رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 23-29 رمضان 1422هـ الموافق 8-14 ديسمبر 2001
العدد 1506

ملاحظات
الثنائية القاتلة
كامل عبدالحميد الفرس
kamfaras@yahoo.com

تصدرت، ومازالت أحداث أمريكا الصحف والمجلات المحلية منها والعالمية، وأخذت حيزاً كبيراً في الإعلام المرئي منه أو المقروء· ولا عجب في ذلك لأن الحدث لم يكن طبيعاً أبداً، فعندما يتعلق الفعل بمصير بشر، خصوصاً إذا ما كان بشراً بريئاً ليس له لا ناقة ولا جمل في ما حيك له، فستبقى الصورة مبهمة غامضة، بل لا نبالغ أنها كانت لوحة سريالية سمجة من شدة بشاعتها وقساوتها على روح الإنسانية جمعاء·

ويبقى السؤال المطروح هنا وبشدة، هو كيف ولماذا حصل ذلك؟ كل أصابع الاتهام أشيرت على أن الإرهاب (أياً كان مصدره) غير سواه هو الفاعل·ويحق لنا هنا أن نتساءل عن ما تعريف الإرهاب؟ ما مصدره؟ وكيف له أن يعيش وينتعش بين الأمم والبشر من حوله؟

مما لاشك به أن الأسئلة كثيرة ومتشعبة حول هذا المارد المسمى بالإرهاب، ففي اللغة يأتي فعل رَهَبَ، يَرْهَبُ، رُهباً، أي بمعنى خاف أو خافه· وهناك أيضاً رَهّبَ، يَرهِّب، تَرْهيباً وتأتي كلها بمعنى خوفه وأفزعه· (انظر المعجم العربي الأساسي ـــ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــــ لاروس 1989)· فكل هذه الاشتقاقات اللغوية تأتي لتسند إلى أن الفعل يتعلق بأمر الخوف والفزع·· ولا مجال هنا للتعمق بالخصوصية اللغوية لهذا الأمر، لأن ذلك سيأخذنا لدراسة أطول وأعمق من هذا المقال المتواضع·

لذا نحن نتفق تماماً أن الإرهاب يعيش ويتفاعل في بيئة الخوف والفزع، أي بمعنى آخر في بيئة سوداء المعالم، عتمة الأهداف ،تتسع في دائرتها كلما تغذت أو اعتمدت على غذائها المادي والروحي من نتف وفتات الفائض من طبقات مجتمعاتها الميسورة، ويتضح ذلك جليا في دول ذات البعد الواحد، والتي لا تعتمد على الديمقراطية في كيانها، ولا تحترم حقوق الإنسان في مواثيقها ودساتيرها ( إن وجدت أصلا)·· ولنا أن نتساءل كيف ومن أي لبنة يصنع بها هذا الإرهاب؟! ومن المسؤول الفعلي عن نشأته؟

مهما كان السبب أو المتسبب، يبقى الجهل واستبعاد الآخر من موقع المشاركة في صنع القرار، سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً ثقافياً، كان هو الاشكال المطروح لهذه الثنائية المحبطة بل لا نبالغ إن قلنا القاتلة في أبعادها المبهمة· لذا نجد العكس في المجتمعات الديمقراطية الحقة، وحيث تقوم مؤسسات الدولة بدورها الحقيقي الفاعل، وذلك عن طريق استقطاب الفرد وتفعيل دوره النشط، حتى يستطيع وعبر قنوات المؤسسة المدنية أن يساهم ويشارك بصنع القرار وعلى جميع الأصعدة دون أدنى تشكيلة في مواطنته، مستنداً فقط على حقوقه وواجباته تجاه بلده·

فهل لنا أن نرى ذلك اليوم في أوطاننا وأوطان دول العالم النامي؟

هذا لعمري تساؤل مشروع يتساءله كل عاقل ذي بصيرة يحلم (مجرد حلم) بأن تُفعَّل مؤسسات بلاده بالشكل الصحيح، وبالصورة الحضارية والأخلاقية المطلوبة، دون تدخل من كان في مصيرها ومصير قدرات أفرادها البشرية في خلق ثوابت إبداعية صادقة، يحصد المجتمع ثمار نتاجها الحر، وفي أجواء صحية لا تشوبها الشبهات، تخدم أهدافها بمنطق الوعي، متسلحة بفكر متزن عامل وليس خاملاً، فاعل في عطائه وليس متكلاً ومتخفياً على نتاج الفكر المستور للآخر·

فإلى متى تنسى أو تتناسى هذه الدول حقوق أفرادها في التنمية؟ وإعطاءهم حق المشاركة قيما تثلج به صدورهم من إبداع جاد وهادف، حتى لا يستسلمون ومعهم العامة الكبرى من شعوبهم إلى طاغوت وحصار التطرف الفكري والذي يؤدي بهم بالمحصلة إلى سهولة عجنهم في بوتقة التقنين الأيديولوجي البائس، فهل بعد ذلك نتساءل عن كيف يخلق الإرهاب؟

هذا سؤال صعب لمشكلة معقدة نتمنى أن نفكر بها بجدية أكثر، رحمة بأجيالنا المقبلة·

�����
   

تصاعد الإرهاب الإسرائيلي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حقوق الإنسان في العالم النامي:
يحيى الربيعان
دفاعاً عن برنامج “إرهابيات”:
عبدالله عيسى الموسوي
الثنائية القاتلة:
كامل عبدالحميد الفرس
مفاهيم وقيم الاقتصاد الريعي!:
عامر ذياب التميمي
اللجان الخفية:
سعاد المعجل
الشأن العام والشأن الخاص·· مرة أخرى:
د. محمد حسين اليوسفي
الضعف يولد الحرج:
مطر سعيد المطر
التركيبة السيكولوجية للجماعة النارية 2-2:
عمر اليوسف
تأهيل المكاتب الهندسية:
المهندس محمد فهد الظفيري
هكذا تآمر صدام حسين على جمال عبدالناصر:
حميد المالكي
عادل القصار وماري انطوانيت:
بدر العليم