إن الحاكم الذي يبقى ذكره مدى الدهر·· هو الحاكم الذي يدفع بالعملية الإنتاجية الى أقصاها وينظمها ويهيىء الأمة كلها في هذا الاتجاه إنه الحاكم الذي يحفر الصحارى وينشر العمارة ويحفر الأرض لتتدفق بالماء والبترول والثروة المعدنية ويشق الأنفاق ويعلق الجسور ويقيم المنشآت الكبرى ويشجع الصناعة والزراعة، ويأخذ بآراء العقلاء المختصين في شؤون التنمية والبناء، ولا يسرع في البت في الأمور الحاسمة المصيرية إلا بعد أن يرجع الى الحكماء والعقلاء من أبناء وطنه، إن الحاكم الحقيقي هو الذي ينشد الأمان والسلام ويشفق على مواطنيه، وهو على طول الخط في صف شعبه، هو الذي يكتشف ما في شعبه ومواطنيه من نبوغ وعطاء، ويكشف شعبه ما فيه من صلاح واجتهاد، إن الحاكم الحق هو الذي يشجع الكلمة ويفتح لها المنافذ بغير تردد ولا تحفظ، ويشجع الحوار، إنه الحاكم الذي لا يسرق قوت الشعب وأمواله ليسربها الى بنوك أوروبا وسويسرا لينعم بها هو وعائلته إذا طرأ طارىء، إنه الحاكم الذي يقول بالقانون ويفعل بالقانون ويعاقب بالقانون ويثبت بالقانون لا أن يضع القانون ويكون هو أول من يهدمه ويتعدى على الديمقراطية ويسعى لهدمها·
هذه الصفات كانت موجودة في الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، الذي في عصره نهضت الكويت الحديثة، وهي موجودة في صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي هو خير خلف لخير سلف، وفي عصره سوف تكون الكويت مزدهرة اقتصاديا وفكريا وواحة أمن وأمان لما يتمتع به سموه من الحنكة السياسية والخبرة الطويلة والحكمة فهنىئا للكويت بهذا الحاكم·
* * *
إن أقبح القبيح أن يجهل المرء بجهله فيظن الخطأ صوابا والصواب خطأ، وقد يسيء بهذا الجهل الى نفسه وهو يحسب أنه يحسن إليها صنعا!! هذا ما فعلته الصحيفة الدنماركية ومن ورائها الجهلاء، إن الحرية ليست مملكة موروثة عن الآباء والأجداد ولا صفة مكتسبة من البيئة والتربية ولا هي ثمرة من ثمرات التطور التاريخي كما يقول الماركسيون وإنما هي صفة ذاتية للإنسان لا يمكنه التحرر منها وإن حاول واجتهد، وبالقدرة والحرية يسوغ الإلزام والتكليف والمسؤولية ويقرر مبدأ الثواب والعقاب، فلابد من العقاب لمن يسيء إلى خير البرية الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم - وحثهم على المقاطعة التجارية والسياحية وغيرها من الأمور التي تساعد على الحد من هذا التطاول السافر، وأن يحسبوا ألف حساب للأمة الإسلامية· |