إن المتأمل للنتائج الأخيرة التي أفرزتها انتخابات طلبة الاتحاد الوطني لجامعة الكويت قد لا تدهشه محصلتها، حين يشار بالصحف المحلية أن الطالبات قد حسمنَ النتائج التي أتت من دون شكر لصالح قائمة الائتلاف الإسلامي·
نظرة سريعة للواقع الطلابي المحلي تكفي لتحليل تلك النتيجة، فالطالب والطالبة الجامعية كلاهما أسرى تعليم عام متخلف لا يواكب التطور الفكري والثقافي في مجمله، بل يقف بتخلفه "الفاضح" متحديا جميع وسائل المعرفة الحقة وفي جميع حقولها العلمية المتطورة·
لذا، تكون الحصيلة، وبعد أكثر من عقد من التعليم العام على شاكلة ما أفرزته من متعلمين جامعيين في أغلبهم، (وهنا لا نبخس دور البعض منهم)، أنصاف إن لم نبالغ أرباع المثقفين، ولا نقول متعلمين لأن هناك فرقا كبيرا بين المفهومين، لذلك عندما يصل الى الحياة الجامعية بشر من تلك الأصناف التي ذكرناها للتو، يصبحون، ومع شديد الأسف، انعكاسا طبيعيا لما حصدوه من تعليمهم العام، ذلك التعليم الذي سلبهم حقهم في تنوير عقولهم بالدرجة الأولى قبل حشوه بكم المعلومات التي نُثرت على صفحات الاختبار والسلام الختام·
نكرر، بعد كل هذه السذاجة في ذلك النظام التعليمي العقيم نخلص بنتائج مشوهة من طلبة وطالبات يصعب عليهم التكيّف مع معطيات الحياة العامة بمجملها فما بالك بالمعطيات السياسية التي هم بصددها·
هذا مثال لعمري مبكر لما سوف تكون عليه نتائج انتخابات البرلمان في عام 2007، "فالطاسة ضايعة" على قول المثل الكويتي من الآن والله يستر على القادم من الأيام·
أما إن أردنا مجتمعا واعيا، وأكثر مسؤولية باتجاه التزاماته السياسية، فما علينا إلا نفض الغبار عما يدور في تعليمنا العام وهذا "موّال" سنتطرق إليه في مقال قادم آخر· |