رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

ملاحظات
المقننون المقولبون
كامل عبدالحميد الفرس
kamfaras@yahoo.com

المقننون أو بالأحرى المقولبون - Stereotype هم هؤلاء البشر الذين يعملون بطريقة لا تجديد ولا ابتكار يرجى منهم، فتراهم معشعشين ومتلذذين في أروقة الأداء البيروقراطي هائمين، مستسلمين إن لم نقل نائمين، لا وجود لما هو جديد أو متجدد في أدبياتهم، بل هم "متصروعون" مرتجفون من كل محاولة إبداعية محاربون·

هذا هو إن شأنا أم أبينا مذهب الإنسان ذو البعد الواحد كما فصله فيلسوف عصره "هربت ماركيز" حين ناقش وحدد في كتابه الجليل "الإنسان ذو البعد الواحد"، عندما تطرق وبشفافية تامة إلى مجتمعات الدول النامية ذات النظرة الشمولية الواحدة، وكيف يتم إسقاط هذه النظرة على الواقع العملي والثقافي السلبي التي تنعكس على تخلف مجتمعاتهم حتى يضحي الناس كالدواب مسيرين كالقطعان من قبل صاحب الشأن، فتراهم لا حول لهم ولا قوة إزاء أي ابتكار يحاول هنا بأن يبعدهم عن رتابتهم اليومية البائسة، حتى ترى سيوف التخلف سحبت من غمدها الصدىء معلنة عن حرب ضروس، فيتقهقر الإبداع والعطاء المتجدد مقابل هذا السواد الأعظم من شاكلة المقولبين كما عَرّفناهم في بداية المقال·

فيا ترى كم نحن أصبحنا مقولبين عندما سمحنا لأمورنا بأن تقنن وبغباء، حتى أضحينا مجتمعا فاقدا بوصلته لا ينظر لما تخبىء له الأيام من مفاجآت، يرتعد من كل ريح يحسبها إعصارا مدمرا، فإذا بها نسيم عليل تستنشقه دول ومجتمعات واعية أخرى وتهنأ في كنفه، ونحن  في مكانك سر وعلى "طمام المرحوم راوح" والله لا يغير علينا، وخذ ما شئت من هذا البؤس··

وهكذا دواليك، يذهب الطفل نشطا لمدرسته يحسبها واحدة من الإبداع والابتكار، حتى تدخل عليه "الأبلة" المغلوب على أمرها والمقولبة الجاهزة التعليب من معاهدنا وجامعتنا الفتية المقننة (الأحادية التوجيه هي الأخرى)، لكي تكشر عن أسنانها الصفراء فتسحب البسمة من على فمه في أول يوم دراسي (انثبر مكانك ولا تتحرك!!!) حينها تبدأ في تصفح الدرس الأول من المنهج المقولب من دائرة المناهج (المقولبة) في وزارتنا المقننة· هنا فقط يبدأ أطفالنا بالتشكيل المقنن أحادي النظرة، وتستمر وتيرة القولبة النتنة هذه معهم الى ما شاء الرب·

فهل نعجب إذاً، لماذا نحن في أسفل درك الحضارة هائمون؟ أم ما زلنا عن نسيم التجدد والإبداع بعيدين؟

kamfaras@yahoo.com

�����
   

ما زالت الدوائر تدور:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ديمقراطية الأغنياء!:
سليمان صالح الفهد
خصخصة!!:
سعاد المعجل
فليندحر الفاشلون في تقسيمهم للمجتمع:
محمد بو شهري
نعم للعبودية
..ولا لاحترام كيان الفرد:
عويشة القحطاني
رحلة ناجحة
...أين النتائج؟:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
المقننون المقولبون:
كامل عبدالحميد الفرس
وغرقنا.. في شبر غاز:
صلاح الهاشم
قراءة في الوضع الإسرائيلي قبل الانتخابات:
عبدالله عيسى الموسوي
وجدْتُها.. (إما أو) وهو المطلوب:
علي الصُخْني
والله بربسة:
يوسف الكندري
الهوية المفقودة؟!:
مسعود راشد العميري
التربية يا أهل التعليم:
علي عبيد
قياس الأداء في المؤسسات الصحافية:
د· هيام عبدالحميد *