لاشك أن الجدل الدائر هذه الأيام حول ما يسمى بالعقوبات الشرعية ما هو إلا تكتيك حكواسلاسياسي يدفع ثمنه مجتمعنا المحبط من جراء جره إلى المسلخ المركزي دون احترام لآدميته المنهكة، هكذا وبكل بساطة إن لم نقل بكل جرأة ووقاحة، نقحم الناس دون أدنى تقدير لحقوقهم الإنسانية قبل المدنية التي كفلها لهم دستورهم، فإشغال العامة بهكذا أمور محبطة واللعب والاستهزاء واللهو الواضح بآدميتهم إنما يعطينا دليلاً مباشرا على ما يحاك للمجتمع الكويتي من صفقات مشبوهة تنتظره من جراء التحالف السمج بين أطراف فُرضَتْ عليه عنوة تلوي رقابنا الهشة إن لم تسلط عليها سيف اللاهوت المصطنع حتى تقطف ما تبقى لنا من رؤوس فوق أجسادنا المهترئة في زمن لا صوت يعلو فوق صوت الاسلاسياسي·· فها هو النائب المبجل (آينشتاين عصره) مخلد العازمي أحد مقدمي الاقتراح يقفز فوق رقابنا كما قفز  غيره من شاكلته البائسة ليعلن لنا عن آخر نتاجه المخبري، وعن آخر تحليلاته وعبقرياته الفذة بأن 99 في المئة من الشعب الكويتي يؤيد تطبيق قانونه الفلطح (صحيفة الرأي العام العدد 12557 بتاريخ 6 نوفمبر 2001)، الذي قام به لكي يقيس لنا تلك المحصلة العلمية الباهرة التي أتى مهرولاً إلى مجلس الأمة لكي يزفها للشعب؟! وكأن في حال تطبيقه لمشروعه هذا سيحل أزمات المجتمع الناخرة في جسده التعب منذ الأزل، فهذا القانون لاشك بأنه سيوفر العدالة المفقودة بين  الجميع، ولسوف يحاكم به أصحاب الدماء الزرقاء قبل الصفراء في حال ارتكاب الموبقات والمعصيات، ولسوف يكافئ الناس بفرص العمل دون وساطة أو محاباة أو مفاهيم “هذا ولدنا” العتيدة، ولسوف يعيد لكل ذي حق من البسطاء حقه (بالمشمش)، ولسوف يتمتع العامة بتعليم منصف متقدم، ولن يقف المواطن سنوات أمام وزارة الإسكان لكي يشحذ على نتاف من بيت العمر·· ولسوف·· و·· لسوف·· والقائمة كثيرة وعامرة، ويعرفها جيداً هكذا نائب وزمرته المدافعون عن حقوق المواطن البائسة في جعبة أفكارهم المفلسة·· لكن هل من يجرؤ منهم على التطرق إلى هذه المواضيع··؟

الإجابة فيها من الصعوبة ما يجعل الصفقة (الحكواسلاسياسية) تهدر وتحت كرامة المجتمع بأسره، فهذا لعمري لا يهمهم ولا يهز من وجدانهم شيئاً فالتصاريح المعلبة الصدئة جاهزة ومنها تخرج النسب الـ 99 في المئة وأكثر في المستقبل القريب، قليلاً من التواضع أيها النائب الهمام، فما أُجهز على عقولنا من جراء الالتفاف عليها بتحالفاتكم هذه لن نقدر على استيعابه، فقد أصبحت أذهاننا مع مرور الزمن الرديء هذا متوقفة لا تستوعب ابداعاتكم في عملية التطوير والتنمية!! وأخيراً لا يسعنا إلا أن نردد فرحين، ذلك النشيد العتيد، هذه الكويت صلّ على النبي أهي ديرتنا وفيها اللي (يبونه)·