشهادة الجامعية·· إلخ·

وحين يبدأ توزيع الشهادات تجد أمامك صفا طويلا (150) خريجاً يتقدمون واحدا فواحدا، عربا وأفارقة وآسيويين وأمريكيين وبريطانيين·· إلخ، ليبدؤوا مسيرة حياتهم العملية انطلاقا من هذا المكان الذي احتضن تنوعاتهم وطموحاتهم، وأعطاهم كلمة السر: أنتم من هذا العالم ومن أجل صناعته، أنتم جزء من كل أكبر· والكل الأكبر يتخطى الأعراق واللغات والثقافات ويحتضنها، ويتجاوز القبائل والأمم ولكن ليأخذها الى بحر إنساني أوسع، أو الى بحر واحد نسبح فيه كلنا، نحن الأسماك، بلا حواجز ولا قيود على حد تعبير أحد الأساتذة·

لم أسمع في كل النقاشات الدائرة سوى كلمة الإنسانية الجامعة، وإمكانية أن يعيش البشر في عالم واحد لا تمييز فيه، أغنياء بالتنوع، وأثرياء بتعدد وجهات النظر، بلا قيود ولا نزعات للسيطرة والهيمنة·

وتساءلت بعد كل هذا، من أين تأتي الحرب إذن؟ وما الذي يحدث إذن حين تخفق ثقافة رتشموند في منع هذا الخريج أو هذا الأستاذ بعد عودته الى بلده من التخندق وراء حاجز أو ثقب في جدار؟

كنت أرى الجميع يطلون على مشهد عالمهم من نوافذ متعددة، ويتحدثون عن عالم الخنادق والثقوب بوصفه عالما آفلا، بل سخيفا ومضحكا، وأتساءل مرة أخرى: من أين تأتي الحرب إذن؟ بالتأكيد هي لا تأتي من هذا الجمع متعدد الثقافات والجنسيات، بل من مكان آخر تتقوقع فيه مافيات المال والاقتصاد والشركات العملاقة والباحثون عن مناجم الثروات، والى يمينها يقبع الجنرالات وتجار الأسلحة، والى يسارها ينهمك "مثقفون" في صياغة وتبرير نظريات العروق العليا والعروق الدنيا· وأكتشف ها هنا جذورا لأكثر الأفكار الإرهابية تطرفا ودوافعها معا: أنانية رأس المال المنفلت مثل ديناصور مجنون في بحثه عن الأرباح والمزيد من الأرباح، ساحقا كل القيم التي تناوئ جنونه، قيم العدالة وحق كل شعب في أن يكون له مكان تحت الشمس إسوة بغيره، وحق كل إنسان في الكرامة والحرية· هذا الديناصور الأعمى، الذي هو مزيج من آلات صماء لامتصاص الدماء، هو الذي يسحق هذه الأحلام التي شاهدتها ترف في جو الأكاديمية الدولية، الأحلام بعيش مشترك وكريم لكل البشر والشجر والحجر على حد سواء·

�����
   

من أين تأتي الحرب إذن؟:
أحمد حسين
الحوار مع الحركات الإسلامية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
من الملف البحريني!!:
سعاد المعجل
مجموعة "هيرميس":
محمد هزاع المطيري
"الراي".. وحرية التعبير عنه:
عويشة القحطاني
فليسقط أعداء الديمقراطية:
محمد بو شهري
حل المجلس قراركم أم رغبة الشارع؟:
يوسف مبارك المباركي
عمرت الأوطان بحب البلدان:
عبدالخالق ملا جمعة
التغيير في البلدان العربية!:
عامر ذياب التميمي
عنف خرج من عقاله:
د. محمد حسين اليوسفي
ما هذا التدني في الطرح؟:
سالم فهد الرسام
الديمقراطية سنّة التطور:
مسعود راشد العميري
أطلس فلسطين:
عبدالله عيسى الموسوي
وين راحوا...؟:
على محمود خاجه
سيادة النائب.. أنت لا تمثلني:
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
من أجل مدينة خضراء:
عبدالله العبدالعالي
"المسكينة.. تاهت حقوقها":
علي غلوم محمد
من هنا يأتي الفساد:
عبدالحميد علي
سياسة الأقنعة:
فيصل أبالخيل